الأربعاء، 19 أغسطس 2015

المرض الخبيث

لطالما نظرنا إليك بوجس، وجس أخفيناه بقهقهة اطمئنان. وأي اطمئنان لغول مثلك!
كانت تصلنا أخبارك من بعيد في أحاديث الأقربين وكنّا نستعيذ بالله منك.
واليوم!!!
اليوم صرنا نسأله اللطف في القضاء، وقد بطشت بيدك أيها متوحّش لتصيب أعز الناس إلى قلبي، بل إلى قلوبنا كلنا. كل العائلة.
لكأن زمان الاستخفاف بجبروتك قد ولّى، وكأن كل الهلع من ذكر اسمك لم يكن يكفي، وكأنك أردت أن تبرهن أنّك مارد مغترّ، ديمقراطي في عدلك بين فقير وغني وأبيض وأسود وجاهل ومتعلّم، لكن طاغيةٌ بأخذك أحب الناس إلينا.
جاء اليوم الذي ضحكت فيه أمامنا بقهقهتك التي تصمّ الأذان! ووقفنا شادهين، فاغري الأفواه، عاجزين عن ردّك أو صدّك أو اللامبالاة.
نهار ضاقت بنا فيه لظهورك الأرض بما رحُبت. ضاقت صدورنا. ضاقت نفوسنا. ابتلعنا جمرات شررك بصمت. راقبناها وهي تخترق حلوقنا لا يعرقلها شيء إلا أذابته.
وأنت تقف متفاخرا بأن لا سلاح يقهرك، وأن المجد لك وحدك. أي مجد!؟ كأنك غافل بأن من البشر علماء تمكنوا بفضل الله من تركيب الترياق الذي يقتلعك من أوصلك بكل ما اتخذته لنفسك من كبرياء وكيد وطغيان وتعالٍ!
لكنك تعرف أنه بعيد، وأنه نادرٌ وأنّه باهض وأنه لا سبيل للوصول إليه في الوقت المناسب.
..أيها العدوّ الجائر، لا تحسبّن النصر حليفك في النهاية.. إنك تعذب ضحاياك ببطئ وإنهم لإلى الله يتضرعون..
وحدهم الضعفاء يستسلمون، والأقوياء بالله ليس لك عليهم سلطان مهما عرضت من قدرات.
حسبنا الله ربّي وكفى.
"وإذا مرضتُ فهو يشفينِ".
المؤلف: مريم الشول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق