الأربعاء، 19 أغسطس 2015

حال العامة


نحن قوم طغت علينا "العادة" وتملكنا الــ لاوعي.. حتى اختلت مفاهيمنا.. وضاعت عنا قيمة الاختلاف والتميز.. فاستسلمنا للروتين والتكرار والاتباع والتقليد والنسخ المطابق للأصل.. والإستيلاب من عقولنا وهوياتنا.. لنذوب في الفكر الأوحد.. والنمط الأوحد.. والمثال الأوحد.. ليصير المرء منا مغتربا عن ذاته وخصوصياته، فاقدا لكينونته وسيادته..

إنه حال العامة من الناس!..

وقليلون هم أولئك الباحثون عن شعاع داخل الكهف ليقودهم نحو الخارج.. حيث يبصرون روعة وجمال العالم الحقيقي.. بفطرته.. ووضوحه.. وتناقضاته.. واختلافاته.. ليل يعقبه نهار.. جفاف يعقبه ارتواء.. ضيق تعقبه سعة.. فقر يعقبه غنى..

إنهم يلاحظون.. يؤشكلون.. يتساءلون.. يحللون.. ويفهمون..

وعندما يدركون، منهم من يعود ليأخد بأيادي العامة فيخرجهم من الظلمات إلى النور، ومنهم -للأسف- من ينسى أو يتناسى و يتعالى وأولئك أصابهم الكبر وغرهم علمهم ولحقهم عمى عن بقية الأمور..

المؤلف: مريم الشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق