الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

ما هي إلّا آخر الأحزان

في بهو قصري تم احتلال بسمة حياتي..
طعنة في الظهر كفيلة بتحويلك من كائن بشري يحيى حياة يغمرها الهدوء والسكينة إلى صاحب قلب ظل طريق دقاته..
تبحث أنت بدورك عن الأمل، عن حياة ليست كهذه الحياة..
تهدي لنفسك وردة
تصطنع تلك التقاسيم
تقاسيم وجهٍ ضحوك
تقف أمام مرآتك
تتحدث
تضحك
تبكي
تتأثر
تذوب في وجدانك
تمعن النظر في بؤبؤ عينك
تُميل فمك بحركة انسيابية متفاعلا مع ما أحسست به
تنظر لتفاصيل جسدك ككل..
و تهدي له وردة لكن..
لكن الوجه يغمره الحزن
بسبب انقراض تلك اللحظة
لحظة من أراد البحث عن الفرحة

تلتفت بظهرك لكل من
خانك
آلمك
كسر فؤادك
كان معينك -ولازال- في أن تكون وأن تظل إنساناً تم عزله عن الدنيا ومباهجها
يجلس بجانبك
يضحك في وجهك
يعانقك
وبيده اليمنى التي تعينه على أن يربت على ظهرك
يطعنك بسكين...!
أقل ما يقال عنه أنه...
هرم..
هرِمت تلك الأداة من استعمالاته الكثيرة
أصبح يتمنى أن يكون من الغائبين
لرؤيته أنه فتح جروحا لقلوبٍ لا تستحق أبدا..

فالشكر كل الشكر لكل من استأصل دائي ظنا منه أنه أتاني بدوائي ..
دواء الفرح السرمدي...

عندما تدرك -بينك وبين نفسك- أن الهلاك قد أوهنك..
تدقق في البحث
ابحث
وابحث
إلى أن تلتقي بمن يجود عليك بوقته كي يسمعك..
وتنطلق
لتبوح
وتنطق بكلماتك
تفصح عما في صدرك ومن ثم..
تعثر بدورك في عيني من ينصت إليك على دموع..
دموع انحصرت بين الأهداب
لا شفقة عليك بل تأثراً
تصمت حينها لبرهة ..
وتأخذ حيزا زمنيا بسيطا تراجع فيه أفكارك
وتتكئ...
تتأخذ ذلك الحائط سندا لك
وتسند إليه رأسك
لتنظر إلى تلك الوردة المهداة لنفسك
وتدندن..
إن كان الذي سمع أحاديث واقعي قد تأثر
فماذا عنّي أنا؟ ..
كيف عساي أن لا أتأثر..

قالو لي صبراً..
صبرا على نفسك!
لكن للصبر حدود
ولكأسي، الفارغ، المعلن عن ظمئه، فرح
ممتلئ هو الآخر شحوبا
ندوبا
صراخاً
وحتى بكاءً

في كل مرة أمد لنفسي ذلك العزاء المقيت
أجثو على ركبتي
وأفتح جروحا على كف يدي
وأكتب بدمي..

"ما هي إلا آخر الأحزان"

المؤلف: هشام ذويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق