الأربعاء، 19 أغسطس 2015

أما بعد فالشارع وطني؟

أما بعد..فالشارع وطني:
  ها قد جلست القرفصاء تراقب معشر النمل يحمل قوت يومه.. طوابير منظمة كأنها تتبع إشارة واحدة.. إشارة القائد الأعلى.. فتاة في العمر الزهر تبلغ حوالي العاشرة، أسمالها البالية جعلت منها شابة العشرين، لا أدري متى كانت آخر مرة مشطت شعرها أو ٱبتسمت أمام المرآة كسائر بنات جيلها.. تساؤلات عديدة تجول ببالي كلما رأيتها.
 لم أملك يوما الشجاعة للتقرب منها يمكن أن يكون جبنا أوعجزا، لأني لا أستطيع أن أكون ذلك الأمل الذي تفتقده.. أقصى ما أجيده هو ٱقتسام لمجتي معها ومشاطرتها ضحكة عابرة علها تخفف عليها قسوة الزمن..
   يسمونهم "أطفال الشوارع" لكن الأفضل أن نسميهم "أطفال الظروف".. شاءت الأقدار أن ترمي بهم بين طيات الطرقات يتوسلون هذا ويشحذون من ذاك والكل قد حفظ تلك الكلمات المعهودة "ربي ينوب"، تفننوا في القسوة حتى تحجرت قلوبهم أهكذا أضحى زماننا؟!

المؤلف: عبير ميلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق