الجمعة، 28 أغسطس 2015

اﻷلم

الألم هو إدراك اﻷلم، وإن شئت قلت تصاعد الروح واختناقها في جسمك بما رحب، فهو موت صغير. وما تعاقب اﻷيام علينا سوى موت فينا.. وما الروح في تصاعدها إلا أنها تبتغي الانعتاق من قيد مادية الجسم.
كما المرض في البدن إدراك الضعف فيه وإن شئت قلت وهن مع أعراض متغايرة..
فالأصل الضعف فيك في كل أحوالك وكذا اﻷلم فينا مع تفاوت إدراكه فقط..
ألم هي..عبودية العمل والشقاء.. أو الراحة والعطالة بين يومي فارغ أو مزدحم بالأحداث تكرر أو تغير.. ألم هي عبودية الظهور والشهرة.. أو التخفي واانعزال.. ألم هو تدافع الحب والكره فيك بين ما تحب ولا تصله أو ما تكره ولاتدرك دفعه.
ألم هو بحثك عن جدوى الحياة في أدق تصاريفها اليومية حين يغيب معنى يشمل الكل فيها.. لتبحث بعدها لمعناك عن معنى..
ألم هو انطواء عمرك واندفاع اﻷيام وبصرك لأرض فلاة ظنك بها أنها حديقة غناء.. حتى إذا استوت أمامك ما وجدت إلا تربة بور.. فتحاول أن تسوي عود ظهرك في انطلاقة جديدة بين شعاب اﻷرض.
ألم هو.. رفض نفسك السلبية في فراغها بحثا عن جواب.. من أنا؟ ثم يليه كيف أنا؟ يليه متى أنا؟ لتقصص بعدها قصتك كنت أنا.
اﻷلم هو سجادة الحياة مليء بالنتوءات بعضها إزاء بعض.
أما الرحمة فهي تأتي مع نداء استغاتثك.. ربي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. فتسمع المنادي أن يا أيوب.. (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب).

المؤلف: خديجة اسعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق