الثلاثاء، 4 فبراير 2014

العقل المسلم بين محاولات إفقاد الثقة فيه و ضرورة إطلاق ممكناته

ضرورة العمل على اعادة منهج جديد في تحقيق الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هي واجب ينتظر رجاله.. و الحمد لله هناك بعض البوادر هنا وهناك تبعث فينا الأمل.. لكنها لا تزال محاولات لا تلبي حاجة الملف الشرعي الكبير الذي ينتظر الأمة حتى تتمكن من الإجابة عن سؤال : كيف يمكن للدين أن يكون حافزا للعودة بالأمة إلى الدورة الحضارية لا معرقلا لها..؟ قام البخاري و مسلم و ابن حنبل و الشافعي و غيرهم، و هم بشر، بنحت مناهج بشرية قابلة للتطوير.. فلِمَ لا يجتهد العقل المسلم المعاصر إلا في إفقاد الثقة في العقل البشري فيَحُول دون إنتاج مناهج جديدة في أصول الحديث و أصول التفسير و أصول الفقه..؟ أم أن العقل قد بلغ منتهاه في العجز أمام كل ما قدمه أسلافنا؟

أنوّه هنا إلى ضرورة التمييز بين إكتمال الدين بإكتمال وحي السماء للأرض و بين ضرورة إطلاق ممكنات الإنسان.. القرآن الكريم تضمن القيم و الجمل المحكمات العامة ليبقى صالحا لكل زمان و مكان و ترك للعقل المسلم المهمة الإبداعية: مهمة تحويل تلك القيم إلى أنظمة و أجرأتها في واقع حي مُعاش بعيدا عن الشعارات و الدندنات التي تدغدغ المشاعر و لا تُبقي أثرا..

متى نفهم أن إكتمال الدين هو إِذْنٌ إلهي بإطلاق الممكنات داخل الإنسان ذلك المجهول؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق