الاثنين، 17 أغسطس 2015

أغنية المطر

كنت في "شارع الأضواء البرتقالية"..
أطلقت عليه هذا الاسم لأضفي عليه شيئاً من الخصوصية.. فجعلت منه مملكة لأحلامي التائهة ومستعمرةً لأفكاري الشاردة.. فعلاقة هبة بالأمكنة جد مميزة.. وغير متناهية.. فالمكان حكايةٌ تروى .. والمكان لحنٌ شجي هادئ يحملك بعيداً إلى عالم سحري مليء بالحنين والذكرى.. وهو أيضاً رائحة تفاجئك بغتةً لتشعل داخلك نار الشوق وتوقظ فيك صوراً من ماض بعيد قريب.. من طفولة غابرة و من وطن منسي...
كنت في شارع "الأضواء البرتقالية ".. أمشي وحيدةً كعادتي.. أمشي ودمعةٌ خجولة تؤنسني.. تأبى السقوط مكابرةً و كبرياءً.. رغبة غريبة في البكاء تلك التي تملكتني.. أتراه الحنين للحظات صداقة صادقة.. أم هو حزنٌ عميق يستلذ بتعذيبي ويريد آنفاً رفع راية هزيمتي... لا أدري...
قطرة مطر لامست خدي وهمست لي قائلةً "هاقد أتيت.. أتيت لأغسل دمعك بدمعي.. أتيت لأخبئ دمعتك الحائرة في سلة النسيان.. فلا مكان لها بيننا الآن... جاء المطر يا حلوتي.. جاء المطر.. فقومي لإستقباله كعادتك.. احضنيه بيديك.. قبليه بشفتيك.. ارقصي معه رقصك المعهود.. استقبلي شتاءك بالحرارة نفسها.. بالجنون عينه.. جاءك المطر خصيصاً فلا تفوتي لذة لقاءك به واحتفلي معه بعرس الطبيعة.."
همست تلك الكلمات.. واختفت.. وتلتها قطرات المطر القطرة تلو الأخرى في إنسجام عجيب وإيقاع متناغم لتبدأ إذن "أغنية المطر".. وتبدأ مراسم عرس الطبيعة....
المؤلف: ضوء القمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق