الخميس، 20 أغسطس 2015

هل أنت كسول؟

إن المتأمل في المجتمع العصري اليوم يلاحظ أن الكثير قد بلغ الحد الأقصى من اللاوعي، فهذه الدنيا أصبحت تجبرهم على العيش في مغرياتها ومتاهاتها حتى دفعتهم إلى العمى كي لا يدركوا سلطتها عليهم. ولم يعد للقيم الأخلاقية إلا وجود نسبي ولا للخوف من الله بصمة حتى أضحى القول: فلان حسن الوجه، فلان جميل المظهر، كثير المال...
ولكن ما هذه إلا بعض كنايات عن الظلم والفساد، غيب كل ما يمكن أن يرضي الله عز وجل ولم يبقى إلا الحديث عن القدماء، فانظر كيف صار الناس محكومين بالاغتراب "زمن إذا ولعل" هذا الأمر يتعلق كثيرا بالتكنولوجيا الحديثة التي آل إليها العالم في هذا الزمن العسير والدهر العاصف حتى أصبح الفرد صنيعتها فالتبس الكسل والتواكل وعندما اجتمعت فيه هذه الصفات وجدناه جثة على فراش.
فيا كثير الرقاد أتريد أن تقضي حياتك طروبا أكولا من دون معاش، ثوبك الكسل؟
بادر لأن الليالي مسرعات، بادر بالحسن وقلل من القبيح حتى وإن كانت الغاية الراحة والسعادة فاعلم أنه لا وجود لطريق نحو السعادة، لأن السعادة مهارة، فلا تبحث عنها، لابد السعي للحصول عليها، فهل لك أن تعزم ثم تتوكل؟ "فإذا عزمت فتوكل على الله ''(آل عمران 159). يا من غلبه الوهن، يا أسير الأغاني، سوف تدفع الثمن ولن تنال من ماء العزة قطرة، لا تقل سوف وليت، لأن الحياة شريعة وركعة ودمعة، فصاحب الهمة يسبق الأمة إلى القبلة، ومن سار على الدرب وصل، ''اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا". انظر ما أغفل الإنسان عن هذا كله! ينام الليالي ويرجو المعالي، يفرّط في السنة ويرجو الجنة.
احرص على ما ينفعك لأن ما ينفعك يرفعك، ولا تسمح لهموم الدنيا أن تشغلك عن طاعة الله وإن شكرت فاشكر الله وإن شكوت فاشكو لله وإن طرقت فاطرق باب الله، فأغلى باب هو باب الكريم الواسع، فهو وحده العالم بالأحوال والقادر على تغييرها وتيسيرها. والحال في يومنا هذا بائس جدا، في المقاهي زحمة، في المطاعم زحمة، في الأسواق زحمة ولكن هل هذه الزحمة نجدها في المساجد؟ أبدا!
ولكن صلاح الحال ليس من المحال، إن بقي الأمل. بالاجتهاد والعلم والعمل يسهل الوصول إلى الأمل وكما يقال: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". فافعل ما يجب وحرر نفسك من مشوبات الحياة، أي بادر بتغيير وضعك وحسب ما جاء في القرءان الكريم: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". والله أمرنا بالعمل لينظر عملنا فهل لك أن تسارع لتنحت على وجه الحياة فعلا حسنا؟ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق