الاثنين، 24 أغسطس 2015

خذها حكمة منّي

في صراعي الطويل مع الحرية، علمت أنا الترابط في العائلة هو أهم سماتها... لأنك حتى في محاولة تحررك من قيود الأسرة والإلتزامات والضغوطات خارجها، تحت مسمى الإستقالالية (الإنديفيدوياليزم)، ستجد نفسك تبحث عن العائلة في كل قبلة أنت مولّيها.. في رجل يرعاك، أو في امرأة تحتاجها.. كلها محاولات محاكاة للعائلة المثالية التي تعوض بها صورتك المشوشة عن عائلتك الأولى.

و لكن أتعلم؟... لا يوجد نسخة أفضل من عائلتك الأصلية رغم كل عيوبها وآفاتها.. تبقى هي الأساس.. إذا انسحبت عنها فإنك تنسلخ عن هويتك.. وستبقى غريبا يا ولدي... تبحث عن وطن حنون.. رغم أن الغربة لم تُفرَضْ عليك بل أنت من فرضتها على نفسك، بقصور تفكيرك، وتركيزك على العيوب، وعدم الصبر ولا اليقين من أن  حريتك في عائلتك.
ولكن، فيها الخلاص والإحساس بنضجك وكمالك واستقالال تفكيرك، فيها القدرة على استعابك وحل مشكلاتك... فيها الإحتواء بصبر وحنان وأمل.. فيها تتعلم معنى الحياة والحب...

لذا أنا أشجع الآن على ثقافة الإحتواء و العائلة .. مع تطوير مفهوم العائلة.. فلا يجب أن تكون مؤسسة قمعية، كما لا يجب أن تكون مفككة مشتتة مشوهة.. كما هو حال عديد العائلات بأفرادها الذين يتركونها علهم يجدون وطنا جديدا في مكان ما.إن العائلة هي الأساس.
إذا كانت الشجرة الأم مريضة فالثمار ستكون ... مخيّبة للآمال.

المؤلف: الغجرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق