الاثنين، 17 مارس 2014

stereotyping

مدربة أمريكية عملت سنين في CNN، ضحكت منا أيما ضحك لما قال لها عدد من الصحفيين التونسيين العبارة الشهيرة في تونس : "لا حياد مع الإرهاب"، فكانت أسئلتها بكل بساطة: ما هو تعريفك للإرهاب؟ من وضع هذا التعريف؟ هل مسؤولية الصحفي الحكم بالإرهاب على شخص ما؟
و خلصت إلى أن صحافة تدين المتهمين هي أكثر رداءة من قاضي يدين دون أدلة خاصة و أنه ليس دورها أصلا.. و ذكرتنا أن العملية من مبدئها تلاعب مخابراتي من CIA، و أن أمريكا قتلت الملايين باسم إرهاب وضعت هي تعريفه، و هو ما يسمى: stereotyping أو "القولبة النمطية" التي أرساها نظام عالمي متحكم لا يجب على صحفيين يحترمون أنفسهم و يحترمون مهنتهم الوقوع فيها!!!
يومها وجدت منصفا خبيرا محايدا يمكن أن يكون رأيه مرجعا و لمت نفسي على استعمال كلمة إرهابيين و توجيه الرأي العام دون وعي مني بفداحة صنيعي.. لذلك ألتزم بعدم استعمال هذه العبارة.. و ألتزم بالعمل على مزيد المهنية و إصلاح أخطائي.

الحركة السلفية المعاصرة: أجنحة و إنكسارات

الحركة السلفية المعاصرة لديها جناحان، جناح حجازي و جناح مصري
الجناح الحجازي مع دعوة محمد عبد الوهاب، وقد حافظ على نفس الأهداف و المنهجية إلى اليوم منذ تزاوج المشروع الدعوي مع المشروع السياسي الآل سعودي.
أما الجناح المصري فقد إنطلق أساسا مع المشروع الإصلاحي لجمال الدين الأفغاني و تلميذه محمد عبده: مشروع إصلاحي في السياسة و التعليم، شهد إنتكاسة مع رشيد رضا إثر رغبة هذا الأخير في التوأمة مع المشروع الحجازي و قد فشل خصوصا إثر رفض حسن البنا إقحام جماعة الإخوان في ذلك محافظا على مركزية الدعوة للعودة للخلافة الساقطة من مصر تحددا.
ثم تراكمت الإنحرافات عن الحركة الإصلاحية الأصلية للأفغاني مع جماعة الإخوان من خلال عدة أفكار تخص سؤال الدولة و سؤال المجتمع و علاقتهما بالدين من خلال الأفكار الميتة التي نمت و بانت خصوصا مع سيد قطب مثل نظرية التنظيم الشمولي و استعلاء المؤمن و الحاكمية في تأويل متصادم مع الدولة و الإقليم الدولي و المجتمع الداخلينتج عنه فكر ما يسمى التيار القطبي الذي انبثق عنه فكر التكفير و الهجرة و جماعة الجهاد للظواهري الذي ساهم ف انشاء القاعدة فيما بعد مع بن لادن. و بقي إلى اليوم التيار القطبي هو المؤثر الأساسي في كل الحركات الإسلامية سواء السلفية الجهادية او الإخوان.