الأحد، 23 أغسطس 2015

قطار الحياة

نهار ككل يوم.. لا اختلاف فيه..
وقطار الحياة أسرع وأدقُّ مواعيدا من قطار وطني..
إن الزمان في عصرنا لا يشبه الزمان الذي مضى مع أسلافنا.. لم يعد في وسعنا أن نلحق بكل شيء في آن واحد. كما أننا إذا التفتنا لتأمّل جانبي الطريق، يفوتنا الرّكبُ.. أمّا ونحن في القطار، فلا يسعنا أن نتأمل الجاريات حولنا طويلا وبتمعّنٍ، لأنها تمرُّ في لمح البصر، وذاك الذي شاء أن يحتفظ في ذهنه بصورة ما ليتأملها بقية الطريق، يحرم نفسه وجوبا من متابعة المشاهد الأخرى بانشغال ذهنه عنها..
الغفلة أو الغفوة في وقتنا تذبح من الوريد إلى الوريد. والذين يظنون أنفسهم سالمين من آثارها رغم إتيانها، هم في الحقيقة واهمون وربما اعتادت عقولهم وأرواحهم أوجاعها مثلما يعتاد المدمن وجع الحقن فلا تؤثرّ على جلده بعد ذلك الإبر: تموت الخلايا الحسية لديه فلا يشعرّن بما يلمسها أو يخترقها.. القطار الذي يمر بالمحطة كل ثلاثة أرباع ساعة لا ينتظر أكثر من بعض الثواني وقطار الحياة يمر دون انتظار ودون اعتبار لشيء من ظروفنا، فإن أردنا أن نركبه ما علينا إلاّ أن نصنع ظروف صعوده بأنفسنا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق