الأربعاء، 26 أغسطس 2015

البيت والشيخ العجوز

كان هناك بيت يسكنه ثلاثة أولاد لوحدهم. عاش هؤلاء الأولاد في طفولتهم حياة جميلة ملؤها المحبة والتعاون. ومرت الأيام وكبر الأطفال وأصبحوا شباباً. وفي يوم من الأيام جاءهم شيخ كبير، سيء السمعة، وحاول إقناعهم بالسكن معهم مقابل حمايتهم وتقديم النصيحة لهم. وبعد مناقشات بينهم قرر الشباب الموافقة على دخول هذا الشيخ إلى البيت... ومرت الأيام والشيخ يقدم لهم النصائح وهم ينفذونها دون أن يناقشوه، بسبب ثقتهم به، لكنه في الحقيقة كان يحاول أن يفرق بينهم دون أن يشعروا بذلك. ففي يوم من الأيام حاول إقناع أحدهم بالزواج، رغم صغر سنه على تحمل تكاليف العيش لوحده دون معونة ومساندة إخوته. فقام الشاب بطرح فكرة الزواج عليهم فوافقوا على تزويجه وساعدوه بذلك، ومر شهر العسل جميلاً،بدأت بعده المشاكل تدب بينهم فقد صار العريس يتصرف في أمور البيت أكثر منهم، ذلك أن الشيخ أقنعه بأن له حصة أكبر في البيت ويستحق أخذ أعظم نصيب فيه بحكم أنه امرء متزوج. فحدثت مشكلة بين الإخوة بدعم ذلك الشيخ الكبير في السن، لكنها انتهت بحصول الأخ الملعوب بأفكاره على ما أراد. ولمّا أنجب هذا الأخير أطفالا نادى بأحقيته في الحصول على مزيد من المساحة. وكالعادة حدثت مشكلة انتهت باقتسام جزء إضافي من البيت لصالحه. حينها فكر الإخوة بأن يتزوجوا هم أيضاً حتى لا يخسروا حقهم في البيت وينتهي بهم الأمر إلى الشارع. فتزوج كل واحد منهم، وآتى بامرأته إلى البيت. وبعد مدة حدثت مشاكل بينهم لأن البيت لم يعد يكفي لهم، فحاول الشيخ إقناعهم باقتسام البيت بينهم، مقابل أن يكون له حصة في كل قسم من الأقسام التي يقتسمونها -كل على حدى- دون علم أحد منهم بالقطعة التي خصصها الآخر. فاقتسم الثلاثة البيت، وأصبح هناك ثلاثة بيوت صغيرة جداً، وللشيخ نصيب في كل منها. وحين لم يكتف ذلك الشيخ بهذه القسمة، قام بتحريض الزوجات على الأزواج، بحجة توسيع البيت كل أسرة، ففكروا كيف يمكنهم توسيع البيت وهم لا يملكون من المال ما يكفيهم؟ هنا تدخل الشيخ وأقنع أخا منهم بقتل أحد إخوته، وبالتالي يتم تقسيم حصته على الآخرين. فتم ما أراد... ولمّا علم الأخ الثالث أن الأخ الأول قد قتل أخاه الثاني، قرر أن ينتقم لأخيه فقتل أخاه الأول، وبالتالي فإن البيت لم يبق إلا له. لكن لمّا علمت زوجة الأخ الأول بأن الأخ الثالث قد قتل زوجها، قررت أن تنتقم لزوجها، فقتلت الأخ الثالث وزوجته. حينها علمت زوجة الأخ الثاني -الذي كان ضحية الأخ الأول- أن البيت أصبح لزوجة الأخ الأول -قاتل زوجها- فقررت أن تأخذ بثأرها فقتلتها. وبالتالي بقي البيت لزوجة الأخ الثاني، وتقاسمته مع الشيخ الذي تبين فيما بعد أنها كانت متفقة معه على هذه الخطة منذ البداية.
الممثلون:
الشيخ: الولايات المتحدة الامريكية.
الزوجة التي لم تمت: إسرائيل.
الزوجتان الأخريان: إيران والسعودية.
الإخوة: الشيعة، السنة، الأكراد.
البيت: العراق.

المؤلف: مهند الراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق