كلماتي مهداة إلى امرأة تسكنني.. إلى امرأة ثكلى تستجدي الأمل بأسى تلوكه كالحنظل.. أكتب إلى غائب أنتظر أن يجمعني به القدر على خير.. أكتب إلى صديقة أتذكرها كلما أمطرت السماء من خيراتها.. نحن لم نخلق عبثا.. أتصدقون أن تلك الأنوار التي تشع كل صباح وجدت لتبث نورها لذات الأشخاص؟..
هذا الكون الشاسع بأرضه وترابه، ببحاره وشعاب مرجانه، بسمائه ونجومه.. هل وجد لنعيش بين رحابه ضمن خانة العاديين البائسة، أولئك الذين يولدون، يكبرون، يتزوجون ومن ثم يموتون!
كيف نرضى لأنفسنا أن نجعل من تلك الحفرة العميقة حلقة أخيرة من حلقات هذا الوجود؟
ما أكثرنا! نحن الذين ولدنا وكبرنا فهرمنا، خارت قوانا وشاخت أعضاؤنا فسلمناها للتراب في استكانة دون أن نترك فرصة للروح التي أودعها الله فينا أن تتأمل لون السماء أو لحظة للتدبر في هذا الضياء.. لماذا نجعلها أسيرة داخل أجسادنا فلا ترى سوى ظلام أحزاننا وبشاعة خيباتنا؟ لماذا نسلبها حقها في التحليق في هذا الفضاء الشاسع.. هي الروح التي لا تحدها ثياب رثة ولا تجملها زينة الثراء الفاحش.. روح تغرد مع الأطيار.. تسبح مع الأسماك.. تخترق قوقعات المحار فتلامس لؤلأها... تتحاور مع النجوم.. تدخل حيز الشمس دون أن تحترق وتنغمس في الجليد دون أن تتجمد!
المؤلف: ميساء بنور