الأحد، 16 أغسطس 2015

ضمير يمشي في جنازة أحلامه بصمت..

إستوفيت عبارات الألم وأعلنت حنجرتي حدادا مفتوحا يحلم بنهاية والنزيف لم يقف سيلانه بعد.. نزيف يخوض حربا دامية مع كل فلذة من روحي ..
أنزف أمة حبست أنفاسي مازالت تقيم معاهدات صلح مع مجری النفس.. أنزف ضميرا عربيا قد راح في سبات عميق وما أيقضه احد..
ضمير يمشي في جنازة أحلامه بصمت.. وأنا جزء مبعثر من ذلك الحلم المتلاشية أجزاءه..
ذلك الجزء المبعثر يصارع زمنا يقسو عليه.. وسط ذلك الحشد الكبير من الناس يستغيث.. فالحلم في كفن وهو كذلك يرغب في كفن.. كفن يحميه من الظلمات و الأوجاع.. كفن لا يذبله لا يشرد طفولته ولا ينتهك عرضه بل يحفظه و يخفيه من عيون الزمن..
تری ستغفل يوما عيونه؟
أنا في حاجة أكيدة لجرعة من أنفاسك يا أمة العرب..
دعيني أرد روحا تائهة و أسقي فؤادا ضمآنا و أرعی جسما منهكا تعبان.. فمتی سيبطل الحداد ومتی سيقف الجرح عن النزيف؟
متی؟
لم أكن أحسب أن معركتي مع الحياة ستكون صعبة..
شجعني قلمي.. أهداني أبهی الحروف لأكتبها علی ورقة حملتها أحلامي فكانت خير حافظ لأمانة القلوب..
أدركت بعد الصراع أن ذلك الحشد لم يكن إلا سلسلة من الكوابيس قد تراكمت الواحد تلو الآخر فأوقدت قبسا من نور مستأنسا بشعلة قد غدت رفاتا..
سأحيا، سأظل في العلالي أوقظ الموتی، أجس نبض المقاوم و أرسم درب فتاة لم تشف من حب تونس وراحت تبحث عن شفائها في أرض جريحة فاكتملت الحكاية و صارت أعزوفة حزينة سكنها الخيال..

المؤلف: زهرة القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق