الاثنين، 24 أغسطس 2015

رحلتي مع الصمت

منذ نشأتي في الصّغر إلى أن كبرت لم أجد صديقاً وفياً كصمتي...
من الطبيعي ألا أتذكر كيف كانت طفولتي حينها، لكن عندما أصبح عقلي يعي ما يدور حوله، تواجد الصمت معي وأصبح وفيا حاضرا في الضّراء قبل السراء...
ولسائل أن يسأل، كيف للصّمت أن يُعلن حضوره بين ثنايا السعادة مجلجلاً أركان دُنياي..!!؟؟
هو إن حظر فهو بذلك يغنيني عن الناس أجمعين، صحيح أنني إذا اختليت بسريرة نفسي أتألم لوحدتي، لكن سرعان ما أذكرُ نفسي أن صمتي حبيبي مؤنس وحشتي..
ففي الغضب أجده...
في السرور أجده...
في المحنة أجده...
في كل وقتٍ وحين تراه مُلوحاً برايته يهتزُ اهتزازاً، فرحا بمجيئه لمؤانسة ما أصابني في تلك اللحظة التي قد يحدث فيها ما يحدث في دُنياي...
ذاك خير جليسٍ لي.. لكن للأسف البعض من الناس يتهكمون برأيهم ونقدهم غير البناء هادمين من خلال ذلك عذريّة صمتي، فلا أحد -قادر أو بالمعنى الأدق- لا يحق لأحدٍ أن يتطفل بكلماته مخرباً بذلك أركان تفاصيل رحلتي...

رحلتي مع صمتي...
فمع طلوع شمس كل صباحٍ يعلن صمتي بداية رحلة جديدة من خلال أحداثٍ امتزجت ما بين الزمان و المكان لتجسد مشهدا من مشاهد الحياة....
لكن... ما هذا!!
فجأة أحسست بانقطاع حبال أفكاري وانفصلت أنفاسي لتنحبس في صدري غير بالغة منتهاها
كلمتي... أين كلمتي...!!
هاهي...  ولكن ما بها تلوح لي بُغية نجاتها من الغرق!؟
أتراها تبحث عن منقذٍ لها!!
حلقي عجز عن الصراخ!! عن مناداتها!!
ويلي... ما أنا بفاعل ؟؟

أتاني قلمي هامسا لي !
حيرة غمرت فؤادك وأغرقت كلماتك وأغرقت أناملك في بحر من الضياع، إلى أن وجد الجسد نفسه خاويا من كل بصيص نور عله يضيء عتمة دنياه...
لكن لا تخف !!
ها أنا قد أتيت ولكني ما جئت وحيداً... أتيتك ومعي خليلي، صديقي الذي لا يسعني أن أفارقه، إنه ذاك القرطاس...
فاكتب وانسج وعبّر ولكن لا تنسى...
لا تنسى أن تصرخ وتملأ الكون صراخاً وزلازل وزوابع وكل هذا في صمت...
فهيا...
فهيا بنا ننقل تفاصيل أحداث رحلتنا... رحلتنا مع الصّمت...

المؤلف: هشام ذويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق