‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ثقافة. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 28 أغسطس 2015

مفهوم السفر عند الصوفية

إنّ المتطلع لمادة "سَفَرَ" في اللغة العربية وما تكتنزه من معان عديدة تُوحي عن الكشف والإظهار، تتبين له العلاقة القويّة التي تربط الصوفي بالسفر، ولعل الوقوف على كلام أصحاب المعاجم في هذه المسألة يوضّح الرؤية شيئا فشيئا.

معنَى "سَفَرَ" في لسان العرب: "سفر البيتَ وغيره يسْفرهُ سَفرا، كنسه والمسْفرةُ المِكنسةُ وأصله الكشفُ والسُّفارةُ بالضم الكُنّاسة وقد سفره كشطهُ، وسفرت الريح الغيمُ عن وجه السماءِ سفرا فانْسَفر فرّقته فتفرق وكشطته عن وجه السماء وأنشد : سفر الشَّمال الزّبرج المُزبْرَجَا، والرياحُ يُسافر بعضها بعضا لأن الصبا تسفِرُ ما أسدته الدَّبُور والجنوبُ تُلحِمُه والسفير ما سقط من ورق الشجر...".1
وعند ابن فارس: "رجلُ سفْرُ وقومُ سفرُ، وسفرتَ بين القوم سفارةً إذا أصلحتَ، والوجه المُسفر هو المشرقُ سرورا..".2
وفي الحديث أن عُمرَ دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : "يا رسول الله لو أمرت بهذا البيت فسُفرَ".3
ومعنى "سفر" في مختار الصحاح: "السَّفَرُ قطع المسافة والجمع أسفار والسّفرةُ الكتبةُ، قال تعالى: "بأيدي سفرةٍ".4
قال الأخفش: وأحدهم سَافر مثل كافر والسِّفرُ بالكسر الكتاب والجمع أسفار، قال تعالى: " كمثل الحمار يحملُ أسفارا".5
والسُّفرةُ بالضم طعام يتخذ للمسافر ومنه سُميت السفرة والمسفرة بالكسر المكنسة والسفير الرسول المصلح بين القوم والجمع سُفراء.
وفي صحاح اللغة السَفر قطع المسافة والجمع الأسفار والسفرُ أيضا بياض النهار.
بين أهل اللغة أن السَفر يعني كشف الغطاء عن الرأس أو الخمار عن الوجه أو التراب عن الأرض أو الغيوم عن السماء، ومنه اشتقت كلمة المسافر بمعنى المغادر للمكان الذي كان نازلا فيه ويقال أيضا ما سُمّي المسافرُ مسافرا إلاّ لكونه يسفرُ -يفصِحُ- عن أخلاقه فيظهر ما كان خفيا منها لينكشف على حقيقته.
كذلك من المعاني في هذا الباب معنى الإشراق والإضاءة، فطريق المسافر يحتاج إلى إضاءة ليبلغ مراده وكلّ من هذه المعاني السابق ذكرها يسعى الصوفي وبشدة لترفقه في طريقه لربه.
لعلك تتساءل هنا عن حقيقة سفر الصوفي وعن الوسائل التي يتوسلها في سفره؟
دعنا نتفق أولا أن السفر يمثل حقيقة كل الأشياء، إنه التركيبة الحيوية والنسق الحركي المتواصل لهذا العالم من الذرة إلى المجرة، فضلا عن هذا الإنسان الذي اجتمعت فيه من خلال مساره كلّ أشكال السفر وأنواعه، فخروجه من ضيق الرحم لسعة الوجود سفر، ومروره من طور لطور سفر، دقات قلبه سفر وأفكاره سفر وخياله سفر وكلماته مسافرة من أعماقه لتتلقاها الأسماع وانتقاله من الدنيا إلى الآخرة سفر ومن الحساب سيسافر إما للجنة وإما للجحيم...
"فالسفر وسيلة إلى الخلاص من مهروب عنه أو الوصول لمرغوب فيه ، والسفر سفران ، سفر بظاهر البدن المستقر والوطن ، وسفر بسير القلب عن أسفل السافلين إلى ملكوت السماوات ، وأشرف السفر سفر الباطن".6
وبناء على ما ذكرناه نشير على وجه الخصوص إلى تلك الأسفار المشروعة للإنسان ضمن أنواع ثلاثة من السفر، سفر من عند الله وسفر إليه وسفر فيه، أهمها التي فيها السفر ربّاني أو يكون فيها المرء مسافرا به كما هو حال الأنبياء والأولياء المصطفين الذين عن الخوف والحزن فرّوا.
قال الإمام الأكبر محي الدين ابن عربي رحمه الله: "أمّا بعد فإن الأسفار ثلاثة لا رابعة لها أثبتها الحق عز وجل وهي سفر من عنده وسفر إليه وسفر فيه، وهذا السفر فيه هو سفر التيه والحيرة، فمن سافر من عنده فربحُه ما وجد وذلك هو ربحه، ومن سافر فيه لم يربح سوى نفسه، والسفران الأوّلان لهما غاية يصلون إليها ويحطون عن رحالهم، وسفر التيه لا غاية له، والطريق التي يمشي فيها المسافرون طريقان، طريق في البر وطريق في البحر، قال الله عز وجل: "هو الذي يُسيّركم في البر والبحر".7
قلت أن السفر منه هو القدوم لمهمة عظيمة ومسؤولية جليلة وهي استخلافه في أرضه وذلك بعمارتها وعبادته والامتثال لأوامره والانتهاء لنواهيه فضلا عن معاينة بديع صنعه والتفكر في عالم ملكه، والسفر إليه أوله شوق وأوسطه سير ومجاهدة فوصول ومكاشفة، أمّا السفر فيه هو الفناء في عشقه وقد قيل: "قلوب أهل الحق طائرة إليه بأجنحة المعرفة ومستبشرة إليه بمولاة المحبّة".
"والمسافرون فيه طائفتان، طائفة سافرت فيه بأفكارها وعقولها فضلّت عن الطريق ولابدّ، فإنهم ما لهم من دليل في زعمهم يدل سوى فكرهم وهم الفلاسفة ومن نحا نحوهم، وطائفة سُوفِر بها فيه وهم الرسل والأنبياء والمصطفون من الأولياء كالمحققين من رجال الصوفية مثل سهل بن عبد الله وأبي زيد وفرقد السبخي والجنيد بن محمد والحسن البصري ومن شهر منهم ممن يعرفه الناس إلى زماننا...".8
إن المسافر عند القوم هو من أقام مرابطا على ثغر المجاهدة فالتزم بحدود الشريعة امتثالا وانتهاء فلسفته في هذا الطريق التخلية والتحلية -التخلي عن كل مذموم والتحلي بكل محمود، لذّته في مشقة كبح سلطان نفسه وسعادته أينما تفرّغ من تخطيه لمسافة حُفّت بما يحول دونه ومراده وكما سُئل عمران عن الجزع الذي يلحق المسافر في سفره فقال: " إذا خفت عليه فألقه في اليم، يعني لا تبال أيش ما لحقك بعد ما تكون متوجها إلى الله تعالى..."9، ذخره المجاهدة والاستسلام والتوكل، قال ابن عربي: "اتخذت الاستسلام جوادا، والمجاهدة مهادا، والتوكل زادًا".10

يتبين إذًا أن عماد هذا السفر المجاهدة والتوكل والاستسلام، وكما تعاهد أهل السفر للأقطار أن لا بد من زاد يهون على المسافر مشقة السفر ووطأته فإن أهل الحقيقة تعاهدت قلوبهم ألا انفكاك من التزود بهذه الثلاثة ناهيك أن يتخلق ويتعلق ويتحقق بها أيضا حتى تفيء روحه لحضرة مولاه، وكما جاء على لسان الشيخ الأكبر في هذا الضرب من المعراج قوله "هو معراج أرواح لا أشباح، وإسراء أسرار لا أسوار، وسلوك معرفة ذوق وتحقيق لا سلوك مسافة وطريق إلى سماوات معنى لا مغنى".
______________________________
1 لسان العرب، ابن منظور، ج7،ص 196، ط درا صادر، د.ت.
2 معجم اللغة، ابن فارس أحمد، تحقيق زهير عبد المحسن سلطان، مؤسسة الرسالة.
3 تاريخ بغداد، 6/34، موقع الدرر السنية.
4 سورة عبس، 15
5 سورة الجمعة: 5
6 الغزالي، إحياء علوم الدين، ج2/ص 331 ، المكتبة المصرية.
7 ابن عربي، الإسفار عن نتائج الأسفار، ص 2.
8 م.ن.ص.4.
9 الطوسي، اللمع، مكتبة الثقافة العربية.
10 ابن عربي، المعراج، ص 68، تحقيق سعاد الحكيم، ندرة للطباعة والنشر.

المؤلف: فتحي طالب

الفن والطفل

ربه على الفن طفلا...كي تعلي للإنسان صرحا
منذ أن غادرت مقاعد الإعدادي وانتهت دروس مادة التربية التشكيلية لا أذكر يوما أنني أمسكت فرشاة وخلطت الألوان. لا أعرف السبب فقد يكون قصورا حسيا في هذا الجانب الإبداعي إما لسبب ذاتي أو لقناعة ترسخت عندي بآرتباطه بمادة دراسية منتهية لم تحمل في رأيي عناصر بيداغوجية تحفز التلميذ لتنمية حسه ورؤيته الفنية فكانت مقتصرة على عدد متدن يسند بناء على موضوع لا يخلو من الطلاسم.

أذكر أنني لم أكن أحب الحصة لأن الأستاذة كانت تحملها مالا تحتمله من جو متشنج ومشحون بينها وبين تلاميذها. كما أذكر أنني كلما اعتقدت أنني فككت أحجية المعطى وفهمت المطلوب ورسمت على أساسه فإنني لم أكن أحصل على عدد يناهز الخمسة من عشرين. بينما إذا أنا تجاهلته وشرعت أعبث بالألوان وحركتها على الورقة فإنني لم أكن أتفاجؤ بعدد يقل عن خمسة عشر.

أصبحت اليوم أعتقد في ثلاثة أمور تتعلق بإدراج مثل هذه الفنون في البرامج التعليمية للناشئة:
الأول هو تعزيز الجانب النظري للفن ولقيمة دوره في إعلاء وبناء الإنسان وإلقاء الضوء أكثر على منارات الإبداع وقاماته في العالم لعل من خلالها تتجسد في وعي التلميذ شاكلة مختلفة عما ألفه من القدوات بحيث لا تصبح حصة التربية التشكيلية ضربا من أشغال تطبيقية لعنصر نظري مغمور ولا يفي بدوره التربوي وقد تنتهي بأن ينفر منها التلاميذ أو يأتونها كرها وإجبارا وهذا ماكنت ألاحظه.
والأمر الثاني هو ضرورة تغليب البعد التجريدي في ما يطلب من التلاميذ وأن تترك لهم مساحة واسعة من الحرية في تلك السن خصوصا لكي يفترشوا اللوحة مهادا لما ستنضح به تعبيراتهم وما ستستنبطه أناملهم. فالفن رمز لكسر القيود وللتطلع في آفاق أرحب بكثير مما هو موجود محط النظر فلا داعي لأن نحد من هذه الإنطلاقة لديهم تحت مسميات علمية.
أما لأمر الثالث فهو التخلي عن البعد التقييمي للأعمال التي سترى النور خلال تلك المرحلة... كل عمل يولد عن الطفل هو إبداع فهو انعكاس وجداني عميق لمكنون لا يزال مادة خام وهو تعبير عن نوع مختلف من الذكاء يصقل وينمى بالتحفيز الإيجابي بعيدا عن منطق الأعداد.

وفي النهاية فإن لكل طفل خصوصيته في التعبير وفي الرؤية فلا يجب قولبة هذا الجانب عنده وتنميط حسه كي يستقيم مع معايير التقييم.
إن التلميذ الخاضع لمناهجنا التعليمية المقترنة بالتلقين والقياس أساسا في حاجة إلى متنفس يخرج به قليلا عن المألوف... فلتكن التربية الفنية هي ذاك المتنفس.

الصور المرفقة مع هذا المنشور وثقت بها عودة إلى الفرشاة والألوان من جديد عودة بدون معطى وبدون عدد. فكان من حسن حظي أنني شاركت الصغار في #فريق_الطفل_المبدع فسحتهم الفنية الحرة.
وكنت سعيدة للغاية مثلهم بالنتيجة التي آنتهيت إليها لعل التقنية لم أستحسنها كثيرا لكن تجربة خلط الألوان والإضافات والانتقال بين مستوياتها كانت جميلة ولعل فيها محاكاة لفلسفة الحياة نفسها.

المؤلف: رحاب طاوس

الاثنين، 24 أغسطس 2015

هل للحَمَّار عزيمة!

- من أنت؟ ماذا تكون؟ ماذا تنوي أن تفعل؟ ما هو هدفك؟ لماذا تعيش؟ ماذا قدمت؟ ماذا ستقدم؟
- مهلا مهلا مهلا.. هل تحاول أن تكلمني في التنمية البشرية؟... توقف تريد أن تأخذ مالي لن أنصت إليك!!
- لا، أبدا، فأنا مثلك كنت أعيش بلا هدف ولا معنى، كنت أعيش لأعيش فقط، أو ربما لأحصل على سيارة فخمة ومنزل راق وأموال... هكذا علمونا معنى النجاح الحياة، إلى جاء أحدهم يلبس طقما جديدا وقال لي هلا سمعت مني فإن أعجبك ما قلت طبق وإن لم يعجبك فانصرف عنه، فقلت والله لقد أنصفت هات ما عندك، فقال: 
- كان هنالك ثلاثة من الشباب يعملون حمّارِين، يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير- وفي ليلة من الليال وبعد يوم من العمل الشاق، قال أحدهم واسمه "محمد " افترضنا أني صرت خليفة.. فماذا تتمنيان؟ فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن. فقال: افترضا جدلاً أني خليفة.. فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً.. قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة، فقال أحدهما: أريد حدائق غنّاء، -وماذا بعد؟- قال الرجل: إسطبلاً من الخيل، -وماذا بعد؟- قال الرجل: أريد مائة جارية.. -وماذا بعد أيها الرجل؟- قال مائة ألف دينار ذهب، -ثم ماذا بعد؟- يكفي ذلك يا أمير المؤمنين، وقال الرجل الثاني: اسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة فاجعلني على حمار ووجِّه وجهي إلى الوراء ومُرْ مناديا يمشي معي في أزقة المدينة وينادي أيها الناس! أيها الناس! هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن... وانتهى الحوار ونام الجميع.
-وانطلق محمد- (ابن أبي عامر) وعرف أن طريق الحمارة لن يوصله إلى الخلافة، فأدرك أن أول خطوة تكون بدخوله سلك الشرطة وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس. ثم مات الخليفة الأموي وتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات،  وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه.. فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية، وتم الاختيار على محمد بن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي، و استطاع في النهاية أن يتفرد صديقنا محمد بالسلطة وأصبح الخليفة... نعم الخليفة، ولُقِّبَ بالحاجب المنصور محمد بن أبي عامر.
و في يوم من الأيام، وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار، والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء، تذكر صاحبيه الحمّاريْن، فأرسل أحد الجند وقال له: اذهب إلى مكان كذا فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتِ بهما، ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكا... العمل هو هو.. المقر هو هو.. المهارات هي هي.. بنفس العقلية حمّار منذ ثلاثين سنة، ووصلوا إلى القصر، دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة.. قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد... قال الحاجب المنصور: أعرفتماني؟ قالا نعم يا أمير المؤمنين، ولكن نخشى أنك لم تعرفنا، قال: بل عرفتكما، ثم نظر إلى الحاشية وقال: كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة وكنا نعمل حمّارِين، وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيان؟ فتمنيا ثم التفت إلى أحدهما وقال: ماذا تمنيت يا فلان؟ قال الرجل حدائق غنّاء، فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا. وماذا بعد قال الرجل: اسطبل من الخيل، قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد؟ قال مائة جارية، قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا؟ قال الرجل مائة ألف دينار ذهبا، قال: هو لك وماذا بعد؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين. قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع -يعني بدون عمل- وتدخل عليّ بغير حجاب. ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت؟ قال الرجل أعفِني يا أمير المؤمنين، قال: لا والله حتى تخبرهم قال الرجل: الصحبة يا أمير المؤمنين، قال حتى تخبرهم. فقال الرجل: قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء وأمُر مناديا ينادي في الناس أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن. قال الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم (أن الله على كل شيء قدير..).
نعم، واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه...
- مهلا عدنا للقدرات الكامنة، قلت لك لا للتنمية البشرية .
- عفوا لن أسميها تنمية بشرية بعد الآن، بل سمّها أنت ما شئت لكن خد المعنى ودعك من طقمي وأين درست.. والمعنى من هذه القصة هو أننا كلنا لدينا حمار يجب أن نبيعه.. هل تعلم ما هو هذا الحمار؟ إنها تلك القناعات التي يحملها الكثير من قبيل: لا أستطيع، لا أصلح، لست أهلاً ... الخ. ونقطة الإنطلاقة هي تحديد هدفك وحلمك والإيمان به، ثم التوكل على الله سبحانه وتعالى.
لا ليست تنمية بشرية.

المؤلف: عادل بن حمو

اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد

لكن هل هذا ممكن؟
"اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"، قد يصعب علينا اليوم تحقيق هذه المقولة الرائعة لما نعانيه من ضغوط في الوقت، وانكباب على مشاغل الحياة فرّقت بيننا وبين مجالس العلم، كذلك ضعف مناهج التعليم خاصة الجامعية منها، ونفور الطلبة من تحصيل العلم وركضهم لتجميع الشهادات...
لكن اليوم و مع التكنولوجيا صرنا قادرين على التعلّم في أي وقت وأينما كنّا ومهما كانت مشاغلنا... كيف ذلك؟؟
إنه الـ (mooc (massive open online course منصات مفتوحة للدروس على الانترنت.
هي طريقة جديدة للتعليم والتعلّم، انتهجتها العديد من الدول والجامعات التي تقوم بنشر محاضراتها -للعوام- على النت، وتختم الدورة بامتحان تمنح على إثره شهادات للناجحين منها المدفوع ومنها ما هو مجاني.
و قد أتاحت هذه الطريقة الفرصة لكلّ الفئات العمرية لتوسيع معارفهم وتطوير مهاراتهم ومن أشهر محرّكات البحث للـ mooc:
Reshoop.com
Skilledup.com
ومن أشهر المنصّات:
Udacity.comCoursera.org
Edx.orgUdemy.com
وانتشرت العديد من المنصات التعليمية العربية التي تحاول نشر العلم وتساعد الشباب العربي في تطوير ذواتهم وتوسيع قدراتهم،
كأكاديمية التحرير Tahriracademy.org
ومنصة إدراك Edraak.org
ومنصة رواق Rwaq.org
وملتقى الدارين Aldarayn.com
ومنصة نفهم Nafham.com
لم تعد لدينا حجّة لعدم التعلّم بعد توفّر كل هذه المصادر وسهر العديد من الأشخاص لتأمين تعليم راق ومتطوّر للجميع. كلّ ما نحتاجه الآن هو الإرادة الصادقة والعمل الدءوب والصبر.
أمّا بالنسبة للمنصات الأجنبية فهي تحتاج لمتمكّن من اللغة الانجليزية ليقدر على المتابعة. مما قد يزعج البعض نظرا إلى ضعف إتقانه أو عدمه لهذه اللغة، لكن لا تقلقوا المرة القادمة سنأتيكم بالطرق العملية لدراسة اللغة الانجليزية عن طريق الـ mooc..

المؤلف: آمنة عماري

الجمعة، 21 أغسطس 2015

لذلكَ عليك أن تقرأ...

1- تقرأ لأنكَ تستطيع أن تقرأ: فكثير من الناس اليوم -حول العالم- يعانون من الأمية، فأنت حينما تقرأ فهذا يعني أنكَ تتميز بنعمة تملكها ولا تنتبه لها، بينما غيركَ يتمناها بل يتوسل لو امتلك جزءًا منها إلا أن الظروف حالت بينه وبين التعلم، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
2- فهم الماضي: الماضي ذهبَ ولن يعود إذ لا توجد وسيلة اليوم يمكن لها أن تعيد لنا الماضي سوى الكتاب، حينها نستحضر الماضي بقراءة كتب التاريخ، عندها سنفهم الماضي ونفيد من تجاربه ونقتبس من قوانينه ونغوص في تفاصيله التي من الممكن أو يقيناً ستكون تجربة لنا من أجل تجنب أخطائه وبالتالي الاستفادة من ايجابياته، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
3- تغذية العقل: لكل شيء في حياتنا غذاء يتغذى عليه، فمثلما أن للجسد غذاء كالأكل والشرب، وللروح غذاء كالعبادة، كذلكَ للعقل غذاء أيضاً ألا وهو القراءة، ومثلما أن الجسد يموت أو يمرض بانقطاعه عن الأكل، والروح كذلكَ تقلق بانقطاعها عن العبادة، كذلكَ الحال بالنسبة للعقل، فهو الآخر يتلف ويذبل، وقد يموت أحياناً بانقطاعه عن القراءة، فالقراءة هي حياة العقل، فأنت تقرأ من أجل أن يحيا عقلكَ... لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
4- لقاء أناس يصعب عليكَ اللقاء بهم أو يكاد يكون مستحيلا لقاؤهم: خاصة الذين ماتوا، فقراءة الكتاب تجعلكَ تلتقي بمفكرين وكتَاب وتجالسهم بأفكارهم وتحاورهم في آرائهم وتناقشهم في طروحاتهم وتؤيد أو تنتقد نظرياتهم، وكذلكَ الحال بالنسبة للشعراء والأدباء والساسيين والقادة والعظماء في كل مجالات الحياة، وذلكَ من أجل أن تستفيد منهم وتنهل من خبرتهم وتجاربهم وتكون تلميذا بين أياديهم، عسى أن تكون عظيماً مثلهم في يوم من الأيام، فالتلميذ الذكي من الممكن أن يكون كأستاذه وقد يفوقه، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
5- من أجل التخطيط للمستقبل: كُن على يقين أن باستطاعتكَ أن تصنع مستقبلكَ وحتى مستقبل الآخرين، مثلما استطاع غيركَ أن يصنع مستقبله ومستقبل دولته وأمته، وهذا لا يأتي إلا من خلال القراءة وخاصة الكتب التي تهتم بالتخطيط الاستراتيجي والدراسات المستقبلية، فالمستقبل مجهول لمن يعيش في الماضي فقط، لكنه معلوم لمن يذهب إليه، وغامض لمن يخافه، لكنه واضح لمن يقتحمه، فالمستقبل صناعة بشرية وليس قدرا محتوما، لذلكَ عليكَ أن تقرأ...
6- المتعة في أوقات الفراغ : صدقَ من قال : ((وخيرُ جليسٍ في الانامِ كتاب)) فهو الجليس الذي لا يُمل منه، والقراءة هي المتعة الأجمل في الحياة التي كلما انتهيتَ من كتاب تتمنى لو أنه لم ينته من شدة استمتاعكَ به، إذ كلما انتهيتُ من كتاب شعرتُ بالاغتراب، فإذا أردتَ أن تكون رفيقاً للمتعة في حياتكَ فما عليكَ إلا أن يكون الكتاب رفيقكَ أينما حللت أو ارتحلتْ، فالقراءة تزيد حياتكَ متعةً وبهاءً، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
7- من أجل الإبداع : كل الأشياء العظيمة التي تشاهدها حولكَ الآن والتي كانت في الماضي أو حتى التي ستكون في المستقبل فإن أصلها فكرة بسيطة وجدت في عقل إنسان ثم دونتْ في ورقة ثم في كتاب، ثم أصبحت شيئاً عظيماً حينما خرجتْ للواقع، لذا فأن كل الافكار العظيمة ستجدها بين صفحات الكتب، وحينما تقرأ عن الأفكار العظيمة يقيناً ستنتج أفكاراً عظيمة وتبدع بها، فأول طرق الإبداع هي القراءة... لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
8- اقرأ لكي تكتب... سيأتي يوم من الأيام تكتب خلاصة التجارب التي استفدتها من القراءة... ستكتب ما تعلمته من التنقيب بين صفحات الكتب... ستكتب لأنه سيأتي بعدكَ الآخرون يقرؤون ما كتبته. لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
9- لأنه أريد أن يكون لي بصمة في الحياة ... لكي يكون لأسمي مكانته بعد أن يموت جسدي... فكثير من الناس اليوم ماتوا أجساداً لكن أسمائهم لم تمتْ وإنما خُلدتْ بسبب الانجازات التي تركوها خلفهم... وتلكَ الانجازات لم تكن موجودة لو لا القراءة والتعلم. لذا عليك أن تقرأ...
10- لأني طموح وعندي أهداف وغايات في الحياة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال القراءة والتعلم وبذل المزيد من الجهد... لذا عليك أن تقرأ...
11- لكي أدخل في قول الله تعالى: ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))... لذا فإن الله سبحانه وتعالى قد ميز الذين يعلمون عن الذين لا يعلمون... وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((فضل العالم على الجاهل كفضلي على أدناكم)) لذا عليك أن تقرأ...
12- لأن أول أمر في الإسلام هو إقرأ... وهو أمر على الوجوب كما يقول العلماء... أي على كل مسلم أن يقرأ مثلما يصلي ويصوم... وكما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : ((لو كانت هناك كلمة أفضل من إقرأ لبدأ الله بها الوحي)) لأنها الكلمة التي تقام بها الأمم وتبنى بها الدول وترتقي من خلالها الحضارات. لذا عليك أن تقرأ...
13- عمري محدود بزمن معين... لذا فإن القراءة تعطيني عمراً ثانياً بل أعماراً أعيشها بين صفحات الكتب... أقلب صفحات التاريخ كي أفهم الحاضر من أجل بناء المستقبل. لذا عليك أن تقرأ...
14- سأموت... لكن الكتاب الذي أقرأه لن يموت بموتي... والكتاب الذي سأكتبه لن يموت بموتي... بل سيحيا بعد موتي... وسيكون ظلي في الارض من بعدي. لذا عليك أن تقرأ... 
15- أقرأ لأحيا... لأن العقل سيموت إذا لم أقرأ... فغذاء العقل هي القراءة... لذا عليك أن تقرأ...
16- إقرأ لأن هناك حياة أجمل بين صفحات الكتب تغني عن حياة الناس. لذا عليك أن تقرأ..
17- إقرأ من أجل أن تكون عظيماً... فالعظمة ليست فقط للفاتحين ... أحياناً يكون فتح كتاب أفضل وأنفع من فتح البلدان... لأن من يعجز عن فتح الكتب سيعجز عن فتح البلدان... وحتى إن استطاع فتح البلدان دون فتح الكتب... فإن معاملته للبلد الذي سيفتح ستكون مختلفة. إذ كلما كان أكثر قراءةً وأكثر اطلاعاً كلما كان أقدر على التعامل بعقلية حضارية مع سكان البلد التي سيفتحها... ومن هنا تكمن عظمة الإنسان في فتح الكتاب. لذا عليك أن تقرأ...
18- إقرأ من أجل توسيع العقل... كلما قرأ الانسان كلما توسع عقله... فعقل الإنسان مثل الجسد ينمو ويكبر... وكلما كانت التغذية جيدة كلما كان النمو أفضل وأسرع... لذا فإن غذاء العقل هو القراءة والمعرفة. لذا عليك أن تقرأ...
19- إقرأ من أجل الشهرة... من يقرأ أكثر يكون أكثر قدرة على الشهرة وتسويق الذات. لذا عليك أن تقرأ...
20- القراءة تجعلك مميزا عن الآخرين... فالذي يقرأ يستطيع أن يفهم الحياة أكثر من الآخرين وبالتالي سيكون متقدماً على أقرانه في المجتمع الذي يعيش فيه... إذ من المستحيل أن يساوي المجتمع بين من يقرأ ومن لا يعرف القراءة أو أنه يعرف القراءة لكنه لا يقرأ... لذا عليك أن تقرأ...
21- القراءة تجعل منكَ مثقفاً... والثقافة تجعلك إنساناً مختلفاً عن الآخرين، أكثر تميزاً... لذا عليك أن تقرأ...
22- القراءة تجعلكَ أكثر وعياً... لأن الوعي يأتي بنوعية المعلومات التي تقرأها... في البداية النوعية لا تهم وإنما هي الكمية... فالكمية حتماً ستؤدي إلى النوعية وبالتالي إلى الوعي الفكري... لذا عليك أن تقرأ...
23- القراءة تجعلك أكثر معرفة... أكثر المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان والتي من الممكن أن تغير حياته هي من الكتاب... الكتاب هو أساس المعرفة الحقيقية... لأن بقية وسائل المعرفة لا تعطيك العلم بقدر ما تعطيك معلومات عابرة... أما الكتاب فهو الوحيد القادر على إعطائك المعلومة وبالتالي العلم والمعرفة... لذا عليك أن تقرأ...
24- القراءة هي أساس النهضة الحديثة في هذا العصر... إن سلاح المستقبل هو العلم... لذا إن أردت أن تكون قوياً في المستقبل ومحصناً من كل ما يحيط بك... ما عليك إلا أن تتسلح بسلاح العلم... لذا عليك أن تقرأ...
25- القراءة تعطيكَ الأمل في الحياة... إذ أن مثبطات الحياة كثيرة... لكن يأتي الكتاب ليعطيك الأمل في التغيير والعمل الجاد من أجل مستقبل أفضل... أحياناً كتاب واحد قد يغير حياتك إلى الأفضل... لذا عليك أن تقرأ...
26- القراءة تعطيكَ الهمة... وتبعد عنكَ الكسل... لأنك حينما تقرأ حتماً ستعيش مع أصحاب الهمم العالية... فالكسولون لا يفتحون الكتب ولا يرقدون فيها وإنما في الفراش... لذا عليك أن تقرأ...
27- القراءة هي مفتاح النجاح... كلما قرأت أكثر كلما ارتقيت في سلم النجاح... فكلمة فوق كلمة تكون جملة... وجملة مع جملة تكون فقرة... وفقرة مع فقرة تكون صفحة... وصفحة مع صفحة تكون فصلا... وفصل مع فصل يكون كتابا... وكتاب مع كتاب يكون نجاحا. لذا عليك أن تقرأ...
28- القراءة حياة... لكي تكون إنسانا يفهم الحياة يجب أن تكون القراءة حياة... لأن هناك أشياء لن يخبرك بها أحد ولن تعلمها لك الحياة مهما مررت بتجاربها... ولن تجدها سوى في الكتب... لذا عليك أن تقرأ...
29- القراءة ليست هواية... يجب أن لا تنظر إلى القراءة على أنها مجرد هواية... لأن الهوايات نقوم بها من أجل قتل الفراغ بمعنى أنها شيء ثانوي في حياتنا وليست أساسيا... أما القراءة فيجب أن تكون منهج حياة.
30- القراءة ليست ترفا فكريا وإنما هي ضرورة حياتية... مثلما أن الجسد يبلى حينما ينقطع الانسان عن الاكل... كذلك العقل يضمر ويتلف وقد يموت في حال انقطاعه عن القراءة... لذا عليك أن تقرأ.
31- القراءة تجعلك أكثر قدرة على فهم مشاعر الآخرين... اذ اثبتت الدراسات أن الإنسان كلما كان يقرأ أكثر في حياته كلما أصبح يفهم مشاعر الآخرين من حوله بسهولة وهدوء حتى وإن كانت قراءته في مواضيع عشوائية، فالشخص الذي يحب المطالعة والقراءة يكون أكثر عقلانية في أفعاله ويلتزم بالحكمة والصمت في العديد من المواقف.
32- القراءة تعني الحرية... الذين يقرأون يميلون إلى تبني الحرية ومواجهة الظلم والظالمين والمستبدين ومواجهة الأنظمة الدكتاتورية والقمعية لأنهم أكثر الناس وعياً بما يدور في رؤسهم وما يحاك من مؤامرات ضد الشعوب... لذا فهم الأقدر على كشف عورات الحكام وتعريتهم أمام شعوبهم... إذ أن الشعوب التي تقرأ من الصعب أن يتحكم فيها الطغاة
33- القراءة تجعلك تركز على الحل أكثر من التركيز على المشكلة... لأنه بالتأكيد أنك قرأت من قبل أو ستقرأ في المستقبل عن حلول وتجارب لآخرين قد وقعوا في نفس المشكلة التي وقعت فيها.
34- القراءة تجعلك تختار الأصدقاء الإيجابيين المحيطين بك... وفي هذه الحالة سيكون لديك مجموعة من الأصدقاء القراءة أيضاً مثلكَ تماماً... وهذا سيجعلك أكثر إيجابية في الحياة لأنهم سيكونون على درجة عالية من الثقافة في الحياة وبالتالي فإن نقاشاتكم وحواراتكم ستكون ذات فكر راقي ومستنير ونهضوي...
35- القراءة تجعلك أكثر إيجابية وأقل سلبية... لأنك حتماً ستعيش مع العظماء... كُن على يقين أن من يقرأ فهو أحد ثلاثة أمور: إما أن يكون عظيماً... أو أنه سيكون يوماً ما عظيماً... أو أنه يقرأ لعظيم... لذا عليك أن تقرأ...
36- مهما قيدوك يبقى الكتاب يعطيك حرية لن تجدها في أي مكان آخر في هذا العالم... وأخيراً... إقرأ لأنك تريد أن تقرأ... إقرأ ... وكُن على يقين أن القراءة ستغير حياتك إلى الأفضل... ما عليك سوى أن تفتح الكتاب وتبدأ بالقراءة. القراءة حياة.
المؤلف: مهند الراوي