الاثنين، 17 أغسطس 2015

كم أعشق البحر...

كم أعشق البحر...
بمده ، بجزره..
بنسيمه وريحه....
بهدوء موجه أو هيجانه...
بشاطئه ورماله...
فمن منا لايعشق البحر؟؟
ذاك المكان، الذي يلجأ له كل مهموم ملأت خيبات الأمل حياته...
وكل سعيد لم يجد من يشاركه سعادته التي لا توصف...
يلجأ له كل من ضاق صدره وإمتلأ أسراراً ولايجد من يستمع إليه أو يبقي عنده سره إلا البحر...
الكل يسارع له، الكل يتمنى الجلوس على شاطئه ومخاطبته، لكن أحقاً نستطيع مخاطبته؟
من يعشق البحر، يتقن لغته، ومن يعتقد أن الحديث مع البحر خرافة، فهو الخرافة..
للبحر كلمات، لغات، طرق للحديث، لايتقنها و لايفهمها إلا عاشق البحر..
أحياناً، جلوسنا فقط قرب الشاطئ يدفعنا للسفر إلى عوالم أخرى، إلى أمكنة أخرى وننسى حاضرنا...
بصوت أمواجه ننتقل من واقعنا إلى خيالنا الشاسع.. إلى فترةٍ زمنيةٍ تتحقق فيها كل أمانينا...
بنسيمه يحملنا إلى عالم فيه كل منشود...
كم أعشق البحر.....
أتوق إليه، أحلم به، اشتاق له وانتظر كل لحظةٍ أعانق فيها أمواجه.. فعشر ثوانٍ فقط، تكفيني للإبحار مع الأمواج وبداية العيش بين الأحلام...
إليه أروي حكاياتي، وعنده أحتفض باسراري، فتارةً تجيبني الأمواج، وتارةً طنين النوارس...
في الحياة أحياناً لااجد لمن أحكي أسراري، لكن البحر خير صديق...
أحياناً، بوصولي إلى البحر، أشعر بتهاتف الأمواج إلي، وكأنهم إشتاقوا لحديثي، لاسراري...
وأحياناً أخرى أرى حوتاً يقفز خارج المياه وكأنه يريد رؤية من يؤنس وحدتهم في الظلام، و- من يأتي لهم باسرارٍه واحاديثه...
عشقت البحر، عشقت الموج وعشقت نسيماً يلاعب أحاسيسي... 


كم أعشق البحر..
يسعد لسعادتي..
يحزن لحزني...
يبكي لبكائي...
يهدئ من روعي عند غضبي..
عشقت البحر وحتى في مخيلتي....
أحياناً أسمعه يصرخ، نعم، صراخٌ ليس كصراخ الانسان، صراخٌ يمتلء بصوت الأمواج والرياح..
يصرخ من واقع يعيشه ومن خطرٍ يهدده ويهدد من حماهم...
انظر إلى الكثير من الناس، من يلقي بالفضلات هنا وهناك،
أرى من لم يحترم جمال الشاطىء ولم يعر أهميةً لم يوجد في البحر،
أنا متأكد أنه لو أجاد لغة البحر لتراجع عما يفعل...
للبحر غضب، وليس كغضب الانسان، فبغضبه، يزهق روحاً، بريئةً كانت، أم لا...
...........
..........
......
...
أعشق البحر، أعشق مافيه، أعشق مايوجد في أعماقه وإن لم أعرفها بعد، لكنه يحدثني عنها...
أعشق تلك اللحظات التي أكون فيها مجتمعاً به، أعشق تلك اللحظات التي أكون فيها بصدد الحديث معه..
أعشق كل مايتعلق بالبحر...
أعشق الجلوس حذو البحر في ساعةٍ متأخرة من الليل، تحت ضوء النجوم الساطعة في مياهه، بين أمواجه، ونسيم مده وجزره يداعبني...
كم أعشق البحر، كم أعشق البحر، كم أعشق البحر..
للبحر غموض لايعلمها إلى هو والخالق...
ودائماً ما أسأله "ماذا تحمل معك في أعماقك؟ كيف العيش هناك؟"..
أحياناً أشعر بحزن لاني أعتقد أن الحياة ليست عادلة، خلقت كائنات فوق الأرض، ترى الحياة، ترى الشمس، تداعب الرياح، تعترض بالناس..
لكن أحزان لتلك الكائنات، الموجودة في أسفل البحر، في أعماقه، كيف لها أن ترى نور الله؟ كيف لها أن تداعب الرياح؟ لماذا يا بحر لم تعطها حريتها؟
فتجيبني الأمواج: تلك الكائنات لم تخلق عبثاً.. وحقيقتها لاعلامها إلى أنا (البحر)، فان نزلت إلى أعماقي لرأيت أجمل حياةٍ على وجه الأرض..

عشقته ولا زلت أعشقه، نعم، ذاك المكان الشاسع، ذاك المكان الجميل، البحر..
بدأت أعشق الكتابة، ففي أعماقي تتوهج الكلمات، تلتحم الجمل، تترابط الفقرات، لكن لا أجد من يسمعها، عشقت الكتابة من أول لحظةٍ وضعت فيها قلمي على الورق، وحلمت أن استطيع كتابةٍ شيء ما، أو أغير واقعا ما.. لكن ترددت، خفت، هل سيعجبهم ما اكتب؟ هل ساستطيع أن أوصل مابداخلي بطريقةٍ جميلة؟ تراجعت... لكن هي من دفعتني للبداية، قوت من عزيمتي ودفعتني للبداية، بداية صعبة ، لكن الصعب قد يصبح سهل...

المؤلفوارث غريبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق