السبت، 29 أغسطس 2015

ما بعد البداية..

هل تكفي بداية الشيء لتكون ضمان لنهايته؟... لكن عن اي نهاية نبحث، فالنهايات من أكثر ما يعرف بالتلون والتنوع الذي يفقد الهوية... تعرف بنسب ما يخالفها في فوضى جينية. مهما حاولنا تجديد مقاييسنا وتطويرها لمواكبة نسق هذا التبني العشوائي، نعجز دائما في التعرف على "النهاية" بل نكتشف أنها صادفتنا لكنها فشلت فاختبار كشف الهوية حتى مع أتعس مقاربة تخيلناها... فنبقى نبحث خارج النطاق الأصلي، خارج الإطار، متجاوزين مجال الحكاية ومنتهكين صدفة مجال حكاية أخرى قد تصبح حكايتنا الجديدة أو قد نهجرها في ردة فعل متوقعة. فعندما نهجر نشعر برغبة شديدة في هجر شخص آخر... متوقعين أنه دين ينتهي بمجرد تسديده لكننا نتناسى أن الفوائد المضافة ليست سوى التنازلات والتضحيات التي نقدمها حتى نعود لحالة "ما قبل" لكننا في الواقع نعود إليها بشخص أفرزته حالة "ما بعد"... عندما يتقابل الشيء ونقيضه نعود إلى نقطة البداية لكن ليس إلى البداية... فيفرض علينا إعادة البداية من منتصف الطريق محملين بندب سوف تنزف معتمدة على استشعار زماني عاجز عن تحديد اختلاف الإطار المكاني... لعل هذا ما يمنعنا عن خوض تجربة جديدة لأنها سوف تغتصب من قبل بقايا أخرى قديمة...

المؤلف: آية خريبيش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق