الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

الحركة الإسلامية الحديثة في مصر ما بين الإصلاح والراديكالية والتوحش


يضم هذا التقرير:
1- نشأة الحركة الإسلامية في مصر. 
2- أقسام الحركة الإسلامية في مصر. 
3- مصطلح التوحش بين السياسة ورفع السلاح. 
4- جماعة الإخوان المسلمين ونشأتها. 
5- اتجاهات الجماعة بعد ثورة 25 يناير. 
6- مصادر تمويل الجماعة. 
7- جماعة أنصار بيت المقدس ونشأتها. 
8- مصادر تمويل جماعة أنصار بيت المقدس.
9- نظرة على جماعة الإخوان المسلمين وجماعة أنصار بيت المقدس.
الحركة الإسلامية وأسباب ظهورها؟

اختلف الباحثون حول أسباب ظهور الحركة الإسلامية في العصر الحديث، وقد اعتبرها كثيرون ظاهرة جديدة صاحبت انتقال العالم الإسلامي إلى العصر الحديث، وأرجعوها إلى ما اعتبروه حالة اغتراب تعرض لها الكثير من شباب المسلمين بسبب تسارع عجلة التحولات الاجتماعية والثقافية، تلك التحولات التي اقتبست على نطاق واسع من إشعاع الحضارة الغربية المعاصرة بدرجة اعتبرها البعض صداما مع عقيدة الإسلام التي هي جزء من الثقافة العربية.

كما اعتبر باحثون آخرون أن ظهور الحركة الإسلامية صاحبَ هزيمةَ العرب أمام إسرائيل في ٥ يونيو ١٩٦٧م، وهناك فريق ثالث من الباحثين رأى أن ظهور الحركة اللإسلامية هو ردّ فعل لسقوط نظام الخلافة الإسلامية والذي تمثل في إلغاء كمال الدين أتاتورك للخلافة العثمانية وإقامة جمهورية علمانية على أنقاضها في تركيا.

وبعيداً عن هذه التفسيرات، فإن الحركة الاسلامية في جوهرها ما هي إلا عمل سياسي واجتماعي إسلامي في الفضاء العام يهدف لإحداث تأثيرات إسلامية سياسية واجتماعية وثقافية ودينية في ذلك الفضاء العام عبر عمل عام له صور وأساليب شتى.

أقسام الحركة الإسلامية في مصر:

يكاد كل من كتبوا عن الحركة الإسلامية المعاصرة أن يتفقوا على أن الحركة الإسلامية هي نهر عام تنبثق منه روافد عديدة، أو هي حركة عامة تتكون من فصائل أو تيارات متعددة ومختلفة.
لكن اختلف الباحثون حول الأقسام التي تندرج تحتها الجماعات والتيارات والفصائل التي تتكون منها الحركة الإسلامية المعاصرة.
فأشهر تقسيم هو تقسيم سياسي يعتبر أن الحركة الإسلامية تنقسم لتيارين رئيسيين هما:

١ - التيار الإصلاحي: و يمثله في مصر "الإخوان المسلمون" ومن على شاكلتهم من الجماعات الأخرى التي لا تسعى إلى تغيير فوري وسريع عبر القوة المسلحة.
٢- التيار الثوري: وأبرز من يمثله في مصر"تنظيم الجهاد" ومن على شاكلته من المنظمات التي تسعى لإجراء تغيير سريع وشامل بالقوة المسلحة.

ولكن هذا التقسيم غير دقيق ويتسم بكثير من السطحية والتبسيط، لأننا نجد في مصر والعالم جماعات إسلامية تتبنى الوسائل المسلحة دون أن يكون استخدامها لهذه الوسائل أسلوبا للتغيير الشامل مثل "جماعة الناجون من النار" و"جماعة الشوقيين" و"جماعة التوحيد والجهاد" في مصر و"منظمة القاعدة" في مصر والعالم، فهل نسمي هؤلاء إصلاحيين وهم يستخدمون السلاح أم نسميهم ثوريين وهم لم يسعوا لتغيير نظام الحكم القائم إنما سعوا فقط للقيام بعمليات مسلحة محددة ومحدودة؟ وبالتالي فإن تقسيم الحركة الإسلامية إلى إصلاحيين وثوريين تقسيم غير دقيق وغير موضوعي.

وهناك تقسيم آخر مشتق من نفس التقسيم وهو تقسيمها إلى:
١- إصلاحيين: كالسابق.
٢- راديكاليين: ويقصد بهم الثوريين في التقسيم السابق.

وقد حاول بعض أبناء الحركة الإسلامية نفسها تقديم تقسيم أكثر دقة للحركة الإسلامية، ومن أبرز وأهم من فعل ذلك الدكتور أسامة عبدالله حميد أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة بنها وأحد أبرز المفكرين السياسيين في تنظيم الجهاد المصري، وورد هذا التقسيم في ورقة قدمها لمؤتمر عن "الفكر السياسي الإسلامي" كان قد نظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بلندن في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وقد قسم أسامة عبدالله حميد الحركة الإسلامية في دراسته إلى أربع تيارات:

١- تيار الإسلام الاصلاحي: ويمثله "الإخوان المسلمون" ومن على شاكلتهم ممن يسعون لتغيير متدرج سلميا وربما جزئيا.
٢- تيار الإسلام الثوري: و يمثله "تنظيم الجهاد" في مصر ومن على شاكلته ممن يسعون للقيام بتغيير شامل وفوري بالأساليب المسلحة.
٣- تيار الإسلام السياسي: ويمثله في تاريخ مصر الحديث "جماعة مصر الفتاة" بقيادة أحمد حسين، ويقصد به كل من يتبنى الإسلام كمنهج ومرجعية سياسية في مواجهة الحاكم دون أن تتجذر لديه المفاهيم الإسلامية الأصيلة سواء كإسلام اصلاحي أو كإسلام ثوري، فالإسلام بالنسبة له مجرد شعار ونوبة حماسية يواجه بها ظلم الحاكم.

التوحش:

و يمكن تقسيم الحركات الإسلامية إلى إصلاحية وراديكالية والتوحش. ويمكن تعريف التوحش بالتصرفات من قبل الأفراد أو الجماعات التي تتصف بالهمجية تصرفاً وطبعاً، وقد تكون غير منظمة أي فردية بالقيام بالجرائم كالقتل والسرقة والخطف أو منظمة بارتكاب جرائم منظمة كالهجوم على المسلح على المدنيين أو مؤسسات الدولة السيادية ، وقد يكون لأهداف سياسية أو أهداف توسعية.

ويمكن تقسيم هذا المفهوم إلى:

1- التوحش السياسي والاجتماعي وهو الانخراط في الحياة السياسية ليس لأهداف سياسية فحسب بل لأهداف توسعية داخل الدولة ولإنشاء ما يسمى بدولة داخل الدولة. وهذا يُعدُّ خطرا على الأمن القومي للدولة. وهذا النوع يكون مخلوطاً بقضايا عرقية وطائفية أحياناً. وهذا ما نراه من حزب الشعوب الديمقراطي (الأكراد) بتركيا لهم حزب سياسي بتركيا، وانخرطوا في الحياة السياسية، إلا أن عندهم حلما بالانفصال. وانطلاقاً من حلمهم ينفذون بعض الضربات الإرهابية لنشر الفوضى وهو ما جعل الحكومة التركية تتحرك سريعاً نحو ضرب مواقع هذا الحزب. كما أن هناك توحشا اجتماعيا، وهو السعي الدائم لتغيب عقول الشعب ولهذا النمط من التوحش أساليب عدة، أهمها الآلة الإعلامية وفقط الدعاية الرمادية بصفة مستمرة مما يؤدي إلى إحداث حالة من حالات التنويم للعقول الضئيلة، والآلة الثانية هي استغلال ظروف المجتمع من فقر وضجر وغضب لبثّ بعض الأفكار وربط التأييد لفئة معينة بالإعانات المقدمة للأفراد .

2- التوحش المسلح وهو اتباع منهج حمل السلاح وحصر لغة الحوار في المواجهات المسلحة وقد تكون محدودة للضغط على الحكومات لتنفيذ بعض مطالب فئة معينة في الشعب وقد تكون ذات هدف توسعي أي السير نحو السيطرة على أراضٍ في الدولة، وبسط النفوذ، وبناء هيكل يشبه هيكل الدولة، وذلك مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وهذا النوع يعلن عداءه لكل من يعاديه. وهذا النوع من التوحش له أبعاده على الأمن القومي العالمي، حيث أنه يسعى إلى تغير ديموغرافية العالم بأسره، وخرق معاهدات واتفاقيات دولية يسير عليها العالم. كما أن هذا النوع ينظر إلى القوانين المعترف بها دولياً على أنها قوانين وضعية، ويحاول أن يخضع من حوله لقوانينه التي تنبثق من معتقداته الفكرية والدينية. وهذا النوع يعتمد في حركته على الجريمة المنظمة وذلك بتوظيف عملياته غير المشروعة لجذب الأموال.

جماعة الإخوان المسلمين ونشأتها:

نشأت على يد مؤسسها وإمامها حسن البنا عام 1928م. وهي أحد فصائل الحركة الإسلامية الحديثة ونشأت على مبدأ رفض التنظيم، يعني اعتماد العفوية والفوضى في العمل الإسلامي. وقد ظهر ذلك في قول حسن البنا في وصفه للجماعة أنها "دعوة سلفية وحقيقة صوفية"، وأراد بذلك تجميع الحركات الإسلامية تحت لواء واحد ولكن ذلك فشل.

وصف حسن البنا جماعة الإخوان في رسالة المؤتمر الخامس على أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهماً شاملاً وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وأنها:
دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية القرآن والسنة النبوية، وهي أيضاً ... طريقة سُنية لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
حقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، فالعلم في الله والحب في الله، والأخوة في الله.
هيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة.
جماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الزاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح.
رابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم.
وشركة اقتصادية، فالإسلام في منظورهم يُعنَى بتدبير المال وكسبه.
كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. أي أن فكر الإخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا والدين.

جماعة الإخوان المسلمين واتجاهاتها بعد ثورة 25 يناير:

تاريخ الإخوان المسلمين وكتاباتهم كلٌّ منهما يدعمان فكرة أن الجماعة اصلاحية ولكنها في الفترة الحالية اتجهت إلى منهج الثورية منذ ثورة الـ 25 من يناير، ولمنهجهم الثوري عدة ركائز: وهي القدرة على الحشد والتجمهر ورفع اللافتات والصياح ببعض الشعارات في مواجهة بعد أجهزة الدولة كالمؤسسة الشرطية ثم مؤسسة القوات المسلحة. وقد نجح الإخوان المسلمون في الوصول للحكم من خلال مرشحهم الدكتور محمد مرسي والذي أطاحته المؤسسة العسكرية في مصر عقب أحداث 30 يونيو. وهنا اشتد منهج الإخوان الثوري وارتكزوا هنا إلى ثقافة الاعتصامات وما أسموه بالمليونيات الحاشدة. وفي خلال هذه الفترة نجحت جماعة الإخوان في لمّ شمل الحركات الإسلامية في مصر وضمها إلى حقبة الثورية الإصلاحية، رافعين شعار الثورة السلمية ولهم تفسير لهذا المصطلح على أن ما دون الرصاص هو سلمية.

تعريف وزارة الدفاع الأمريكية للإرهاب عام 1983م: (الاستعمال أو التهديد بالاستعمال غير المشروع للقوة أو العنف من قبل منظمة ثورية). أما الاتفاقية العربية لعام 1998م، فقد عرفت الإرهاب في مادتها الأولى فقرة (2) بأنه (كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إفشاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية (للخطر) ووفقاً لهذا تم اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية وفقاً لأحكام القضاء المصري.

ورغم ذلك لم تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ولم تُصنَّف على أنها جماعة إرهابية من قبل الدول الأوروبية.

مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين:

تعتبر أهم مصادر تمويل جماعة الإخوان هي الجمعيات الخيرية والاشتراكات الخاصة -"تبرعات أفراد الجماعة"- والتبرعات من الأفراد وأرباح مشاريعها الداخلية والخارجية، بجانب أموال منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية. وفي السياق المتصل بمسألة تمويلات الإخوان واقتصادياتهم، قدم الصحفي الأميركي فرح دوغلاس الذي عمل في السابق مديرا لمكتب صحيفة "واشنطن بوست" في غرب أفريقيا، وهو يشغل حاليا منصب مدير مركز "إي بي إي"، تحت عنوان "اكتشاف جزء صغير من إمبراطورية شركات "أوف شور" لجماعة الإخوان المسلمين الدولية". ويعد هذا التقرير من أوائل التقارير التي كشفت عن مصادر تمويل الإخوان المسلمين.

وأشار دوغلاس في تقريره إلى أن الإخوان نجحوا بالتوازي مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية الحديثة، التي عرفها العالم في بداية الثمانينات من القرن الماضي، في بناء هيكل متين من شركات "أوف شور"، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من قدرتها على إخفاء الأموال ونقلها حول العالم، فهي شركات يتم تأسيسها في دولة أخرى غير الدولة التي تمارس فيها نشاطها، وتتمتع هذه الشركات ببعدها عن الرقابة، ورغم اعتبار الجماعة في مصر جماعة إرهابية إلا أن أجهزة المخابرات والمنظمات القانونية التي تطارد هياكل تمويل الإرهاب، في كل أنحاء العالم، لم تطارد هذه الشركات ولم تلاحقها.

وتكشف الوثائق التي اعتمد عليها دوغلاس في تقريره، أن الشبكة المالية للإخوان المسلمين من الشركات القابضة والتابعة، والمصارف الصورية، وغيرها من المؤسسات المالية، تنتشر في بنما وليبيريا، وجزر فيرجن البريطانية، وجزر كايمان، وسويسرا وقبرص ونيجيريا، والبرازيل والأرجنتين وباراغواي.

ورغم كل ذلك يعد المصدر الرئيسي لتمويل جماعة الإخوان المسلمين هو الاشتراكات من الأعضاء، طبقاً لموقع كل فرد في الجماعة. وبلغت بعض التقديرات لهذا الجانب التمويلي بنحو 603 مليون جنيه سنوياً.

جماعة أنصار بيت المقدس "ولاية سيناء حالياً":

"أنصار بيت المقدس" كانت بالأساس متواجدة في غزة، وكان هدفها الأساسي، كما هو واضح من الاسم الذي تحمله، "تحرير فلسطين والأقصى". ونتيجة تطورات الأوضاع في غزة، والتزام "حماس" بالتهدئة مع اسرائيل جرى تحول لدى الجماعة بسبب القيود والتضييقات التي مورست عليها من قبل حركة "حماس"، خاصة وأن "أنصار بيت المقدس" حاولت أحيانا كسر الهدنة القائمة مع اسرائيل بين فترة وأخرى، مما خلق إشكالات لها مع "حماس" التي تهيمن على القرار في القطاع الفلسطيني المحاصر ومع الضغوط عليها، تسرب بعض أفرادها إلى سيناء. ويعد هذا التنظيم من أخطر التنظيمات في مصر، فقد نجح في توجيه بعض الضربات وتنفيذ الهجمات على الجيش المصري في سيناء. وقد ظهرت هذه الجماعة في مصر بوضوح بعد عزل الدكتور محمد مرسي عقب أحداث 30 يونيو.

و في بادئ الأمر، كان ينظر هذا التنظيم إلى الجيش المصري باعتباره جيشا ظالما يجور على المدنيين، إلى أن تمت مبايعة هذا التنظيم للدولة الإسلامية، ومنذ هذه اللحظة أطلقوا مصطلح الردة على الجيش المصري. ويرقى هذا التنظيم إلى مصطلح إرهابي فهو يمتلك أهدافا توسعية ومسلحة. ويعد ظهور التنظيم في هذا التوقيت ليس للوقوف مع جماعة الإخوان المسلمين وليس دفاعاً عن الديمقراطية، فهم لا يؤمنون بها من الأساس حيث يعتبرون الديمقراطية كفراً، ولكن تحركاتهم كانت من أجل خوف هذا التنظيم على مستقبل الحركة الإسلامية، إذ أنهم يرونه استضعافا للتيار الإسلامي، فوقفوا ضد الإخوان وقالوا أن سلميتهم ليست من الدين وأن الجيش المصري جيش الردة. وهذا ما يؤيد فكرة أنهم يعارضون ويعادون كل من يقف ضد مصالحهم ورؤيتهم المستقبلية.

ولاية سيناء ومصادر تمويلها:

تعتمد ولاية سيناء على دعم التنظيم الأم، وهو الدولة الإسلامية. ويعد هذا أهم مصادرها المالية والبشرية والمادية، حيث أن تنظيم الدولة الإسلامية استطاع تكوين شبكة عابرة للحدود لتغذية التنظيمات المؤيدة لها في باقي أنحاء العالم. كما أن هذه التنظيمات استطاعت أن تخلق لنفسها أصول تمويل ذاتي، ثم تأتي بعد ذلك أموال الزكاة والتبرعات من الجهات ورجال الأعمال المدعمة لها وعمليات التهريب (لـ: البشر – السلع – السلاح )، ثم سياحة الفدية وهي أحد أهم مصادر تمويل مثل هذه التظيمات واعتمدت على هذا المصدر من قبل تنظيم القاعدة بأفغانستان وحركة الشباب المجاهدين بالصومال.

جماعة الإخوان وجماعة أنصار بيت المقدس:

يعد مصطلح الإرهاب مصطلحا سياسيا يستخدم لأهداف سياسية فحسب. كما أنه لا يوجد تعريف واضح للإرهاب في العلوم السياسية. ويمكن نقل هذا الجدل إلى ما أسميه إدارة التوحش للتفرقة بين التوحش العسكري المسلح والتوحش السياسي والمجتمعي. فتنظيم ولاية سيناء يرقى إلى التوحش العسكري المسلح، حيث أنه يحسم المواجهة مع النظام الحاكم باستخدام السلاح ولا يلجأ إلى التفاوض مع النظام -أي صدامي بطبعه. ووفقاً لنشأته في الجبال فإن لغة الحوار عنده لا تتم إلا بالسلاح.

أما جماعة الإخوان المسلمين، فلديهم كيان مجتمعي يمارس حياته السياسية ويلجأ للتفاوض السلمي. وبهذا لا يكون هناك أي وجه للمقارنة بين تنظيم ولاية سيناء وجماعة الإخوان المسلمين. كما أن هيكل الجماعة لا يمكن وصفه بالتوحش السياسي حيث أنه ينخرط في الحياة السياسية ويتبع الخطوات الديمقراطية المتعارف عليها لتنفيذ أجندته الخاصة وحلمه السياسي، كما أنه لا يوجد لديه لهجة التكفير وعنده مرونة تامة في التعامل مع الدولة والفصائل المختلفة عنه.

وصف التنظيم بالإرهابي في مصر كان غرضه سياسياً من الدرجة الأولى، إذ لم يعترف بهذا التصنيف الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لأن النظام الحالي في مصر يرى أن هذا الفصيل فقد شرعيته على الأرض ولا بد من عزله سياسياً كما تم عزل مرشحه الرئاسي والفائز بالرئاسة سابقاً.

إعداد: عبدالله المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق