الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

سحر من نوع خاص

وقفتُ أتأملكِ، أتأمل ملامحك، أتأمل حسنك، أتأمل ابتسامتك، أتأمل وجنتيك الممتلئتين الزهريتين، أتأمل عينيك الساحرتين. ما إن نظرت إليهما حتى غرقت في بحرهما، سبحت وغصت في أعماقهما، فوجدتني في أعماق أكثر سحرا من سطحهما، وجدت عالم الحب، وجدت عالم البراءة، وجدت عالم الحنان. وجدت عالما لن يرضى مغادرته إنسان، وددت لو أبقى وأتربع هناك، وددت لو كان ذلك موطني، فلا أهاجر منه إلى أي مكان، وددت أن أبقى بقربك دوما، لأسبح بعينيّ في عينيك كلّما اشتقت إلى الحب والحنان، فالعالم هنا غاب وحوش، وخوفي كل خوفي أن ترحلي عنيّ، بل خوفي الأكبر أن يجرح عينيك وحش من تلك الوحوش.
فابقي بقربي كي أحميك وأسبح في بحر عينيك وأملأ قلبي من عالمك بالحب والبراءة والحنان.
ابقي بقربي، فأنا أحوج إليك، إن كنت أنت بحاجة إليّ. يا موطن الحب كوني موطني،يا بحر الحنان دعيني أغوص فيك، وطهري قلبي من خبث الخبيثين ببراءتك. اقبليني أيتها الساحرة بسحر من نوع خاص، وما أسعدني مسحورا بسحرك أيتها الساحرة.
لو تقبلينني، لنثمر بحبنا أزهارا تكتسح الشوك، وتنصرف الوحوش عن عالمنا ليعود جميلا. لو تقبلين، لنملأ العالم من عالمك حبّا، صفاء وحنانا. لو تقبلين، لتحيا بنا الأرض بعد موتها. لو تقبلين لنخلد في جنات النعيم.
ما استطاع إلاّ أن يقول هذه الكلمات، لمّا رءاها تزينت بالحياء، وقد وضعت تاج العفة على رأسها، لتكون ملكة العالم الساحر، وقد كانت عصاها تلك الساحرة؛ التزامها بأوامر الرحمن وكانت بلورتها السحرية، قلبها الطاهر بالإيمان، فكان النظر في عينيها غوصا في بحر الحب والبراءة والحنان.
وهو الذي ما أراد في هذا العالم الفاني، سوى أن يكتمل بالتي على الخير تدله وعلى فعله تعينه، التي في هذا العالم تكون له عونا وسندا لحجز مكان في عالم خالد؛ عالم لا شوك فيه ولا وحش، عالم لا خوف فيه ولا حزن، عالم هو الأمن والأمان والسعادة تحت عرش الرحمن، يده في يدها يمضيان، مبتغاهما رضى رب الأكوان، بالعمل بما يرضيه والتزود بتقواه.
ومن هي؟ سوى تلك التي تزينت بالحياء وتتوّجت بالعفة وطهرت قلبها بالإيمان. أنت أيّتها الطاهر، اقبلي هذا المريد للخير، فيسعد وتسعدي وتسلكا الطريق إلى الجنان، وليكون من خَلَفِكما الصالحون وليقبلكما ربكما قبولا حسنا، وليسكنكما الجنان.

المؤلف: إيمان لعمش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق