السبت، 22 أغسطس 2015

Fear of life

I have always looked forward with wide open eyes
I have always thought that I should build MY own world
A child asking: “why great ambitions must always die
As soon as they are raised? Are they so hard to afford?”

I sought hopes between poems’ lines,
Onto the books and underneath people’s stories.
Under smiles, I was hurt by misleading lies.
After reading fantasies, my pen wrote my worries

I grew old but I’ve never given up the fight.
I witnessed babies' eyes turning into stones.
Yet, I spent my nights under the moon light,
Writing to my star that cried and mourned along.

I found out soon that reality bites our vulnerable bodies:
Those who surrender are merely sand that destiny crashes.
Those who can’t dream are walking zombies.
And those who do no longer care, are no better than ashes.

My life was worth a candle that lights up my heart,
Even though I knew that what I know would cost my sanity,
I cared less, because my dreams are all I have so far
And nothing but my hope can make me less lonely.

I struggled alone and learnt by myself that destiny makes
Fountains from sad tears we shed all the way.
It’s a pity to know that, in her spare time, destiny bakes
Our broken hearts and laughs as she sees our dismay.

I cried the day I learnt that she holds our dreams in a bowl
And shakes them, then, hurls them in the wind. 
So when they hit our heads, it's harsher than thunderbolt!
We strive wildly to heal such irrevocable wounds.

To no avail, some try to reconcile with their destinies but time
Does not allow. Only the Devil can trade body against soul.
Those who bargain think they’re so smart but soon, they find
They bargained for nothing more than spiritless souls.

Not for sale are our lives neither are our bitter tears.
They can’t be rent because we possess them only for a while.
We try to escape, sometimes we dream of better fears
Oppressed by anguish we do best when we exile.

Born with fear, young we acquire lack of trust.
A baby cries as soon as he breathes the cruel air.
As we grow old, we give up our hopes so fast
And adjust slowly in our world "fairly unfair”.

Sometimes, I can’t even share my burden with anyone.
Out of pride, only my diary knows my secrets.
Those that I thought friends; the wind blew them like the sand
And alone I found myself but this is no defect.

For me, every battle, even not successful is never an over through,
And yet every tear drop is a testimonial of life.
Though badly we’re hurt, we shouldn’t mourn eternally our sorrow
Because upon every tear, rises a flower not a knife.

And every whisper of a morning is a promise of a new day.
With deaf souls, we’re not able to hear.
All joy seems illusive with faith being buried far away.
And sometimes we’re so numb that we don’t even care.

And life goes on carrying in her store surprises for us all.
We expect the worse and get scared if the best happens.
Fear made us slaves so we didn’t fear any more the rise or fall
Because our tears will shed as soon as the night breaks.

The moon coves mute weeps and heals deep wounds:
It’s a dark angel that wipes people’s pain away.
It listens to their cries at the depth of the night,
Giving consolation to their bruised days.

And as we go, no one remembers what they owe,
And everyone forgets to pay duties.
So destiny reminds to make sure they know
That no one can mess with the devil’s properties.

But still, they play not knowing that they’re slaves
Of anguish that eats them alive.
Slaves of loss, they grief and mourn in sorrow waves
And their ships onto darkness dive.

No more fear when we’re living hell.
At least we can finally stop worrying about tomorrow!
Since we already feel its filthy smell
We bury our tears under the heavy snow.

سَأرجعُ طفلاً


سَأرجعُ طفلاً
ألبَس ‫‏صَندلي‬ بالمقلوب
وأمضي بين كروم العنب
وأمسك غص زيتونٍ
أداعبه
يداعبني
تخدعنا براءتنا
بأنّ الوطنَ محميٌّ
وأنّ جيوش أمّتنا
رجالُ الله في
الأرض
وأنّ أعلام أوطاني
رموزُ العزّ والفخرِفكنّا عند رؤيتها
نقاتل بعضنا بعضا
لنقف أمامَها فخراً
نذلل هاماتنا قصراً
لنحفظ شرف أوطاني
حينَ كبرتُ
ورأيتُ ذلّ أمتنا
رحتُ أقاسي الآلامَ
وأصعدُ على كل ساريةٍ
أحطّم شرفَ أوطاني
أمسك تلكُم الأعلام
وأصنع منها قمصانا
نقدّمها إلى الفقراءِ
ونحلفُ بعدها باللهِ
بأنّ أعلامنا شرفٌ
تغطي عورة الفقراءِ
وتمسح عارَ من خانوا

المؤلف: رامي قواريق

غرقتُ بين موجاتِ رموشَكِ

كرقص ريشة على عود مرسيل
كليلٍ دافئ في قصيدة درويش
مرّت "لين" بقربِه وهو منهمِكٌ في بعض الأشغال، سمع صوت خطواتِها الخفيفة فرفع رأسه نحوهَا
إذ به يتعثّر برمشها
رمشِها الذي لا يُقاوم دفَعهُ إلى عزمِها على قصيدة!
رفضت دعوته في البداية وقبلت أن تسمعه بالنّهاية
تعالي واسمعي.. ولا تسمعي!
فقصيدتي بحور، وأنا أشعر أنّكِ محترفة غرق
تنسكب من عيناكِ أشعّةٌ سحريّة تنير درب كلماتِي
وجهك قمر قصيدتي
هل تقبلين دعوتي إلى عشاء حبري؟
فأقلامي لم تعُد أقلامًا وأوراقي سراب ويدي ناشفة
ليتني استطعتُ أن أتجَاهل رمشَكِ
فقد تُهتُ في حديقة أهدابكِ
أخذتُ أتبع اتَجاه نسماتها لعلّها ترشدني إلى مقعَدِ عشقِكِ، عسى أن أجِدَكِ تمكثين عليه، فيمتلئ كوني بذبذبات روحكِ وأناقة وجودكِ.
 "لين" وهل ستَقبلينَ بجلوسي إلى جانبكِ أم أنّكِ سترحلين؟ وأظلّ لي..

المؤلف: وئام مسعود

الجمعة، 21 أغسطس 2015

لذلكَ عليك أن تقرأ...

1- تقرأ لأنكَ تستطيع أن تقرأ: فكثير من الناس اليوم -حول العالم- يعانون من الأمية، فأنت حينما تقرأ فهذا يعني أنكَ تتميز بنعمة تملكها ولا تنتبه لها، بينما غيركَ يتمناها بل يتوسل لو امتلك جزءًا منها إلا أن الظروف حالت بينه وبين التعلم، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
2- فهم الماضي: الماضي ذهبَ ولن يعود إذ لا توجد وسيلة اليوم يمكن لها أن تعيد لنا الماضي سوى الكتاب، حينها نستحضر الماضي بقراءة كتب التاريخ، عندها سنفهم الماضي ونفيد من تجاربه ونقتبس من قوانينه ونغوص في تفاصيله التي من الممكن أو يقيناً ستكون تجربة لنا من أجل تجنب أخطائه وبالتالي الاستفادة من ايجابياته، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
3- تغذية العقل: لكل شيء في حياتنا غذاء يتغذى عليه، فمثلما أن للجسد غذاء كالأكل والشرب، وللروح غذاء كالعبادة، كذلكَ للعقل غذاء أيضاً ألا وهو القراءة، ومثلما أن الجسد يموت أو يمرض بانقطاعه عن الأكل، والروح كذلكَ تقلق بانقطاعها عن العبادة، كذلكَ الحال بالنسبة للعقل، فهو الآخر يتلف ويذبل، وقد يموت أحياناً بانقطاعه عن القراءة، فالقراءة هي حياة العقل، فأنت تقرأ من أجل أن يحيا عقلكَ... لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
4- لقاء أناس يصعب عليكَ اللقاء بهم أو يكاد يكون مستحيلا لقاؤهم: خاصة الذين ماتوا، فقراءة الكتاب تجعلكَ تلتقي بمفكرين وكتَاب وتجالسهم بأفكارهم وتحاورهم في آرائهم وتناقشهم في طروحاتهم وتؤيد أو تنتقد نظرياتهم، وكذلكَ الحال بالنسبة للشعراء والأدباء والساسيين والقادة والعظماء في كل مجالات الحياة، وذلكَ من أجل أن تستفيد منهم وتنهل من خبرتهم وتجاربهم وتكون تلميذا بين أياديهم، عسى أن تكون عظيماً مثلهم في يوم من الأيام، فالتلميذ الذكي من الممكن أن يكون كأستاذه وقد يفوقه، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
5- من أجل التخطيط للمستقبل: كُن على يقين أن باستطاعتكَ أن تصنع مستقبلكَ وحتى مستقبل الآخرين، مثلما استطاع غيركَ أن يصنع مستقبله ومستقبل دولته وأمته، وهذا لا يأتي إلا من خلال القراءة وخاصة الكتب التي تهتم بالتخطيط الاستراتيجي والدراسات المستقبلية، فالمستقبل مجهول لمن يعيش في الماضي فقط، لكنه معلوم لمن يذهب إليه، وغامض لمن يخافه، لكنه واضح لمن يقتحمه، فالمستقبل صناعة بشرية وليس قدرا محتوما، لذلكَ عليكَ أن تقرأ...
6- المتعة في أوقات الفراغ : صدقَ من قال : ((وخيرُ جليسٍ في الانامِ كتاب)) فهو الجليس الذي لا يُمل منه، والقراءة هي المتعة الأجمل في الحياة التي كلما انتهيتَ من كتاب تتمنى لو أنه لم ينته من شدة استمتاعكَ به، إذ كلما انتهيتُ من كتاب شعرتُ بالاغتراب، فإذا أردتَ أن تكون رفيقاً للمتعة في حياتكَ فما عليكَ إلا أن يكون الكتاب رفيقكَ أينما حللت أو ارتحلتْ، فالقراءة تزيد حياتكَ متعةً وبهاءً، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
7- من أجل الإبداع : كل الأشياء العظيمة التي تشاهدها حولكَ الآن والتي كانت في الماضي أو حتى التي ستكون في المستقبل فإن أصلها فكرة بسيطة وجدت في عقل إنسان ثم دونتْ في ورقة ثم في كتاب، ثم أصبحت شيئاً عظيماً حينما خرجتْ للواقع، لذا فأن كل الافكار العظيمة ستجدها بين صفحات الكتب، وحينما تقرأ عن الأفكار العظيمة يقيناً ستنتج أفكاراً عظيمة وتبدع بها، فأول طرق الإبداع هي القراءة... لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
8- اقرأ لكي تكتب... سيأتي يوم من الأيام تكتب خلاصة التجارب التي استفدتها من القراءة... ستكتب ما تعلمته من التنقيب بين صفحات الكتب... ستكتب لأنه سيأتي بعدكَ الآخرون يقرؤون ما كتبته. لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
9- لأنه أريد أن يكون لي بصمة في الحياة ... لكي يكون لأسمي مكانته بعد أن يموت جسدي... فكثير من الناس اليوم ماتوا أجساداً لكن أسمائهم لم تمتْ وإنما خُلدتْ بسبب الانجازات التي تركوها خلفهم... وتلكَ الانجازات لم تكن موجودة لو لا القراءة والتعلم. لذا عليك أن تقرأ...
10- لأني طموح وعندي أهداف وغايات في الحياة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال القراءة والتعلم وبذل المزيد من الجهد... لذا عليك أن تقرأ...
11- لكي أدخل في قول الله تعالى: ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))... لذا فإن الله سبحانه وتعالى قد ميز الذين يعلمون عن الذين لا يعلمون... وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((فضل العالم على الجاهل كفضلي على أدناكم)) لذا عليك أن تقرأ...
12- لأن أول أمر في الإسلام هو إقرأ... وهو أمر على الوجوب كما يقول العلماء... أي على كل مسلم أن يقرأ مثلما يصلي ويصوم... وكما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : ((لو كانت هناك كلمة أفضل من إقرأ لبدأ الله بها الوحي)) لأنها الكلمة التي تقام بها الأمم وتبنى بها الدول وترتقي من خلالها الحضارات. لذا عليك أن تقرأ...
13- عمري محدود بزمن معين... لذا فإن القراءة تعطيني عمراً ثانياً بل أعماراً أعيشها بين صفحات الكتب... أقلب صفحات التاريخ كي أفهم الحاضر من أجل بناء المستقبل. لذا عليك أن تقرأ...
14- سأموت... لكن الكتاب الذي أقرأه لن يموت بموتي... والكتاب الذي سأكتبه لن يموت بموتي... بل سيحيا بعد موتي... وسيكون ظلي في الارض من بعدي. لذا عليك أن تقرأ... 
15- أقرأ لأحيا... لأن العقل سيموت إذا لم أقرأ... فغذاء العقل هي القراءة... لذا عليك أن تقرأ...
16- إقرأ لأن هناك حياة أجمل بين صفحات الكتب تغني عن حياة الناس. لذا عليك أن تقرأ..
17- إقرأ من أجل أن تكون عظيماً... فالعظمة ليست فقط للفاتحين ... أحياناً يكون فتح كتاب أفضل وأنفع من فتح البلدان... لأن من يعجز عن فتح الكتب سيعجز عن فتح البلدان... وحتى إن استطاع فتح البلدان دون فتح الكتب... فإن معاملته للبلد الذي سيفتح ستكون مختلفة. إذ كلما كان أكثر قراءةً وأكثر اطلاعاً كلما كان أقدر على التعامل بعقلية حضارية مع سكان البلد التي سيفتحها... ومن هنا تكمن عظمة الإنسان في فتح الكتاب. لذا عليك أن تقرأ...
18- إقرأ من أجل توسيع العقل... كلما قرأ الانسان كلما توسع عقله... فعقل الإنسان مثل الجسد ينمو ويكبر... وكلما كانت التغذية جيدة كلما كان النمو أفضل وأسرع... لذا فإن غذاء العقل هو القراءة والمعرفة. لذا عليك أن تقرأ...
19- إقرأ من أجل الشهرة... من يقرأ أكثر يكون أكثر قدرة على الشهرة وتسويق الذات. لذا عليك أن تقرأ...
20- القراءة تجعلك مميزا عن الآخرين... فالذي يقرأ يستطيع أن يفهم الحياة أكثر من الآخرين وبالتالي سيكون متقدماً على أقرانه في المجتمع الذي يعيش فيه... إذ من المستحيل أن يساوي المجتمع بين من يقرأ ومن لا يعرف القراءة أو أنه يعرف القراءة لكنه لا يقرأ... لذا عليك أن تقرأ...
21- القراءة تجعل منكَ مثقفاً... والثقافة تجعلك إنساناً مختلفاً عن الآخرين، أكثر تميزاً... لذا عليك أن تقرأ...
22- القراءة تجعلكَ أكثر وعياً... لأن الوعي يأتي بنوعية المعلومات التي تقرأها... في البداية النوعية لا تهم وإنما هي الكمية... فالكمية حتماً ستؤدي إلى النوعية وبالتالي إلى الوعي الفكري... لذا عليك أن تقرأ...
23- القراءة تجعلك أكثر معرفة... أكثر المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان والتي من الممكن أن تغير حياته هي من الكتاب... الكتاب هو أساس المعرفة الحقيقية... لأن بقية وسائل المعرفة لا تعطيك العلم بقدر ما تعطيك معلومات عابرة... أما الكتاب فهو الوحيد القادر على إعطائك المعلومة وبالتالي العلم والمعرفة... لذا عليك أن تقرأ...
24- القراءة هي أساس النهضة الحديثة في هذا العصر... إن سلاح المستقبل هو العلم... لذا إن أردت أن تكون قوياً في المستقبل ومحصناً من كل ما يحيط بك... ما عليك إلا أن تتسلح بسلاح العلم... لذا عليك أن تقرأ...
25- القراءة تعطيكَ الأمل في الحياة... إذ أن مثبطات الحياة كثيرة... لكن يأتي الكتاب ليعطيك الأمل في التغيير والعمل الجاد من أجل مستقبل أفضل... أحياناً كتاب واحد قد يغير حياتك إلى الأفضل... لذا عليك أن تقرأ...
26- القراءة تعطيكَ الهمة... وتبعد عنكَ الكسل... لأنك حينما تقرأ حتماً ستعيش مع أصحاب الهمم العالية... فالكسولون لا يفتحون الكتب ولا يرقدون فيها وإنما في الفراش... لذا عليك أن تقرأ...
27- القراءة هي مفتاح النجاح... كلما قرأت أكثر كلما ارتقيت في سلم النجاح... فكلمة فوق كلمة تكون جملة... وجملة مع جملة تكون فقرة... وفقرة مع فقرة تكون صفحة... وصفحة مع صفحة تكون فصلا... وفصل مع فصل يكون كتابا... وكتاب مع كتاب يكون نجاحا. لذا عليك أن تقرأ...
28- القراءة حياة... لكي تكون إنسانا يفهم الحياة يجب أن تكون القراءة حياة... لأن هناك أشياء لن يخبرك بها أحد ولن تعلمها لك الحياة مهما مررت بتجاربها... ولن تجدها سوى في الكتب... لذا عليك أن تقرأ...
29- القراءة ليست هواية... يجب أن لا تنظر إلى القراءة على أنها مجرد هواية... لأن الهوايات نقوم بها من أجل قتل الفراغ بمعنى أنها شيء ثانوي في حياتنا وليست أساسيا... أما القراءة فيجب أن تكون منهج حياة.
30- القراءة ليست ترفا فكريا وإنما هي ضرورة حياتية... مثلما أن الجسد يبلى حينما ينقطع الانسان عن الاكل... كذلك العقل يضمر ويتلف وقد يموت في حال انقطاعه عن القراءة... لذا عليك أن تقرأ.
31- القراءة تجعلك أكثر قدرة على فهم مشاعر الآخرين... اذ اثبتت الدراسات أن الإنسان كلما كان يقرأ أكثر في حياته كلما أصبح يفهم مشاعر الآخرين من حوله بسهولة وهدوء حتى وإن كانت قراءته في مواضيع عشوائية، فالشخص الذي يحب المطالعة والقراءة يكون أكثر عقلانية في أفعاله ويلتزم بالحكمة والصمت في العديد من المواقف.
32- القراءة تعني الحرية... الذين يقرأون يميلون إلى تبني الحرية ومواجهة الظلم والظالمين والمستبدين ومواجهة الأنظمة الدكتاتورية والقمعية لأنهم أكثر الناس وعياً بما يدور في رؤسهم وما يحاك من مؤامرات ضد الشعوب... لذا فهم الأقدر على كشف عورات الحكام وتعريتهم أمام شعوبهم... إذ أن الشعوب التي تقرأ من الصعب أن يتحكم فيها الطغاة
33- القراءة تجعلك تركز على الحل أكثر من التركيز على المشكلة... لأنه بالتأكيد أنك قرأت من قبل أو ستقرأ في المستقبل عن حلول وتجارب لآخرين قد وقعوا في نفس المشكلة التي وقعت فيها.
34- القراءة تجعلك تختار الأصدقاء الإيجابيين المحيطين بك... وفي هذه الحالة سيكون لديك مجموعة من الأصدقاء القراءة أيضاً مثلكَ تماماً... وهذا سيجعلك أكثر إيجابية في الحياة لأنهم سيكونون على درجة عالية من الثقافة في الحياة وبالتالي فإن نقاشاتكم وحواراتكم ستكون ذات فكر راقي ومستنير ونهضوي...
35- القراءة تجعلك أكثر إيجابية وأقل سلبية... لأنك حتماً ستعيش مع العظماء... كُن على يقين أن من يقرأ فهو أحد ثلاثة أمور: إما أن يكون عظيماً... أو أنه سيكون يوماً ما عظيماً... أو أنه يقرأ لعظيم... لذا عليك أن تقرأ...
36- مهما قيدوك يبقى الكتاب يعطيك حرية لن تجدها في أي مكان آخر في هذا العالم... وأخيراً... إقرأ لأنك تريد أن تقرأ... إقرأ ... وكُن على يقين أن القراءة ستغير حياتك إلى الأفضل... ما عليك سوى أن تفتح الكتاب وتبدأ بالقراءة. القراءة حياة.
المؤلف: مهند الراوي

الحسد، حقيقته (ومن شر حاسد إذا حسد)

مما هو معروف من تعريف العلماء للحسد أنه تمنِّ زوال النعمة عن الغير. فمن التعريف يُفهم أن الحسد هو تمنٍّ فقط، فما هو تفسير {[ومن شر حاسد إذا حسد]}؟؟
إن الحسد يُحدث تفاعلات في نفسية الإنسان تدفعه لمحاوله أذى المحسود وبهذه الحالة يكون شر الحاسد هو الفعل (أو شر يدفعه للفعل) الذي يقوم به في محاولة لأذى الشخص المحسود كالتآمر عليه، وليس الشر عن طريق العين التي تدمر وتحطم بمجرد استخدامها.
وسأسرد هنا قصتين من القرآن يحفظهما الجميع:
1- قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع إخوته التي ابتدأت بالحسد وانتهت بالأفعال الشنيعة: حسد إخوة يوسف جعلهم يرمون به في الجب بعد تراجعهم عن قتله. لماذا لم يكن هناك تأثير لعين أو لنظرة خارقه في هذا الحسد، لماذا لم نرَ سوى تأثير الأفعال؟
كان الأسهل على إخوة يوسف أن يحسدوا أخاهم بأعينهم، أليست "العين حق"، و"لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين"، و"العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر"، فما الذي منع حدوث شيء ليوسف من العين؟ أم أن المقصود بشر الحاسد هو شر أفعاله؟
قال تعالى: {[إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ * قَالَ يَابُنَىَّ لا تَقْصُصْ رء يَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ]}. (يوسف –4 ، 5)
2- قصة ابنيْ آدم عليه السلام: إن كان قابيل قد حسد هابيل، فلماذا لم يُذكر شيء عن تأثير الحسد؟ لم يذكر القرآن سوى ذلك الفعل الشنيع -القتل- الذي جاء بتأثير الحسد؟
قال تعالى: {[إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الأخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ]} (المائدة: 27).

هذه الأمثلة القرآنية تُفهمنا أن شر الحاسد المذكور في الآية هو شر أفعاله، وليس كما أفهمونا أن المقصود من الآية شر العين الحاسدة.
في قوله تعالى {[ومن شر حاسد إذا حسد]}، فقد نسب الله الشر إلى الحاسد لا إلى الحسد نفسه. وكما قلنا فإن المقصود بالشر هنا شر الأفعال لذلك فإن الحسد يؤثر على نفسية الحاسد فيؤذي المحسود.
وأورد هنا نص كلام الإمام الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير في تفسير آية ومن شر حاسد إذا حسد:
((والحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير مع تمني زوالها عنه لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة أو على مشاركته الحاسد فيها.
فقد يغلب الحسد صبر الحاسد وأناته فيحمله على إيصال الأذى للمحسود بإتلاف أسباب نعمته أو إهلاكها رأسا. وقد كان الحسد أول أسباب الجنايات في الدنيا، إذ حسد أحد ابني آدم أخاه على أن قبل قربانه ولم يقبل قربان الآخر، كما قصه الله تعالى في سورة العقود.
وتقييد الاستعاذة من شره بوقت إذا حسد لأنه حينئذ يندفع إلى عمل الشر بالمحسود حين يجيش الحسد في نفسه فتتحرك له الحيل والنوايا لإلحاق الضر به.
ولما كان الحسد يستلزم كون المحسود في حالة حسنة، كثر في كلام العرب الكناية عن السيد بالمحسود، وبعكسه الكناية عن سيئ الحال بالحاسد، وعليه قول أبي الأسود:
حسدوا الفتى أن لم ينالوا سعيه      فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها      حسدا وبغضا إنه لمشوم
وقول بشار بن برد:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم     قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم        ومات أكثرنا غيظا بما يجد
إلى هنا ينتهي حديثنا عن الحسد دينيا وسنذكر ما يمكن أن نفسر به شيوع فكرة الحسد في ضوء علم الاجتماع.

إن مشاكل الحياة كمشاكل العمل والدراسة وغيرها تجعل الإنسان على استعداد تامّ للإيمان بشيء خارق يفسر له جميع مشاكله.
فالاعتقاد بأن هناك أشخاص يحسدون بمجرد نظرهم إلى الشيء ...الخ من الخرافات التي يصدقها الإنسان ما هي إلا أوهام.
إن حدوث بعض المشاكل للأشخاص الذين يخافون من الحسد ينطبق عليهم قانون الجذب الذي يقول: ما تفكر به يعود إليك من نفس النوع.
ويؤكد هذا المبدأ ما جاء عن الرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بقوله: تفاءلوا بالخير تجدوه.
إن الاعتقاد الشائع لدى العوام عن الحسد ليس فيه قاعدة محددة، ولنفترض أنّ شخصا يخاف أن يُحسد إعجابا بإنجازاته، فعندما تحدث له مشكلة في العمل يقول أن فلان من الناس حسده فإن لم تحدث له مشكلة في العمل فإنه ينتظر حدوث أي مشكلة له في أي مجال في الحياة حتى يكون له حجة أينما حصل التأثير. كما أن موضوع الحسد ليس فيه قاعدة فيما يخص الوقت فربما يحدث آنيا أو بعد أيام أو شهور أو حتى سنين، لذلك خرافة الحسد دائما ناجحة لأننا يمكن أن نشكلها كيفما نشاء وبكل الحالات هي صحيحة بحسب الاعتقاد السائد عن الحسد.
ومن أسباب تصديق الناس للحسد هو تداول بعض القصص التي تؤكده والتي بسببها أصبح الاعتقاد الشائع والسائد بخصوص الحسد هو الذي نعرفه اليوم.
ونحن لا نجزم بأن كل هذه القصص كاذبة ومختلقه قد يكون بعضها صحيحا فيكون الموضوع ليس إلا صدفه تحدث في بعض المرات وبعضها الأخر مختلقا، والمشكلة أن جميع الناس يظنون أنهم محسودون في كل الأوقات، وفي بعض الأوقات تصدق توقعاتهم لأن الإنسان معرض للمشاكل في حياته وهذا أمر طبيعي، غير أنهم ينسون كل الأشياء التي لم يحسدوا عليها ويتذكرون ذلك القليل الذي كان حدوثه صدفه بحتة، لأن الاعتقاد بأنك محسود على الدوام سوف يصدق في بعض الأوقات عندما تحدث لك مشاكل (وهذا ليس أمرا غريبا بل هي سنة الحياة)، فإنك ستعتقد جازما بأن ما حصل كان بفعل الحسد، وليس أدل على صحة هذا الرأي من أن أغلب الأوقات لا يتحقق الاعتقاد بالحسد.
ذكر الأستاذ أحمد أمين في كتابة قصة الفلسفة الحديثة في الجزء الأول صفحة 64 قصة جميلة أن رجلا دخل إلى معبد فعرض عليه السدنة عشرات اللوحات التي علقها فيه من أنجاهم الله من الغرق استجابة لدعائهم ونذورهم ثم سُئل الرجل ألا يعترف بعد هذه الأدلة كلها بنفع النذور؟ فأجاب ولكن أين لوحات أولئك الذين غرقوا في البحر على الرغم من نذورهم؟
الآن وبعد كل ما ذُكر أود أن أسوق قصة شخصيةً حصلت معي وهي التي حملتني على التفكير في موضوع الحسد وتبني هذه الفكرة: حدث معي في إحدى المرات أن أحد أصدقائي قال لي أن عينه مدمِّرة وتحسد وجاء بدليل لإثبات حسده والدليل هو أنه قبل يومين رأى سيارة فأعجبته وما هي إلا دقائق وإذا بهذه السيارة تصطدم بأخرى فكانت هذه القصة هي دليله على أنه يحسد وفي نفس اللحظة تبادر إلى ذهني سؤال (خصوصا وأن هذا الشخص مولع بالسيارات وربما تعجبه يوميا خمسة سيارات كمعدل أي أنه في حياته أعجب بآلاف السيارات) لماذا يتم التركيز على سيارة واحدة اصطدمت من بين آلاف السيارات التي أعجبته من قبل، لماذا لا نستند إلى أنه شخص لا يحسد لأن سيارة واحدة فقط اصطدمت من بين آلاف السيارات؟ الجواب هو الفكرة السائدة عن الحسد.
فلا يوجد شيء اسمه عين وحسد يؤثر على المحسود ما هي إلا أوهام قمنا باختلاقها ربما لمواساة أنفسنا لفشلنا أو ربما بسبب حب الإنسان للخوارق والخرافات.

المؤلف: علي الهاشمي

اعترافٌ يُدمي القلبَ


عندما كان للعقل هوى يهواه..
كان لا يمل من لحظة تمرّ على عقارب ساعته..
كان يتنفس اشتياقاً...
و يحيا مدمناً..
كان وكان وكان..
إلى أن أصبح عقلي في حالةٍ واهنة
لا عينٌ تدمع..
و لا صدر يتنفس...
إلاّ قلبا يخرّ وجعاً وأنينا....
ولسائلٍ أن يسأل..
لما..
ماذا حدث..؟؟
إجابتي ستكون مختزلة..
فلقد تواطأ الألم مع صاحبه
سُحقتُ بين أرجلهم..
أحسست وكأني لست أهلاً لأن أحب..
أن أعيش تلك اللحظة
أن أشيّد قصري...
قصر العشق و الغرام..
فأنا ماعدت أنا كما أنا
وجدتُ و مازلت أجد كل قلبٍ، عقلٍ مرّ على ركنٍ من أركان جزيئات حياتي إلا وأشبعني أنينا...
غدوتُ غريقا في بحر الهجران بعدما سُقيتُ من بحر الغرام أو تراه هُيّء لي أنه كذلك..
لكنه كان و مازال بحراً كبيراً من الأوهام..
أصبحت لا أكن للحب ثقة لا كبيرة و لا صغيرة ..
لا مبصرة أو عمياء..
ماهي بعبارات تشاؤم ..
بل هذه أحرف من صنع البشر وليس كمثلهم من البشر..
إنه نوعٌ خاص..
عن حواء أتحدث..
لن أتهم ولن أوجه إصبعي إلى أي واحدةٍ منهن..
بل أنا..
أنا هو الأحق والأجدر بأن يشار إليه..
إلى قلبه..
عقله وروحه..
عندما تسحب جنود قلبك
و تترك بهو قصرك
و تظن أنك آمن مستكين بين أنفاسٍ بشرية ظننت أنت وحدك لا أحد غيرك أنها مأمنك الوحيد
إذ بها تقلب الموازين و تعلن عليك حرباً باردة
أساسها الخذلان و المجافاة
فمن الملام هنا..
أنا أم هي..
أنا أم هن...
مَن...

المؤلف: هشام ذويب

تتبعثرين


تتبعثرين،
تبحثين عن الطريق
عمّن يلملمك،
يعيد لك البريق
تبحثين عن فارس
يستل قلما،
يخطك لوحات
تشرق أملا.
أتعبك الألمُ،
فأخذت تتبعثرين
وتبحثين.
تبحثين في أعماق قلب؛
جراحة عميقة،
شغافه الرقيقة،
تتوسل:
كفاك بحثا،
الفارس ترجلَ
والقلم قد كسرَ
وستبقين مبعثرَة،
لا تبحثي!!
لن تجدي الطريق!
لكنك مصرَة،
في بحثك مستمرَة،
تتبعثرين في عقل حر سجين،
تبحثين عن وطن،
وكيف في عقل سجين
تستوطنين؟!
أم أن سجنَه حريتُه؟!
وماذا لو أن حريتَه سجنُه؟!
ولكن كيف في المسجون،
عن طريق للحرية،
عن وطن،
تبحثين؟!؟!
ابقي مبعثرة؛
فإن تلملمت؛
ستسجنين،
وقلم الفارس سيكون قيودك على لوحاته،
لا تبحثي،
ابقي مبعثرة معبرة
تتحركين،
منسابة في فوضى السكون والآلام والخيانة،
تتحركين تحررين العقل
وتضمدين جراح قلب،
تبعثري وعبري
لا تسجني !!

المؤلف: إيمان لعمش

هذه هي الحياة وشرعها

وصفت كل العبارات فلسطين
أفواه تتكلم وأعين بالدموع مغرورقة
ولكن يا شر البرية...
يا من همه السعي إلى القتل
فأنت تستطيع قتل الأنفس
لكن لن تستطيع قتل ما في هذه الباقات
ففيها ما تخفيه الكلمات
ولكن تبديه السمات
إجابة بارعة عما فيها
قتل، تشريد، خوف ورعب
صان الله أنفسهم من كل قاتل
فبالصبر تنزاح الكرب
ولا بد للحق أن ينتصر
ولا بد للظلم أن يهوى وينكسر
بإذن رب مقتدر
فالله يجازي كل من أجرى دم أو مدمع
ومن استشهد اطمأن
وحياته أجمل في الجنة
فيا ظالم هذا الشعب
لا يغرنك قصف النار فأطفال الحجارة...
عجز القلم عن التعبير تجاههم
هم الكبار وأنتم الصغار.

الخميس، 20 أغسطس 2015

التدين الفلكلوري والمظهري.. بين استغلال اليسار واحتكار الإسلاميين

إن مسألة التدين هي جوهر الأطروحة الدينية حيث يلتزم داخلها الفرد بطقوس تعبدية بطريقة فردية أو جماعية تكون في علاقة عمودية مع الله. وجاء الدين الإسلامي الحنيف للعناية بجوهر رسالته وهي ترسيخ الوحدانية في قلوب البشر وبناء جميع أفعال البشر على قاعدة "لا إله إلا الله". فالتدين في لب معناه هو ما يحفظ به الإنسان علاقته بربه وما ينبني عليه تعامله مع الناس. ولذلك اعتنى النص التشريعي في الإسلام بالفرد ونظم مسألة إسلامه ثم أسس لمعنى إيمانه وصولاً إلى بلوغه درجة الإحسان وهي الدرجة الأعلى للتدين. وكل هذا الإهتمام بالفرد ينبني على وعي النص الشرعي والفقهي بحاجة الفرد للتدين الحقيقي ليعيش كما ينبغي.
       وعندما نبحث في نصوص التراث الإسلامي الفقهي والفكري نجد أن الفرد هو قطب الرحى التي تنبني عليه الأمة ولا يكون هذا الفرد بهذه المواصفات إلا إذا كان متديناً حقاً. وقد نلحظ في هذه المسألة أن النص القرآني والأثر النبوي إعتنى بكيفية ضمان هذا التدين للفرد، إذ ركز في مجمله على سريته وخفيته وتقلبه وجعل علمه لله دون غيره وأهميته تكمن في علم الله به فقط. وهذا ما يحيلنا على أن التدين هو مفهوم يخفى على الناس غايته هو علم الله به.

وقد شهدت هذه المسألة إخلالات مختلفة عند جميع مركبات المجتمعات العربية. فنجد أصحاب الفكر القومي واليساري الحداثي يستعمل هذا المفهوم لإضفاء شرعية روحية على نفسه وذلك عبر إحياء بعض المناسك الدينية بطريقة الفلكلور الشعبي، مثل زيارة أضرحة الأولياء الصالحين، وإحياء ليلة المولد النبوي بالأغاني الصوفية في شكل احتفال يبهر المتلقي، كما يتم استعمال التدين عندما يتناسب رأيهم مع النص الديني. أما التدين السلفي أصبح أشبه باللوحات الإشهارية، حيث يٌقيّم التدين عند "السلفية" عبر طول اللحية وتقصير الثوب وتغطية المرأة لوجهها، فصارت الفروع أصولاً والأصول فروعاً عندهم لينعدم المفهوم الروحي لقضية الإيمان وينحصر في لباس وشكل وفهم للنص الديني فقهاً لا عقيدةً جاء به أهل الظاهر كما عرفوا. أما الإسلاميون فأضحت المسألة لديهم عبارة عن وعاء يملأ بكل شي ويتم الأخذ منه في كل وقت وحين، حتى صار المنتسبون إليهم يجعلون من هذه المسألة أمراً سهل المنال لا تستحق تعب التعلم والعبادة، ليصل الأمر إلى تشييء هذا المفهوم عند بعضهم بعلمنته وإضفاء المادية عليه، وذلك عبر جعل التدين مجرد دعاء وأذكار تنشر على الحائط الإفتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للحصول على القدر الأعلى من الإعجابات ليصبح عند الناس محموداً، وهذا ما يعبر عنه بالتدين المظهري أو إسلام السوق الذي يصبح فيه التدين لوحة إشهارية للعموم لا علاقة سرية بين العبد وربه.
وهنا نستنتج أن مسألة التدين تم السطو على معناها وروحها وذلك بتفريغها من لبها والتجني عليها لضمان مكانة بين الناس لا تسمن ولا تغني من جوع. فخطاب النبوة كان موجه إلى القلب والسريرة والتقوى مكانها القلب والتوحيد مكانه القلب والأعمال والأفعال لا يعلم درجة قبولها وصحتها إلا الله، ولهذا كانت النية والإخلاص أس الأعمال لأنها هي من توجهها فأعظم عبادة عندنا هي الصلاة وهي فعل قائم على النية والإخلاص، وصلاحها يعني صلاح باقي الأعمال وهي علاقة عمودية بين الفرد وربه لا يمكن أن يكون فيها ثالث.
وما نلحظه اليوم هو غياب التدين الحقيقي لدى كثير من الناس جراء التخلي عن جوهره القائم على "إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة" وعلى أن "أول ما تسعر النار يوم القيامة بثلاث: عالم، ومجاهد، ومنفق كريم".

وبناء على هذا نخلص كون إبراز تديننا للناس وتقوانا وتصنيف الناس على هذا المنحى يعد جريمة في حق الإسلام، والذي نهانا على تصنيف الناس على أساس العبادة والورع، فالأحاديث جاءت عديدة في من تكثر عباداتهم وصلواتهم ولا يدخلون الجنة بسبب فساد قلوبهم وسريرتهم، فعلينا أن لا ننظر إلى صلاة أحد ولا صيامه ولا ما ينشره من أدعية وأذكار وإدعاء للمعرفة والعلم بل نقيس الناس بمقاييس أخرى ربما هي الأقرب للواقع، فنخلص أخيراً أن التدين الحقيقي يحتاج لعقول تفكر وقلوب تصدق وسواعد تعمل فما وصل إليه المجتمعات الإسلامية خاصةً اليوم وبعد غزو عالم ما بعد الحداثة لقيمهم وعلمنة روحانياتهم يعد ناقوس خطر على المحافظة على هذا الدين الحنيف عندهم، لذلك على كل المنتسبين إلى هذه المجتمعات إعادة هذا المفهوم الروحاني النقي إلى إطاره الفرداني الذاتي وعدم التدخل فيه من أي طرف كان إسلامياً أو غيره، وجعل التدين قوة ذاتية نبني عليها مجتمع وأمة لا لوحة إشهارية نحكم بها على الناس في إطار المزايدة والمحاصصة.

هل أنت كسول؟

إن المتأمل في المجتمع العصري اليوم يلاحظ أن الكثير قد بلغ الحد الأقصى من اللاوعي، فهذه الدنيا أصبحت تجبرهم على العيش في مغرياتها ومتاهاتها حتى دفعتهم إلى العمى كي لا يدركوا سلطتها عليهم. ولم يعد للقيم الأخلاقية إلا وجود نسبي ولا للخوف من الله بصمة حتى أضحى القول: فلان حسن الوجه، فلان جميل المظهر، كثير المال...
ولكن ما هذه إلا بعض كنايات عن الظلم والفساد، غيب كل ما يمكن أن يرضي الله عز وجل ولم يبقى إلا الحديث عن القدماء، فانظر كيف صار الناس محكومين بالاغتراب "زمن إذا ولعل" هذا الأمر يتعلق كثيرا بالتكنولوجيا الحديثة التي آل إليها العالم في هذا الزمن العسير والدهر العاصف حتى أصبح الفرد صنيعتها فالتبس الكسل والتواكل وعندما اجتمعت فيه هذه الصفات وجدناه جثة على فراش.
فيا كثير الرقاد أتريد أن تقضي حياتك طروبا أكولا من دون معاش، ثوبك الكسل؟
بادر لأن الليالي مسرعات، بادر بالحسن وقلل من القبيح حتى وإن كانت الغاية الراحة والسعادة فاعلم أنه لا وجود لطريق نحو السعادة، لأن السعادة مهارة، فلا تبحث عنها، لابد السعي للحصول عليها، فهل لك أن تعزم ثم تتوكل؟ "فإذا عزمت فتوكل على الله ''(آل عمران 159). يا من غلبه الوهن، يا أسير الأغاني، سوف تدفع الثمن ولن تنال من ماء العزة قطرة، لا تقل سوف وليت، لأن الحياة شريعة وركعة ودمعة، فصاحب الهمة يسبق الأمة إلى القبلة، ومن سار على الدرب وصل، ''اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا". انظر ما أغفل الإنسان عن هذا كله! ينام الليالي ويرجو المعالي، يفرّط في السنة ويرجو الجنة.
احرص على ما ينفعك لأن ما ينفعك يرفعك، ولا تسمح لهموم الدنيا أن تشغلك عن طاعة الله وإن شكرت فاشكر الله وإن شكوت فاشكو لله وإن طرقت فاطرق باب الله، فأغلى باب هو باب الكريم الواسع، فهو وحده العالم بالأحوال والقادر على تغييرها وتيسيرها. والحال في يومنا هذا بائس جدا، في المقاهي زحمة، في المطاعم زحمة، في الأسواق زحمة ولكن هل هذه الزحمة نجدها في المساجد؟ أبدا!
ولكن صلاح الحال ليس من المحال، إن بقي الأمل. بالاجتهاد والعلم والعمل يسهل الوصول إلى الأمل وكما يقال: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل". فافعل ما يجب وحرر نفسك من مشوبات الحياة، أي بادر بتغيير وضعك وحسب ما جاء في القرءان الكريم: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ". والله أمرنا بالعمل لينظر عملنا فهل لك أن تسارع لتنحت على وجه الحياة فعلا حسنا؟ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

حال العامة


نحن قوم طغت علينا "العادة" وتملكنا الــ لاوعي.. حتى اختلت مفاهيمنا.. وضاعت عنا قيمة الاختلاف والتميز.. فاستسلمنا للروتين والتكرار والاتباع والتقليد والنسخ المطابق للأصل.. والإستيلاب من عقولنا وهوياتنا.. لنذوب في الفكر الأوحد.. والنمط الأوحد.. والمثال الأوحد.. ليصير المرء منا مغتربا عن ذاته وخصوصياته، فاقدا لكينونته وسيادته..

إنه حال العامة من الناس!..

وقليلون هم أولئك الباحثون عن شعاع داخل الكهف ليقودهم نحو الخارج.. حيث يبصرون روعة وجمال العالم الحقيقي.. بفطرته.. ووضوحه.. وتناقضاته.. واختلافاته.. ليل يعقبه نهار.. جفاف يعقبه ارتواء.. ضيق تعقبه سعة.. فقر يعقبه غنى..

إنهم يلاحظون.. يؤشكلون.. يتساءلون.. يحللون.. ويفهمون..

وعندما يدركون، منهم من يعود ليأخد بأيادي العامة فيخرجهم من الظلمات إلى النور، ومنهم -للأسف- من ينسى أو يتناسى و يتعالى وأولئك أصابهم الكبر وغرهم علمهم ولحقهم عمى عن بقية الأمور..

المؤلف: مريم الشول

بقايا أمل..

ذات يوم وقفت أجيبه عن سؤاله الذي عادة ما يبدأ الدرس به، هل تظنون أن المستقبل سيكون أفضل مما نحن عليه؟
بالإيجاب كان الجواب كأنني كنت اراه جليا واضحا. وقد ضربت بعرض الحائط كل المعطيات.
كانت فلسطين على حالها محتلة والعراق مغزوة.. 
قد قتل محمد الدرة والشيخ احمد ياسين وسقطت اﻻبراج وظهرت طالبان و.. و...
كان وجهه صادما لي بقدر جوابي.. امتعاص شفتيه و نكران إجابتي وإنزال عينيه إلاى الأرض...
ثم بدأ الدرس...
مر على هذا زمن..
اليوم وقد مر بنا قطار الموت يجوب بلادنا وأنفسنا من شرقها لغربها شمالها وجنوبها؛ راكبين ننزل محطات من الضياع ومحطة يأس وأخرى انتظار.. 
هل قلت انتظار؟ كم ننتظر؟ يوما؟ شهرا؟ عاما؟ عمرا؟ أم ما تبقى من عمر...
أم ﻻ ننزل أبدا إﻻ آخر محطة من اللاشيء، من العدم بل من المجهول...
مر ما سمي بالربيع العربي. وفاحت منه رائحة الدم بدل رائحة وروده...
حدث الكثير، والكثير سيحدث، مؤكد.. ولشدة الوقع على النفوس صار كل شيء ذا لون ممل ذكره مبك حجر القلب... أو ربما أغلقنا...
إذا التقيته وأردف علي السؤال عينه.
هل سيختلف الجواب؟ هل كان اﻻمل كبيرا بما يكفي ليملأ صدري حينها؟ أم غربلته الأيام فما عاد يجدي؟ ...

المؤلف: ابتهال محمد

غريبان.. وليل.. وشوق..

الزمان: الساعة الواحدة بعد منتصف الشوق...
المكان: دائرة عشقية يمتد قطرها بين نجمتين...
الشخصيات: غريبان وليل.
تصعد السلم برفق، قدماها حافيتان، تحمل بيدها قنديلا صغيرا متوهجا أشعلته للتو، هي لا تحتاج سوى هذا القنديل الصغير ليضيء الدرج أمامها؛ أما دربها فجلي لأن قلبها البوصلة... ترتدي ثوبا أبيضا واسعا يمعن في إبراز نحولها؛ ثوب شفاف وبسيط ينتهي بكمين طويلين تبدو فيه أشبه بفراشة خرجت للتو من شرنقتها... شعرها الطويل منسدل على كتفيها في خصلات حريرية ناعمة تتلاعب بها النسمات... وجهها الصغير المضيء يحاكي في إشراقه ذلك القنديل الذي تحمله بين يديها... عيناها مكتحلتان شوقا وعلى شفتيها الرقيقتين ترتسم إبتسامة خفيفة حانية...
ترتقي درجات السلم بخفة ورشاقة...
تقترب شيئا فشيئا من هدفها... ترفع ثوبها قليلا لتتمكن من إجتياز دائرة النور الملتهبة والمعلقة في السماء... هنا موطن الأحلام... ترتقي إلى هذا المكان كل مساء لتلتقي ذلك الغريب الذي خطفها من نفسها وحلق بها بعيدا في فضاء اللامتناهيات...
ما إن تصل حتى تضع قنديلها جانبا... نجمتهما الصغيرة تتكفل بإضاءة المكان في الأعلى...
تراه جالسا هناك، منكفئا على وردة توليب بيضاء يمسكها بين أصابعه مرتلا صلوات العشق وأبيات الهوى... يقشعر جسمها لصدى تراتيله... تمضي نحوه قدما... يتفطن لوجودها، تتعلق عيناه بها... يتأمل خجل خطواتها وارتباكها البكر...
تجلس بجانبه، يناولها الوردة، تعانقه بعينيها امتنانا... يبتسم لها و يقترب منها هامسا بكلمات لا تميز منها الكثير ولكنها تستعذب أنفاسه التي تدغدغ أذنها... يتلقى وجهها بين راحتيه وينحني ليبثها شوقه و حرقته في قبلة طويلة... تسترد أنفاسها التي كادت تلفظها للتو وتمرر يدها على تقاسيمه تلثمها بأصابعها و تطفؤ نار الظمإ إليه... يبتسم لها ثانية و يعاود ترتيل صلواته... ترخي رأسها على كتفيه وتنخرط معه في الترتيل...
أيا ليلها لا تنجل و أطل هذا الحلم الجميل!
أيا قلبها لا تنسكب كلك في مقلتيه فمهما فعلت لن تطفأ شوقك إليه!
أيا نهر الحب و نبع الحياة تلق روحها الهائمة و ضمها إليك!
و يا أملها و سلواها خذ بيدها إلى المستحيل!

المرض الخبيث

لطالما نظرنا إليك بوجس، وجس أخفيناه بقهقهة اطمئنان. وأي اطمئنان لغول مثلك!
كانت تصلنا أخبارك من بعيد في أحاديث الأقربين وكنّا نستعيذ بالله منك.
واليوم!!!
اليوم صرنا نسأله اللطف في القضاء، وقد بطشت بيدك أيها متوحّش لتصيب أعز الناس إلى قلبي، بل إلى قلوبنا كلنا. كل العائلة.
لكأن زمان الاستخفاف بجبروتك قد ولّى، وكأن كل الهلع من ذكر اسمك لم يكن يكفي، وكأنك أردت أن تبرهن أنّك مارد مغترّ، ديمقراطي في عدلك بين فقير وغني وأبيض وأسود وجاهل ومتعلّم، لكن طاغيةٌ بأخذك أحب الناس إلينا.
جاء اليوم الذي ضحكت فيه أمامنا بقهقهتك التي تصمّ الأذان! ووقفنا شادهين، فاغري الأفواه، عاجزين عن ردّك أو صدّك أو اللامبالاة.
نهار ضاقت بنا فيه لظهورك الأرض بما رحُبت. ضاقت صدورنا. ضاقت نفوسنا. ابتلعنا جمرات شررك بصمت. راقبناها وهي تخترق حلوقنا لا يعرقلها شيء إلا أذابته.
وأنت تقف متفاخرا بأن لا سلاح يقهرك، وأن المجد لك وحدك. أي مجد!؟ كأنك غافل بأن من البشر علماء تمكنوا بفضل الله من تركيب الترياق الذي يقتلعك من أوصلك بكل ما اتخذته لنفسك من كبرياء وكيد وطغيان وتعالٍ!
لكنك تعرف أنه بعيد، وأنه نادرٌ وأنّه باهض وأنه لا سبيل للوصول إليه في الوقت المناسب.
..أيها العدوّ الجائر، لا تحسبّن النصر حليفك في النهاية.. إنك تعذب ضحاياك ببطئ وإنهم لإلى الله يتضرعون..
وحدهم الضعفاء يستسلمون، والأقوياء بالله ليس لك عليهم سلطان مهما عرضت من قدرات.
حسبنا الله ربّي وكفى.
"وإذا مرضتُ فهو يشفينِ".
المؤلف: مريم الشول

أمة منكوبة

أحمد الله حمدا كثيرا وأصلي وأسلم على من بعثه للعالمين بشيرا ونذيرا وأشهد أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله.
أما بعد إخواني وأخواتي فإن الله سبحانه وتعالى اختص أمة محمد عليه الصلاة والسلام بمكرمة عظيمة وأمانة عجزت الأرض والجبال والسموات أن يحملنها وحملها الإنسان. هذه الأمانة هي أمانة الدين باتفاق أغلب المفسرين. لقد شاء الله عز وجل أن جعل أمة نبيه الأعظم ورسوله الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه خير أمة أخرجت للناس قال تعالى في كتابه العزيز: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)). فلله الحمد على ما أعطى ولله الشكر على ما أخذ.. إن نعمة الإسلام من أجل النعم التي منّ بها الله علينا وأكرمنا بها؛ فالإسلام دين جامع لكل شأن من شؤون الحياة. فلقد تطرق الإسلام وسنّ عديد القوانين في مجال السياسية والاقتصاد والحرب والصحة وفي مجال التعليم... إلى آخره من مجالات الحياة التي إن أردنا أن نعدها لما استطعنا إلى ذلك سبيلا. فالله وبشريعته العظيمة الجليلة أدخلنا تحت سقف عظيم إن استطعنا أن لا نميل عنه نجونا في الدنيا والآخرة ألا وهو الصراط المستقيم. لا تصح صلاة المؤمن بدون ذكر هذه الآية ((اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ))، وفي الحقيقة لقد تدبرت في هذه الآية قليلا فوجدتها سبب سعادة المؤمن في الدنيا وفوزه في الآخرة. نعم إخوتي أخواتي وأستحضر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يؤصل مفهوم الصراط المستقيم في أذهان الصحابة فقال: ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جانبي الصراط، سوران مفتحة بينهما، وأبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول: "يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا" وداع يدعو من فوق الصراط. فإذا أراد الإنسان فتح باب من هذه الأبواب قال: "ويحك، ويحك، إن تفتحه تلجه" -انظروا ماذا قال بعد ذلك– فالصراط هو الإسلام -وهذا هو الشاهد- والستور هي حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله والداعي فوق الصراط هو قلب كل مسلم" انتهى.

إن الصراط المستقيم هو الإسلام بمقتضى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمؤمن العاقل الفاهم المتدبر حين ما يخشع في صلاته ويدعو الله لهدايته في كل المجالات للصراط المستقيم، فهو بفضل الله يسعد في الدنيا ويفوز في الآخرة بنعمة من الله وفضل عليه وكما قال أحمد الشقيري: "الصراط المستقيم لسعادة المسلم وليس لشقاءه" فوالله لم ينزل القرآن لشقاء البشر ولكن نزّله الله لتكون أنت.. نعم أنت.. لتكون في أرقى وأسمى وأطهر طريقة تظهر فيها أمام الناس؛ أمام نفسك، أمام والديك، أمام زوجك، أمام أولادك، أمام أقاربك، أمام أصدقائك وأحبابك. وفي الأخير أمام المجتمع كله.

إن الأمة الإسلامية وعبر التاريخ -منذ نزول القرآن على سيدنا محمد إلى يومنا هذا- عرفت عديد التغيرات والتقلبات والنكبات. فانظر أخي الكريم وأختي الكريمة إلى أيام الأمة في عهد الرسول وعهد الخلفاء الراشدين من بعده ثم انظر كيف أصبحت في عهد الدولة العباسية والأموية والعثمانية وغيرها حين تمسكها بالصراط المستقيم في تعاملها في مختلف مجالات الحياة ثم قارن ما حققت هذه العصور وانظر إلى حال الأمة الإسلامية هذه الأيام وما تم تحقيقه. ستعلم حينها وبمجرد قليل من التفكير وإعمال العقل أن العرب في مشارق الأرض ومغاربها لم يقوموا بإنجازات كثيرة في سنين كثيرة إلا ما رحم ربي. وبذلك نستخلص أنه لن تقوم لنا قائمة إلا حين ما نعود إلى الإسلام وأستشهد على ذلك بحديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -فاروق الأمة رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة من دونه أذلنا الله". كأنك بيننا يا عمر.. نعم لقد ابتعدنا عن الإسلام في القرن الــ 21 كتباعد الأرض عن السماء فهاهي النتائج أمامكم؛ جامعاتنا تحتل المراكز الأخيرة في العالم.. هذا على سبيل المثال وستجد غيره في مجالات عديدة وكثيرة مثل السياسة والاقتصاد والفنون الجميلة مثل المسرح والسينما والرسم إلى غير ذلك من هذه المجالات. قد شاهدنا ما فعلت الأنظمة الديكتاتورية في الشعوب العربية والإسلامية من إعاقة كلية لكل وسيلة من وسائل التفكير وها نحن نرى ونشاهد ونسمع أيضا ما يحصل في أيامنا هذه، أيام "الحرية" كما يدّعون، ها نحن نرى العجب العجاب وما وصلت إليه دول الحرية من فوضى وقتل وعنف وهمجية بين أبناء الشعب الواحد وأكبر دليل على كلامي هو ما يحصل اليوم في كل من تونس وليبيا من قتل للجنود وقتل للأبرياء والمستضعفين من الولدان والشيوخ والنساء. هذه حال أمتنا في عصر "الحرية".

أقول وبالله التوفيق أنني لا أنكر حجم العقل البشري الذي وبفضل الله صال وجال في كامل الكون وحقق عديد الإنجازات المهنية والإبداعية بفضل ما وصل إليه من نهضة فكرية وتقدم علمي وتكنولوجي مبهر لكن في مجال تنظيم شؤون الناس فإنه لا يخفى على جميع الناس أن للقوانين الوضعية التي صنعها العقل وألفها قد باءت بالفشل الذر يع وأكبر دليل على صحة كلامي أن للقوانين ثغرات عظيمة وصلت في كثير من الأحيان إلى تبرئة المجرم وتجريم البريء فأي عصر نعيش فيه؟؟.. يا للخزي والعار أن ننقاد وراء قانون من صنع البشر وننساق إليه كانسياق القطيع وراء الراعي ويا حزن ما سأقوله الآن. فالراعي الآن ليس مسلما وليس عربيا بل هذا الراعي هو الغرب اليهودي والصهيوني والمسيحي والمنافقين من العرب. إنه لعار كبير ولخزي عظيم في وجوهنا أولا أمام الله ثانيا أمام رسول الله ثالثا أمام سلفنا الصالح أن نصبح بهذا الهون والضعف الذي نعيشه الآن في هذه المرحلة العصيبة في تاريخ الأمة.. أنظر قليلا معي وتدبر في حال الأمة الآن؛ قصف بالليل والنهار على غزة من طرف العدوان الإسرائيلي الغاشم. في آخر هجوم على غزة سقط حوالي 1300 قتيل وأكثر من 7200 جريح وهل تظن أنهم من الجنود والمقاومة؟؟ لا ورب الكعبة بل إنهم من الأطفال والنساء والشيوخ. أي عدوان هذا؟؟ وأي مجزرة هذه؟؟ لا نملك الآن إلا أن نقول ((حسبنا الله و نعم الوكيل)). أنظر إلى سوريا اليوم أيضا مئات القتلى وآلاف الجرحى والمخطوفين.. هؤلاء يتعرضون لأقصى أنواع التعذيب. بالله عليكم أين منظمة حقوق الإنسان وأين قانون حق الشعوب في تقرير مصيرها؟؟ إنا لله وإنا إليه راجعون. كل هذه الحروب والآفات ناتجة عن سبب واحد ألا هو الحياد والخروج من الصراط المستقيم والابتعاد عنه فانظروا إلى حجم المصيبة التي وقعنا فيها؟ هذه عينة صغيرة من الذي نعايشه في هذا العصر؛ عصر غلبت فيه الماديات والشهوات، عصر طغى فيه حب الدنيا وكراهية الموت، أقل ما يقال عن هذا العصر أنه عصر لجاهلية ظلماء. فبالله عليكم متى يلوح نور الصبح ونور العلم ونور الإيمان من جديد؟؟ صدقوني قريبا قريبا بإذن الله سيعلو صوت النصر قريبا بفضل الله ومنّه علينا. هذا ليس من باب التمني بل لا إنه من باب علم اليقين في انتظار عين اليقين. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ثم تكون خلافة على منهاج النبوة)). فأبشروا يا إخوتي ويا أخواتي.. أبشروا بنصر من الله وفتح قريب.. فبإذن الله سنعود للالتفاف حول هذا الصراط المستقيم وسنهزم أعدائنا أعداء الدين بفضل من الله ومنه علينا ..

ولكن أعلموا يا أحبتي أننا لن نتمكن من تحقيق النصر إلا بثلاث: الإخلاص في العلم وفي العمل وكذا الثقة بوعد الله. فلنتوكل على الله وسيأتينا النصر عن قريب بإذن الله سبحانه وتعالى وسنفصّل ذلك أيها الأحبة بفضل الله في المقالات المقبلة بإذن الله...

المؤلف: محمد أمين الهبيري

عن تلك الصرخة أبحث..

رأيت الأسى بعين الناس أجمعين
فما عدت أدري من أواسي...
أنا أم هم..
من الأحق بها..
من الأجدر به أن يكون من المتمتعين بلذة إنصاتها...
غمرتني تلك الحيرة البالية..
فأنا منذ أن كنت صغيرا
عهدت عليها ولازلت
أصبحت الزائرة الوفية لي...
باقيةٌ هي على عهدها.. ببقاء أوصالٍ نسجت تلك السجايا المتوارثة عبر حقبات زماني..
ما عدت أظفر إلا لأيامٍ رمادية
تارة أشتم فيها رائحة يومٍ شبه جيد وتارة أخرى يحدث العكس
أتراني مللت..
أم علني ما عدت أحتمل هذا الاختناق
اختناقٌ شد حلقي إلى أن انتابته غصة بلا دموع
بلا صراخ
بلا صوت
بلا ضجيج حتى...
بحثت عن تلك الصرخة وما عساي أبحث إلا عنها
لأقلب بها كل الموازين
اشتهيت صيحة عميقة، مدوية..
تشد أنفاسي وتعلن عن إفراج سكونها في صدرٍ أوهنته حياة كمثل هذه الحياة، بزمانها وكواليس أحداثها
لتنقذ دقات قلبٍ شبه ميتة..
لا هي عادتْ نابضة
ولا أنا عدت أسمع لنبضي شيئا..
فأنا اشتهيتها...
اشتهيت تلك الصرخة
تغمرني
تغمر صدري
تغمر قلمي
تغمر كل من بوسعه أن يشمر عن ساعديه وينفجر
ليصرح بذلك عن أحاسيس ومشاعر بإمكانها أن تُحبك لنفسها ثوباً من الاعترافات.
لا يهم إن كانت مدمية أم لا
المهم أنها تحكي عن صدق مشاعرها
عن فحوى آلامها
والأهم من ذلك كله أنها ستُفصح عما يدور في خلدها
لا أن تظل في موضع ذاك الجمود
ذاك الصمت الذي حيّر القلوب ودمر العقول.

المؤلف: هشام ذويب

الإرهاب ومعضلة وضع مفهوم له على الصعيد الدولي وأخطاره على أمن المنطقة

  • المحاولات القانونية لتعريف الإرهاب على الصعيد الدولي: 
عرفت اتفاقية جنيف لقمع ومعاقبة الإرهاب لعام 1937 م، على أن الأعمال الإرهابية هي الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما وتستهدف، أو يقصد بها، خلق حاله من الرعب في أذهان أشخاص معينين، أو مجموعة من الأشخاص، أو عامة الجمهور.
أما الاتفاقية الأوروبية لعام 1977 م، فلم تأتي بتعريف محدد للإرهاب فقد عددت مجموعة من الأفعال، منها ما كان قد حرم سابقا باتفاقيات دولية سابقة، أو كان التعامل الدولي قد حرمها، وأضاف إليها الأفعال الخطرة التي تهدد حياة الأشخاص أو أموالهم، ومن المأخذ على هذا التعريف عدم إرضائه الدول المشاركة، وذلك لعدم مصادقة أية دولة على الاتفاقية، وبحصر هذا التعريف بالإرهاب في بث الرعب بين الأشخاص أي بين العامة، لكن الحقيقة تشير إلى أن للإرهاب أهدافا أبعد وأشمل.
أما الاتفاقية العربية لعام 1998م، فقد عرفت الإرهاب في مادتها الأولى فقرة (2) بأنه الفعل من أفعال العنف أو التهديد أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إفشاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.

  • الأمن الإقليمي لدول المنطقة:
الأزمة الأمنية المتفاقمة في سوريا والعراق تمثل القلق الأكبر لدول المنطقة حيث ولد من رحم هذه الأزمة تنظيمات مسلحة تجمع بين القوة العسكرية وعنصر الإدارة والتنظيم منها الدولة الإسلامية في العراق والشام واختصارها "داعش" وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية كما برزت قوات البيشمركة التابعة للأكراد في المشهد الأمني في هذه الفترة. ومن التعريفات السابقة للإرهاب يتم إدراج كل هذه الفصائل تحت طائلة الإرهاب الدولي.

و بعيداً عن تعقيدات المشهد الأمني في سوريا والعراق والذي لا يزال مفتوحاً على الاحتمالات كافة فإن هذا التحليل يناقش البعد الإقليمي للأزمة الأمنية والتداعيات المحتملة لها على دول المنطقة من خلال الوقوف على أبعاد القلق الذي تمثله هذه التنظيمات على دول المنطقة وكذلك التعرف على الملامح العامة لمواقف دول المنطقة مما يحدث في سوريا والعراق.

 1. البعد الإقليمي للأزمة الأمنية:
ثمة مؤشرات واضحة بدت خلال الفترة الأخيرة تؤكد أن مخاطر هذه التنظيمات لا تقتصر على الداخل العراقي والسوري فقط وإنما قد تمتد إلى دول المنطقة، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي، وبوادر هذا الأمر قد ظهرت بعد دخول مقاتلي هذه التنظيمات إلى بلدة عرسال بلبنان ومواجهتهم للجيش اللبناني، وانتقال هذه المواجهات الشرسة إلى الجولان حيث سيطرت جبهة النصرة على هذه الجبهة، وبدْء المناوشات بينها وبين قوات الأمم المتحدة وتنفيذ عدة ضربات إرهابية في الداخل السعودي من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، والمناوشات بين هذا التنظيم والجيش التركي، فهذه التنظيمات تتحرك بشكل تكتيكي مستغلة بعض الاضطرابات في بعض المناطق لبناء قواعد انطلاق إلى كل أنحاء المنطقة. ويستوقفنا هنا التهديد الذي أطلقته الدولة الإسلامية في العراق والشام في مايو الماضي 2014 بالتمدد إلى دول الخليج رداً على الإجراءات الأخيرة التي أقرتها بعض الدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ضد المقاتلين العائدين من سوريا.

بالنظر إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نجد أن هذا التنظيم نجح في السيطرة على عدة أماكن استراتيجية في العراق، وبذلك فإنه يعمل على تثبيت وضعه ونفوذه في مجريات الصراع العسكري الدائر في سوريا وعدم قدرة النظام الدولي على حصاره في العراق أو سوريا. وقد حقق ذلك بعد سقوط محافظة نينوى على وجه الخصوص في يده، حيث أنها تربط بين الموصل والأنبار والحدود السورية، مما يسهل تسلل المقاتلين والسلاح والأموال بين الدولتين، وهذا يدل على أن هذا التنظيم يملك سلاحا استراتيجيا قويا وفكرا سياسيا صلبا.  
2. البعد الطائفي والمذهبي للأزمة الأمنية:
ترجع نشأة هذه الأزمة إلى بعد طائفي مرتبط بسياسات التهميش والإقصاء الطائفي الذي اتبعه نظام بشار الأسد، ثم من بعد ذلك حكومة المالكي، وهذا البعد دعمه فكر نوري المالكي المتطرف إذ قام بتكوين ميليشيات شيعية للدفاع عن العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية، أما إيران فقد أرسلت عناصر من الحرس الثوري الإيراني للدفاع عن المالكي، كما فتحت مراكز للمتطوعين الراغبين في الذهاب للقتال في العراق تحت مظلة طائفية ألا وهي الدفاع عن المراقد الشيعية في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء، ومن الناحية الأخرى اتجاه العديد من أهل السنة في الخليج للذهاب إلى سوريا والعراق للقتال ضد الشيعة. ويكمن الخطر الأكبر للأزمة في الأبعاد الطائفية التي تسهل انتقال هذه التنظيمات إلى كافة دول المنطقة. وهذا ليس ببعيد فقد انتقل هذا الخطر الطائفي إلى اليمن حيث المناوشات بين السنة وجماعة الحوثي الشيعية وبوادر انتقال هذه الأزمة إلى البحرين.
3. البعد التنظيمي لمثل هذه التنظيمات:
تتمتع هذه التنظيمات بقوة تنظيمية كبيرة حيث استطاعت هذه التنظيمات إنشاء أجهزة خدماتية في المناطق المسيطرة عليها، كما أنها تمكنت من خلق إطار مؤسسي منظم للمناطق المسيطرة عليها، مما يدفعنا للقول أن هذه التنظيمات تمتلك القوة الإدارية للدولة والقوة العسكرية الصلبة مثل تنظيم القاعدة.
بجانب هذا استطاع تنظيم الدولة الإسلامية أن يقدم نموذجاً للتطور الفكري للحركات الجهادية إذ استطاع أن يقيم اقتصادا بموارد رئيسية دائمة، حيث أصبح التنظيم مصدراً للبترول، وتشير التقديرات إلى أن دخله من البترول يقدر بـ 360 مليون دولار سنوياً كما أنه يستحوذ على 1/3 إنتاج العراق من القمح وأصبح يدير 6 مصانع وهنا تحول من فكر إدارة الموارد الطبيعية إلى فكر إنتاجي ويعتمد على الضرائب أيضاً حيث يبلغ دخله منها بمقدار 96 مليون دولار سنوياً.
كما أن هذا التنظيم لديه القدرة على قيادة الجرائم المنظمة واستطاع في الآونة الأخيرة من صناعة شبكة عابرة للحدود، حيث أن التنظيم الأم يدعم فروعه في مناطق متفرقة منها (ولاية سيناء في مصر – و تنظيم الدولة بسرت في ليبيا – وتنظيم بوكوحرام في نيجيريا) وهو ما يجعل مواجهة استراتيجيته التوسعية الممزوجة بالقوة العسكرية مهمة في غاية التعقيد، خاصة أن الضربات العسكرية الجوية من قبل التحالف الدولي لم تأتِ بثمارها.

  • رؤية هذه التنظيمات:
تمتلك هذه التنظيمات رؤية مستقبلية للمنطقة حيث تسعى إلى أستاذية العالم وتمكين الخلافة الإسلامية وتسير في هذا الطريق بكل قوة وحسم، معتمدة على إثارة الصحوة الإسلامية في نفوس أهل السنة، ومن ثم القضاء على النعرات الشيعية. وتمتلك هذه التنظيمات قوة فكرية تجعلها تتلاعب مع النظام الدولي، ومحاولة إدخال هذا النظام في تفاوضات معها مما دفع البعض للقول بأن إيقاف هذه التنظيمات لن يكون بالحل العسكري فقط بل يجب أن يخالطه حل سياسي، وتنطلق هذه الرؤية من قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على القضاء على تنظيم القاعدة وطالبان في أفغانستان وظهور تنظيم الدولة الإسلامية من رحم الاحتلال مما أدى إلى خروج الولايات المتحدة الأمريكية من العراق ثم بدأها في عملية الانسحاب من أفغانستان مما يدعم رؤية التدخل العسكري ضد الدولة الإسلامية قد يعرقل من تقدمها إلا أنه لن يمحوها فهذه التنظيمات تتحرك بفكرة السيل الذي لا يقهر ورفعت شعار الدولة باقية وتتمدد.

وبشيء من التفصيل نلقي الضوء على تنظيم ولاية سيناء، "جماعة أنصار بيت المقدس"ولاية سيناء حالياً:

"أنصار بيت المقدس" كانت بالأساس متواجدة في غزة، وكان هدفها الأساسي، كما هو واضح من الاسم الذي تحمله، "تحرير فلسطين والأقصى"، ونتيجة تطورات الأوضاع في غزة، والتزام "حماس" بالتهدئة مع اسرائيل جرى تحول لدى الجماعة بسبب القيود والتضييقات التي مورست عليها من قبل حركة "حماس"، خاصة وأن "أنصار بيت المقدس" حاولت أحيانا كسر الهدنة القائمة مع اسرائيل بين فترة وأخرى مما خلق إشكالات لها مع "حماس" التي تهيمن على القرار في القطاع الفلسطيني المحاصر ومع الضغوط عليها تسرب بعض أفرادها إلى سيناء. ويعد هذا التنظيم من أخطر التنظيمات في مصر، فقد نجح في توجيه بعض الضربات وتنفيذ الهجمات على الجيش المصري في سيناء وقد ظهرت هذه الجماعة في مصر بوضوح بعد عزل الدكتور محمد مرسي عقب أحداث 30 يونيو.

وفي بادئ الأمر كان ينظر هذا التنظيم إلى الجيش المصري باعتباره جيش ظالم يجور على المدنيين إلى أن تمت مبايعة هذا التنظيم للدولة الإسلامية، ومنذ هذه اللحظة أطلقوا مصطلح الردة على الجيش المصري ويرقى هذا التنظيم إلى مصطلح إرهابي فهو يمتلك أهداف توسعية ومسلحة ويعد ظهور التنظيم في هذا التوقيت ليس للوقوف مع جماعة الإخوان المسلمين وليس دفاعاً عن الديمقراطية -فهم لا يؤمنون بها من الأساس حيث يعتبرون الديمقراطية كفراً- ولكن تحركاتهم كانت من أجل خوف هذا التنظيم على مستقبل الحركة الإسلامية في مصر حيث أنهم يروا استضعاف التيار الإسلامي فوقفوا ضد الإخوان وقالوا أن سلميتهم ليست من الدين وأن الجيش المصري جيش الردة وهذا ما يؤيد فكرة أنهم يعارضوا ويعادوا كل من يقف ضد مصالحهم ورؤيتهم المستقبلية.

ولاية سيناء ومصادر تمويلها:

تعتمد ولاية سيناء على دعم التنظيم الأم وهو الدولة الإسلامية ويعد هذا أهم مصادرها المالية والبشرية والمادية حيث أن تنظيم الدولة الإسلامية استطاع تكوين شبكة عابرة للحدود لتغذية التنظيمات المؤيدة لها في باقي أنحاء العالم كما أن هذه التنظيمات استطاعت أن تخلق لنفسها أصولا وتمويلا ذاتيا، ثم تأتي بعد ذلك أموال الزكاة والتبرعات من الجهات ورجال الأعمال المدعمة لها وعمليات التهريب ( بشر – سلع – سلاح ) ثم سياحة الفدية وهي أحد أهم مصادر تمويل مثل هذه التظيمات واعتمدت على هذا المصدر من قبل تنظيم القاعدة بأفغانستان وحركة الشباب المجاهدين بالصومال.
وبذلك فإن النظام الحالي في مصر هو بين مطرقتي تنظيم ولاية سيناء وسعيه لتقوية شوكته في سيناء وأهدافه التوسعية وبين الخطر الذي يهدد الأمن القومي من الحدود الليبية المصرية.


تأليف: عبد الله المصري

مقابرُ النسيان


هنا مدينةُ الأحلامِ، هنا يندفِعُ بِي سيلُ ذكرياتِي لأعيشَ عزلةَ مقابر النسيان يجدِفُ بي التيارُ حِينًا لكنني أبدا لم أكف عن إجتياز الأمواج بمدها وجزرها..
هنا لم أكفَّ أبدا عن استرجاعِ طيف الماضي ومفاتيحِ المستقبلِ..
هنا بين زحمةِ الأسماءِ يطرقُ بابَ ذاكرتِي إسمكَ وتاريخكَ وتفاصيلَ معبركَ..
أنعزِلُ لساعاتٍ أجانِبُ صبرِي وأخاطبُ وحدتِي وأبتسِمُ لموتِي..
قليلًا ما يمرُّ العابرونَ هنَا وقليلًا ما أُعانِقُ نظراتِ طفلٍ تداعبُ روحِي وبسمةَ شيخٍ تحنو لعناقِي..
لا يوجدُ أحدٌ هُنا سوى طفلٍ أرهقهُ الركضُ نحوَ طفولتهِ وشيخٍ يخطو خطاهُ البطيئةَ لذلكَ فأنا أعدُّ السنينَ التِي رسمتْ أثرَ العودةِ بينَ عينيهِ أمَّا أنا فغالبًا ما أقبعُ على الجانِبِ الأيمنِ مِن المدينةِ أخطُّ هذيانِي وألتمسُ إصفرارَ أوراق دفترِي المهملِ لأنِّي فِي الحقيقةِ لم أكتب يومًا ولم تعتد خطوطُ يدِي على حملِ القلمِ بعد...
لستُ بكاتبة أو قارئة أو حاملة قضية كما إدَّعى الكثيرُ، أنا سعالُ الموتِ لمّا غصَّ جوفهُ بالحياةِ وغبارَ الكِتابِ المُلقى على طرفِ الرصيفِ..
أختلسُ منَ وقتِي وقتًا لأسافِرَ نحوَ غيبةِ المودِّعين وحرقةَ المغتربين ثمَّ سرعانَ ما أقتلعُ جذورَ حزنِي وأعود من جديدٍ لرؤيةِ ذاك الطفل وهو يحضننِي حدّ اتصالِ روحي بروحِه وذاكَ الشيخَ يفتحُ لي صفحاتَ الدفترِ العربِيِّ ممزِّقا موتَهُ المشتهى..


المؤلف: زهرة القاضي

عظمة المرأة وصراع الحقوق

عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد كتب مرة يقول: "إن المرأة لم تزل ضحية الضحايا في كل عصر يطغى عليه الحرمان وتبوء بالشقاء".
إن قراءة التاريخ تدل بشكل أو بآخر على التناسب الطردي بين حقوق المرأة والتقدم الحضاري فما من مجتمع استفحل فيه الفساد الأخلاقي -وأقصد الأخلاق الحقيقة وهي لا تنحصر في اللباس كما يود البعض- والدمار الحضاري والتيه في صحراء الجهل إلا وكان وضع المرأة فيه غارقا في الانحطاط والعبودية.
كارل ماركس: "إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، فأنظر إلى وضع المرأة".
من يقرأ عن النهضة الأوروبية وعن بدء جيل المثقفين في القرن السابع عشر في تلك المنطقة المظلمة سابقا المنيرة لبقاع العالم اليوم، سيعلم مدى تقارب حالنا اليوم مع حالهم. وإحدى التشابهات هي ظلم المرأة فقد كانوا قمة في التخلف الحضاري والفكري والثقافي يوم كانوا يناقشون هل للمرأة روح أم لا؟ هل المرأة كائن شيطاني أم لا؟ هكذا كانت المرأة عندهم، وهو ما لا يختلف كثيرا عن ما يحدث اليوم للمرأة العربية.
فقط في المجتمعات العربية تقف المرأة بالضد من حقوق المرأة تفخر وتفرح بتلك العبارات التي تحول منها إلى شيء يحوزه الرجل وهي مرتاحة إلى ما وصل إليه حالها.. عبارات "المرأة كنز الرجل - المرأة حلوى مغطى".

"المرأة مكافأة الرجل" عبارة تنشرها المرأة في الفيس بوك اعتقادا منها أن هذا أبلغ ما قد يقال في حق المرأة ولكن في الحقيقة ما من قول أبلغ من أن توصف المرأة بالإنسانة.
ولن يعيد حق المرأة إلا المرأة نفسها والمشكلة أن الإنسان لا يغير من حاله إلا بمقدار إحساسه بسوء حاله. فالفقر ليس سبب الثورة، بل الشعور بالفقر، كما يقول ماركس، كذلك ما لم تشعر المرأة بما سرق منها من إنسانية ستستمر في إهانة نفسها.

وشعرت بالراحة التامة يوم تحررت ولكن من ملابسها!! نوع من الأفيون تتعاطى منه المرأة كلما أرادت أن تتحرر حقا... ويبقى التحرر الفكري غاية لا تدرك لافتقار المرأة الإحساس بالحاجة إليه، على المرأة أن تعرف أن الحرية ليست اللباس وإنما اللباس حرية، لا يجب علينا اختزال حرية المرأة في الحصول على حق لبس ما تشاء، فالحرية أعمّ من اللباس بمراحل.
هناك فرق بين المرأة الإنسانة والمرأة "الشيء"
يطلق البعض دعاوى تحرر المرأة لكن دون أن تكون هذه الدعاوى مدروسة. يصرخون يا أيتها المرأة ثوري وتحرري من قيدك وهاجمي كل ما يمنعك من حريتك، ولكن أين لو تبعت المرأة صراخهم أين سينتهي بها المطاف؟

يعجبني قول لعالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي رحمه الله "لا يكفي الفكرة أن تكون صحيحة في حد ذاتها الأحرى بها أن تكون عملية ممكنة التطبيق".

على المرأة العربية أن تعلم أن العالم لا يتألف من النساء وحدهن، العالم يتألف من النساء والرجال. لذلك أي دعوى لا تحسب للمكون الآخر في العالم، لا تنشب أن تعود بالضرر على المجتمع، وبالتالي الضرر على المرأة نفسها، فهي ليست إلا نصف معادلة المجتمع. لذلك علينا أن نعي أن المرأة لن تحصل على حقوقها بمحاربة الرجل بسبب سلبه لحقوق المرأة، ولكن يتم بتغيير الأفكار السائدة في المجتمع، التي جعلت من سلب حقوق المرأة أمرا طبيعيا فيه. ولن تتغير هذه الأفكار من تلقاء نفسها بكل تأكيد، ولكن نشر الأفكار الجديدة، هو الذي سوف يغير الأفكار السائدة، وسوف تحل الأفكار الجديدة الداعية إلى حصول المرأة على حقوقها المسلوبة محل الأفكار القديمة، فهذا هو دأب كل مجتمع فما أن تشيع أفكار جديدة حتى نراه قد ترك ما اعتاد عليه لسنين طويلة استجابة إلى هذا الفكر الجديد، فالإنسان لا يترك عاداته إلا بعد أن يجد ما يشجعه على اتخاذ عادة أخرى معاكسة لها، لذلك على المرأة أن تثور ولكن بهدوء. عليها بالثورة ولكن بعقلانية.

وجدت في إحدى المرات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، خبر حصول النساء في إحدى الدول على حق بسيط من حقوقهن بعد نضال طويل، ولكن رأيت تعليقات النساء على الموضوع لا تخلو من سخرية هنا أو هناك ولا اعلم لماذا! هل يردن الحصول على حقوقهن بلمح البصر!! هل الموضوع فعلا بهذه البساطة!! غير صحيح. فالمشوار طويل. إن المرأة العربية في القرن الواحد والعشرين، قد لا تنعم بكثير من الحقوق التي تتمناها، ولكن إذا سارت في الطريق الصحيح فلن ينتهي هذا القرن إلا وقد حصلت على حقوقها كاملة بلا نقصان. ولكن الطريق طويل، ويتطلب الصبر على سنين عجاف بلا حقوق إلا القليل، إذا كنّ فعلا يردن حقوق المرأة أن تُضمن كُلّها، لا بعض ما يُفرحن به أنفسهن من حقوق آنية لا تلبث أن تنقلب ضد المرأة بطريقة أو بأخرى. لذلك علينا أن نفهم أن كل تقدم بسيط يخدم حقوق المرأة هو شيء مفرح، هو شيء إيجابي، هو شيء يستحق أن يُدعم وأن نخطو بعده خطوة أخرى فإن "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة".


فمن ذا يقول إن الغاية عبث لأن الطريق إليها طويل!!

تأليف: علي الهاشمي

أما بعد فالشارع وطني؟

أما بعد..فالشارع وطني:
  ها قد جلست القرفصاء تراقب معشر النمل يحمل قوت يومه.. طوابير منظمة كأنها تتبع إشارة واحدة.. إشارة القائد الأعلى.. فتاة في العمر الزهر تبلغ حوالي العاشرة، أسمالها البالية جعلت منها شابة العشرين، لا أدري متى كانت آخر مرة مشطت شعرها أو ٱبتسمت أمام المرآة كسائر بنات جيلها.. تساؤلات عديدة تجول ببالي كلما رأيتها.
 لم أملك يوما الشجاعة للتقرب منها يمكن أن يكون جبنا أوعجزا، لأني لا أستطيع أن أكون ذلك الأمل الذي تفتقده.. أقصى ما أجيده هو ٱقتسام لمجتي معها ومشاطرتها ضحكة عابرة علها تخفف عليها قسوة الزمن..
   يسمونهم "أطفال الشوارع" لكن الأفضل أن نسميهم "أطفال الظروف".. شاءت الأقدار أن ترمي بهم بين طيات الطرقات يتوسلون هذا ويشحذون من ذاك والكل قد حفظ تلك الكلمات المعهودة "ربي ينوب"، تفننوا في القسوة حتى تحجرت قلوبهم أهكذا أضحى زماننا؟!

المؤلف: عبير ميلاد