الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

بداية حب من نوع آخر...

- دثريني يا أمي دثريني.. غطيني بجناحيك غطيني وتمتمي دعواتك المعهودة لعلها تنجيني... ارميني في حضنك ارميني وبين ذراعيك طوقيني وداخل مقلتيك اسجنيني اسجنيني..
- ما بك يا بنيتي فقد حيرتني وبنظراتك البائسة أرهقتني..
- اعذريني يا أمي اعذريني ولكنني في حاجة إلى حنانك يحويني، وعن حبك لي أخبريني أخبريني..
- أأخبرك عن حبي وأنت تعلميه وعن قلبي وأنت تملكيه وعن حناني وقد عهدتيه؟ ما الأمر الذي بنيتي تخفيه؟
- قد خنت حبك يا أمي ورحت في الأرجاء أبحث عن غيرك.. لم أبال بقلبك الذي قدمتنيه ولا حبك الذي عاهدتنيه.. وكأن حبك لم يكفيني، رحت أبحث عن حب آخر يحويني..
- و هل وجدت غاليتي ما تروم أم في الأرجاء مازالت تصول و تجول؟
- ما هذا يا أمي الذي تقولين؟ أبهذا القلب تهزئين؟ أوبعد الذي قلته تبتسمين؟
- كيف لا أبتسم يا ابنتي وقد سمعت الذي أخبرتني؟ بصراحتك أدهشتني وبتذللك أخضعتني وبعذوبتك قيدتني..
- كلامك طوقني بحيرة.. ألم تشعري بذرة غيرة؟
- أغار نعم أغار.. و في هذا الأمر أحتار.. وتغرقني أنهار وأنهار من الأفكار.. ولكن اعلمي يا ابنتي، لولا حيرة أمي ما حيرتني..
- ما هذا الكلام المبهم وبكثير من الرموز مفعم؟؟
- اعلمي يا قرة عين أمك، ما يحيي هذا القلب غير حبك.. كل السرور في قربك.. كل الحزن في بعدك.. وكل الخوف في فقدك.. كذلك قالت لي أم أمك وتقوله لك أمك.. لو لم أحب ما أوجدتك.. لولا حيرة أمي ما أنجبتك.. ثمن دفعته لأجلك وستدفعينه لابنتك التي ستسبب حيرتك وستحيرها حفيدتك... هكذا هي سنة الحياة مع البنات.. ولكن إياك وقطف الضار من النبات... وأوصيك يا ابنتي الثبات الثبات..


المؤلف: مريم الخلفاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق