الاثنين، 17 أغسطس 2015

افرح إنّك إنسان

نعيش في عالم تسوده الحروب والهموم والأحزان والغموم...
-أعتذر إن باشرت الكلام بحروف تملؤها المأساة وريح السواد التي امتلأ بها صدر وقلب كل واحد منا-
الحياة، لم تعد سوية...
لا تجد فيها للمساواة طعما ولا للعدل حقا..
الإنسان، أصبح متخبطا..
إن سَعِد يوماً فتلك لوهلة فقط..
فهو عند التفاتته إلى حال زمانه وأحوال مكانه -سواءً عبر التلفاز كي يرى ما يحدث في العالم أو أمام مرأى من بصره...
ذلك كله يُخلف له ولي ولك وللناس جميعاً سجايا مبهمة...
لا تعرف ما لها وما عليها...
تحتار بذلك الأحاسيس ما بين الفرح والحزن..
تتوه بين الحق والباطل..
تبتأس لحال أمة عربية، رغم وحدة دينها وإسلامها، رغم كلمتها الواحدة، رغم أنّ كلّ بنيها يردّدون عبارة واحدة: لا إله إلاّ الله...
تأسف أنّهم أصبحوا بل مازالوا يتعاملون مع كلمة التوحيد لفظا فقط لا فعلاً...
المهم...
إن غرض الحياة أن تأخذك في رحلة طويلة متعددة التفاصيل،
تريد أن تعلمك بتجاربها المتعددة والمتكررة قصد صُنع شخصٍ لا يعرف طعم الفشل واليأس قط...
فإن وجدت نفسك تعيش بقلبٍ طيب، وروح طفلٍ بريء، وأنفاس رضيعٍ لا يناهز السنتين، وعقل إنسان خاض تجارب عدة ولازال...
فحينها لا تتحرّج...
لا تخبئها.. لا تتهرب من ذلك الإحساس الذي انعدم في جوف كل واحدٍ منا..
لا تمتثل لأوامر تلك النفس التي هزمتها عوامل الدنيا وجعلت من السنين أيّاما تمرّ فحسب!
هذي ليالٍ تخطو بخطاها نحو المجهول...
لكن لا تذعن بسهولة نحو الفشل.
إفرح، لا تجثو على الأرض، بل قف، وقاوم، واعلم أن الحقيقة الجليّة هي في إيضاح مسلكك ودربك.

غيرك سقط، أما أنت فلا...
تنفس الحياة برئتيك أنت
عش بمبادئك أنت
إجعل للحياة ديدنًا جديدًا
ساير دنياك بقاموسٍ أنت المشرف على تنميقه ونسجه..
قبِّل تراب أرضك وارفع بصرك للسّماء وأطلق يديك...
وافتح فاهك وعبِّرْ، وقل للحياة: "إنّـنِـي إنسان..."

المؤلف: هشام ذويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق