الأربعاء، 19 أغسطس 2015

بقايا أمل..

ذات يوم وقفت أجيبه عن سؤاله الذي عادة ما يبدأ الدرس به، هل تظنون أن المستقبل سيكون أفضل مما نحن عليه؟
بالإيجاب كان الجواب كأنني كنت اراه جليا واضحا. وقد ضربت بعرض الحائط كل المعطيات.
كانت فلسطين على حالها محتلة والعراق مغزوة.. 
قد قتل محمد الدرة والشيخ احمد ياسين وسقطت اﻻبراج وظهرت طالبان و.. و...
كان وجهه صادما لي بقدر جوابي.. امتعاص شفتيه و نكران إجابتي وإنزال عينيه إلاى الأرض...
ثم بدأ الدرس...
مر على هذا زمن..
اليوم وقد مر بنا قطار الموت يجوب بلادنا وأنفسنا من شرقها لغربها شمالها وجنوبها؛ راكبين ننزل محطات من الضياع ومحطة يأس وأخرى انتظار.. 
هل قلت انتظار؟ كم ننتظر؟ يوما؟ شهرا؟ عاما؟ عمرا؟ أم ما تبقى من عمر...
أم ﻻ ننزل أبدا إﻻ آخر محطة من اللاشيء، من العدم بل من المجهول...
مر ما سمي بالربيع العربي. وفاحت منه رائحة الدم بدل رائحة وروده...
حدث الكثير، والكثير سيحدث، مؤكد.. ولشدة الوقع على النفوس صار كل شيء ذا لون ممل ذكره مبك حجر القلب... أو ربما أغلقنا...
إذا التقيته وأردف علي السؤال عينه.
هل سيختلف الجواب؟ هل كان اﻻمل كبيرا بما يكفي ليملأ صدري حينها؟ أم غربلته الأيام فما عاد يجدي؟ ...

المؤلف: ابتهال محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق