السبت، 22 أغسطس 2015

هندسة كلمات...

تقفين على حافة تل، علا حرفه... تنظرين من بعيد... إلى الكلمات الملتصقة بخضرة المروج.. ومن بعيد أيضا تختارين شكل الكلمات التي سترسمين بها قدرك. تنتقين خمس كلمات هي قدرك المحتوم.. بين الموت والحياة يأتي الحب والمال والبنون. تخطين المسار من ركام كلمات القبيلة قيل أنها قدر المرأة المكتوب منذ أزل غير معدود.
ها أنت نجمة... نجمة على مرج أخضر. ترقصين على إيقاع هندسة الكلمات.... تنفخ الريح في ثوبك الأبيض.. فتصبحين أشبه بزهرة برية تدور! وتدور... ترتعش الكلمات.. القدر المختوم!؟ تتلاشى منك ثم تمور... تلاحقينها... تصبح هندسة الرقص أكثر تعقيدا... فكيف للزهرة الدوارة أن ترقص وسط النجوم... تنحرفين عن المسار المرسوم.. الفستان الأبيض يخفق كسرب حمام يمتد ليحضن النجوم.
في غمرة الرقص المحموم، يحترق طرف من فستانك المتمرد... نارية الطباع هذه النجوم: تفزعين.. تسقطين.. تتألمين.. تثورين على قدر تثورين على قدر النجمة الملعون. تلعنين القدر خمسا عدد الكلمات في المرج المهجور. ...تضيق المدارات حولك... لامكان لزهرة راقصة في هذا المرج المسحور.. الكلمات تتلاشى حروفا مشتتة على أديم المرج الأخضر... يسترسل الرقص سريعا... دوارا عنيفا يرحل بك إلى الأعالي... ضاق عنك المرج أيتها الزهرة الدوارة الراقصة في المرج الأخضر... خانتك الكلمات... كلّ كلمات القبيلة... ضاقت الأرض وليس لك إلاّ القمر موطنا...
تقفزين.. خارج القدر الأخضر... إلى دائرة القمر. كلها هندسة.. لكن هندسة الدوائر لن تحرق الفستان الأبيض الدوار على عكس هندسة النجمة المسنون. تختارين القمر موطنا...
و هكذا جرت العادة... عبر العصور...

المؤلف: الغجرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق