الأربعاء، 19 أغسطس 2015

غريبان.. وليل.. وشوق..

الزمان: الساعة الواحدة بعد منتصف الشوق...
المكان: دائرة عشقية يمتد قطرها بين نجمتين...
الشخصيات: غريبان وليل.
تصعد السلم برفق، قدماها حافيتان، تحمل بيدها قنديلا صغيرا متوهجا أشعلته للتو، هي لا تحتاج سوى هذا القنديل الصغير ليضيء الدرج أمامها؛ أما دربها فجلي لأن قلبها البوصلة... ترتدي ثوبا أبيضا واسعا يمعن في إبراز نحولها؛ ثوب شفاف وبسيط ينتهي بكمين طويلين تبدو فيه أشبه بفراشة خرجت للتو من شرنقتها... شعرها الطويل منسدل على كتفيها في خصلات حريرية ناعمة تتلاعب بها النسمات... وجهها الصغير المضيء يحاكي في إشراقه ذلك القنديل الذي تحمله بين يديها... عيناها مكتحلتان شوقا وعلى شفتيها الرقيقتين ترتسم إبتسامة خفيفة حانية...
ترتقي درجات السلم بخفة ورشاقة...
تقترب شيئا فشيئا من هدفها... ترفع ثوبها قليلا لتتمكن من إجتياز دائرة النور الملتهبة والمعلقة في السماء... هنا موطن الأحلام... ترتقي إلى هذا المكان كل مساء لتلتقي ذلك الغريب الذي خطفها من نفسها وحلق بها بعيدا في فضاء اللامتناهيات...
ما إن تصل حتى تضع قنديلها جانبا... نجمتهما الصغيرة تتكفل بإضاءة المكان في الأعلى...
تراه جالسا هناك، منكفئا على وردة توليب بيضاء يمسكها بين أصابعه مرتلا صلوات العشق وأبيات الهوى... يقشعر جسمها لصدى تراتيله... تمضي نحوه قدما... يتفطن لوجودها، تتعلق عيناه بها... يتأمل خجل خطواتها وارتباكها البكر...
تجلس بجانبه، يناولها الوردة، تعانقه بعينيها امتنانا... يبتسم لها و يقترب منها هامسا بكلمات لا تميز منها الكثير ولكنها تستعذب أنفاسه التي تدغدغ أذنها... يتلقى وجهها بين راحتيه وينحني ليبثها شوقه و حرقته في قبلة طويلة... تسترد أنفاسها التي كادت تلفظها للتو وتمرر يدها على تقاسيمه تلثمها بأصابعها و تطفؤ نار الظمإ إليه... يبتسم لها ثانية و يعاود ترتيل صلواته... ترخي رأسها على كتفيه وتنخرط معه في الترتيل...
أيا ليلها لا تنجل و أطل هذا الحلم الجميل!
أيا قلبها لا تنسكب كلك في مقلتيه فمهما فعلت لن تطفأ شوقك إليه!
أيا نهر الحب و نبع الحياة تلق روحها الهائمة و ضمها إليك!
و يا أملها و سلواها خذ بيدها إلى المستحيل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق