ألف لام ميم سأمسك القلم
لأكتب من الكلام ما هو مفرح وحزين
سأكتب على الورق ما يأخذ بي إلى القمم
ما يرفع شأني ويشخذ الهمم
سأكتب من القرآن ما يستاء منه أصحاب العمم
من سورة الأنفال إلى سورة القلم، وسأقرأ
سأقرأ باسم ربي الذي خلق
خلقني من علق
سأقرأ بأن ربي الأكرم، الذي علمني بالقلم، علمني مالم أعلم
علمني كيف أجوب العالم عبر الكتاب
لأقابل به الأحباب، محمد ابن عبد الله وعمر ابن الخطاب
أعايش فيه بطولات المسلمين من غزوة أحد إلى غزوة الأحزاب
أنظر إلى بطولاتهم كأن عيناي مثل عينا طائر العقاب
رأيت ما لذ منه العقل وطاب واستبشر به الفؤاد
رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء
رأيت نوح يدعو قومه جهارا ولكنهم مكروا مكراً كبارا، فلم يبق لهم الله على الأرض ديارا
رأيت ابراهيم حينما ذهب للخلاء ليبحث عن ربه في الفناء فلما أتاه اليقين حطم أصنام المشركين
رأيت اسماعيل حينما قال لأبيه يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، ففداه الله بذبح عظيم
رأيت صبر أيوب الذي صبر على بلاء لا تداوييه الحبوب والأعشاب
رأيت الحوت الذي ابتلع يونس عندما أصابه القنوط
رأيت كليم الله يذل كيد المشركين ويبطل السحر بعصاه
رأيت داود حينما كان يترنم في الزبور بصوته الرنان وكيف كان الحديد له يلان
رأيت الريح تجري لسليمان ولا يعص أمره إنس ولا جان
رأيت زكريا في المحراب يدعو ربه ثم خر راكعاً وأناب
رأيت خاتم النبيين الذي إن وصفته سيجف القلم ويُبتلع اللسان
رأيت الجنود، جنود فرعون وثمود كيف انتهت بهم الحياة إلى نار الخلود
رأيت عذاب قوم عاد، الذين طغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم الله سوط عذاب.
ثم تنقلت بين طيات كتاب آخر يحكي عن فتوحات المسلمين لأرى أمجادا لم يستحوذ عليها أي بشر من العالمين
رأيت محمد الفاتح كيف فتح القسطنطينية بقلب جامح
رأيت صلاح الدين كيف حرر فلسطين من الصلبيين الملاعين هو ومن معه من المؤمنين، رأيت النصر في عينيه كأنه في عليين مع أحبابه المقربين
ثم أغلق كتابي لأنظر إلي عالمنا وأبكي على شعوبنا على ما هم فيه من خذلان وما أصابهم من ذل هوان عندما ابتعدوا عن الله الرحمان
أمسى فينا الضعيف والجبان، والباطل يعلو والحق يهان، ابتعدنا عن الأقارب والخلان وتركنا بعضنا يموج على بعض عبر هذا الزمان لما تركنا عبادة الرحمان
استحلت الطائفية دماءنا كما اُستِحلَ دم ابن عفان
أصابنا الوباء في كل البلدان، فأمر بشاطئ الأحزان من تونس والعراق إلى لبنان، فأتركها لأجوب اليمن وسوريا والسودان ثم ألجأ إلى مصر وفلسطين وأذهب إلى الجزائر وعمان، فأرجع باكيا على ما أصابنا من ذل وهوان، لأفتح كتاب الله على سورة الفرقان، لتشخذ هممي تارة أخرى بوعد للعباد بنصرٍ من الرحمان.
فاستبشروا يا إخوان عمر وعثمان فإن أمثال خالد ابن الوليد وصلاح الدين قادمين ليقلبوا صحائف التاريخ ويسيروا بنا إلى الأمام..
المؤلف: محمد البلتاجي