الأربعاء، 19 أغسطس 2015

عن تلك الصرخة أبحث..

رأيت الأسى بعين الناس أجمعين
فما عدت أدري من أواسي...
أنا أم هم..
من الأحق بها..
من الأجدر به أن يكون من المتمتعين بلذة إنصاتها...
غمرتني تلك الحيرة البالية..
فأنا منذ أن كنت صغيرا
عهدت عليها ولازلت
أصبحت الزائرة الوفية لي...
باقيةٌ هي على عهدها.. ببقاء أوصالٍ نسجت تلك السجايا المتوارثة عبر حقبات زماني..
ما عدت أظفر إلا لأيامٍ رمادية
تارة أشتم فيها رائحة يومٍ شبه جيد وتارة أخرى يحدث العكس
أتراني مللت..
أم علني ما عدت أحتمل هذا الاختناق
اختناقٌ شد حلقي إلى أن انتابته غصة بلا دموع
بلا صراخ
بلا صوت
بلا ضجيج حتى...
بحثت عن تلك الصرخة وما عساي أبحث إلا عنها
لأقلب بها كل الموازين
اشتهيت صيحة عميقة، مدوية..
تشد أنفاسي وتعلن عن إفراج سكونها في صدرٍ أوهنته حياة كمثل هذه الحياة، بزمانها وكواليس أحداثها
لتنقذ دقات قلبٍ شبه ميتة..
لا هي عادتْ نابضة
ولا أنا عدت أسمع لنبضي شيئا..
فأنا اشتهيتها...
اشتهيت تلك الصرخة
تغمرني
تغمر صدري
تغمر قلمي
تغمر كل من بوسعه أن يشمر عن ساعديه وينفجر
ليصرح بذلك عن أحاسيس ومشاعر بإمكانها أن تُحبك لنفسها ثوباً من الاعترافات.
لا يهم إن كانت مدمية أم لا
المهم أنها تحكي عن صدق مشاعرها
عن فحوى آلامها
والأهم من ذلك كله أنها ستُفصح عما يدور في خلدها
لا أن تظل في موضع ذاك الجمود
ذاك الصمت الذي حيّر القلوب ودمر العقول.

المؤلف: هشام ذويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق