الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

يقولون..

في غفلة مِنِّي.. اجتحت حياتي.
اجتحت الأسوار الشائكة التي أدرتها حول نفسي وثبتُّها جيدا.. يقولون أن الحب يباغتك حين تنساه، يقفز إلى صدرك حين تتلهى عنه، ويجتاح كيانك حين تشغل تفكيرك عشرات المسائل إلَّاهُ..
يقولون... أنا لست أدري بعد، ولا يقِينيَّات لدي، سوى أن جبلا من الجليد الراكد في لُجِّ القلب، قد أخذ في الذوبان أخشى فعلا أن أغرق فيه وأن يهلكني الطوفان هكذا أنا أخشى كل شيء، وأعقد كل الأمور، ولست أستسهل أي شيء.. وخاصة هذا الشيء! وهل الحب شيء؟
قلت لي مرة حمقاء، وغضبت حينها، لكني أدرك جيدا أني حمقاء وغبية فأجبني: هل الحب شيء؟
أهو شيء من ضمن كل الأشياء التي تحيطنا، ألم نمسِ نحن أيضا أشياء في خضم هذه الحياة، وهذا العصر!
إن كل الأشياء تتهاوى أمام ناظري، شيء واحد لايزال ثابتا.. السنفونية التي عزفتها نبضات قلبي حين عرفتك، هي فقط لا تزال تهز أوتارها بنفس الوتيرة.. لكن.. ألم تتهاوى نبضات مضغتي في تلك اللحظة.. حين التقيتك؟
حمقاء.. فأجبني.
قطرات من الحنين تخترق شريان الليل وتخفف قتامته، أيخفف الحنين القتامة والسواد؟ أم يضاعف وطأته!
أخبرتك أن لا يقينيات لدي.. أليس الشك طريق إلى اليقين؟ أليس السؤال ما يقودنا للإيمان والبحث الدؤوب يقودنا للمعرفة.
أنا لن أستسلم لليقين وسأدمن القرع على الأبواب الموصدة إلى أن يتوقف قرع القلب لجدران روحي، أن قد احتل الحب فؤادك، فكفي عن المراوغة.
لن أكف سيدي، نسيت أن أقول بأن من يدمن البحث لا يتوصل إلى المعرفة، بل يوقن أنه لا يعرف شيئا وأن كل ما عرف قطرة في بحر ويوقن أن يقينه السابق -أن بحثه قد قاده إلى جواب- لم يكن سوى وهم ، توهم..
أفهمت الآن لم قلت بأني لن أستسلم وأن لا يقين لدي لست إمرأة تستسلم وتفرح وتركض وتركب الغيم بمجرد أن قطرة من حب، من شوق، قد لامست وجنتيها، وذاك ما يتعبني..
أجل حمقاء فلتقل ما يحلو لك سأدمن القرع والطرق وكم أخشى أن لا يُفتح أيّ باب سوى باب قلبكَ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق