الخميس، 27 أغسطس 2015

الكمال

تتخلل صفة الكمال أذهان العديد، حيث يعيش الشخص المثالية في حياته بمعنى أنه يحاول دائما القيام بعمله على أكمل وجه أي بشكل مثالي جدا. على سبيل المثال يغضب هذا النوع من الأشخاص عندما يتحصل على 19 من 20 في امتحان ما، الغضب ناتج  عن اعتقاده في نفسه أنه شخص لا يستحق ما يؤدي إلى خيبة الأمل، لذا فهو دائم التطلع إلى معالي الأمور وأسمى القيم والمعارف التي تحقق له صفة الكمال وتجعله يسمو بذاته.
فيمكن القول بأن سعي الشخص نحو الكمال شيء إيجابي حيث أنه يساعد على إحداث التوازن بين الجانبين المادي والروحي في شخصية الإنسان عندما يبلغ الفرد مستوى الكمال نظرا لوجود صراع داخلي دائم ومستمر بين متطلبات الجانبين لها. وقد لا ينجح المرء في مسعاه نحو الكمال، بل قد يضعف أحيانا نظرا للمثيرات الاجتماعية والحياتية.
فهل بإمكان الفرد أن يتخلى عن نمط من حالته المزاجية في سبيل الكمال؟ لا فهذا صعب جدا حسب ما تحكمه الظروف المعيشية، صعب أن يستطيع الفرد التخلي عن أي من الأنماط الأربعة من حالته المزاجية والتي هي الاكتئابي، الحماسي، العدواني، واللامبالي.
بينما الشخص الواثق من نفسه تماما هو الذي لا بد أن يعلم أنه لن يصل إلى لكمال بل سيبقى يسعى لتحقيقه قدر المستطاع.
كما يوجد من الأشخاص من لا يسعى أبدا وذلك لا يعد شيئا إيجابيا، فهو ربما يطغى عليه عدم الثقة في النفس أو الشعور بالنقص بينما أنه قضية حياتية ملازمة لواقع الإنسان فهو دافع نفسي مثالي يؤدي به إلى التوازن في شخصيته وكي لا يبقى في قوقعة الأنا ولا يطلق عنان خياله في أجواء الأحلام، بل هذا يساعده على السعي المستمر نحو تحقيق الكمال وعدم المكوث في ظلام الوعي.

المؤلف: هاجر المكاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق