الأحد، 23 أغسطس 2015

بريق الطفولة

فتح عينيه أمام حياة مجهولة
بريق تأجج منه سمي بريق الطفولة
أينجح أو يفشل أيحقق الأماني المنشودة
أيرضى بالقليل أو يعصى من أجل الكثير
أيسود فيها فسادا أو يبني فيه أوطانا
أيكون صالحا تقيا أو متغطرسا جبارا
أيسعى ويناضل من أجل الحرية
أو لا تحركه المشاعر الإنسانية.
هل يصبح عازفا فنانا
أو طبيبا أو أستاذا؟
هل يترك بصمة في التاريخ؟
أو يرحل كمن رحلوا في مهب الريح
أيعيش كحياة الأمراء أو يرضى
بعيش الفقراء؟
أو هل وكيف لنا أن نعلم
وهو مازال ثمرة يافعة
تأجج منها بريق سمي
بريق الطفولة.

المؤلف: إيناس الطرهوني

السبت، 22 أغسطس 2015

أقول قولاً للحب فيك


لا لا يبوح القلب بالسيء
إذا أسقيته حُباً ظل بلا داء
وإذا أذقته الظمأ ظل بلا دواء
والعقل الذي يفكر فيك
لا يمكن أن يفكر في غيرك
إذا أطلقته بحبك منحته قوة
وإذا عزلته عنك سلبته قدرة
نسمات حبٍ تعطيه سطوعاً
وعبارات غدرٍ تملأه ظلاماً
ثكنات عشقٍ تعطيه أمناً
وكلمات غدرٍ تستأصل جمالاً
وجمال عيني أراه فيك
ونبل عملي أبلغني جمالك
وحسن قدري ألقاه معك
وهدوء نفسي أهديه لكي
وحب قلبي ملكتهُ لنفسك
وانشغال عقلي منحته فيك
وصفاء ذكري جعلته شريكك
أقول قولاً للحب فيك
فلسطين الهوى كتب الحب فيك

المؤلف: عبدالله المصري

مقياس الحب

ما كان الحب بالكلام يقاس
وليس شعر الشعراء مقياس
بل هو نبض الحركات
وهو روح السكنات
وهو فيض العبرات
من عين قلب
سكنه حب
ليس له مقياس
هو خواطر تداعب الأفكار
فتنسج الشباك لتأسر الفكر
وتربط القلب على حب
ليس له مقياس
من جعل للحب مقياسا..
وقاسه
جعل للحب حدودا..
تحده
فلا تصدق حبه المحدود
وابحث..
عن حب ليس له مقياس!


المؤلف: إيمان لعمش

المهنة بين السياسة والطب


دائماً ما يقال بأن السياسة عبارة عن كلام لا فائدة منه وأن دراسة العلوم السياسية لا تجدي نفعاً لأنها مجرّد كلام يخلو من التطبيق، ومن الأفضل إلغاء هذه الكليات (العلوم السياسية) والاتجاه بدلاً من ذلك إلى كليات الشُعب التطبيقية كالرياضيات والطب لأنها أكثر فائدةً للإنسان وقد أثبتت نجاحها.

وهذه نظرة سطحية جداً للأمور، لها زاوية واحدة ضيقة جداً، لأن الذين يتهمون العلوم السياسية بعدم الفائدة هم أصلاً ليسوا مختصين في العلوم السياسية والقاعدة الفكرية تقول (فاقد الشيء لا يعطيه)، فضلاً عن أنهم ينظرون إلى السياسية من خلال ما يحدث على أرض الواقع من فشل سياسي. وهذا صحيح إلى حد ما! لكن في نفس الوقت الفشل في تطبيق الاختصاص لا يعني أن الاختصاص فاشل، وليس مدعاة إلى إلغاء الاختصاص ككلّ، لأن الطبيب عندما يفشل في عملية جراحية معينة فهذا لا يدعو إلى إلغاء اختصاص الطب بسبب فشل بعض الأطباء في التطبيق وإنما الفشل من الطبيب نفسه.
وكذلك الحال بالنسبة للعلوم السياسية فإن الفشل السياسي على أرض الواقع ليس حجة لإلغاء هذا الاختصاص أو اتهامه بأن لا فائدة تُرجى منه، فالخلل في التطبيق وليس في الاختصاص. والسؤال الذي يطرح نفسه بالنسبة لهؤلاء السياسيين: هل هم خريجو علوم سياسية؟ والجواب أن أغلبهم لم يتخرجوا من جامعات ومعاهد العلوم السياسية، ناهيك عن أن أغلبهم ليس لديهم شهادات أصلاً! وهل تعتقد أن لديهم مستشارين سياسيين بالمعنى الحقيقي للمستشار السياسي الذي درس العلوم السياسية؟ بالطبع الجواب لا! إذ أنهم لا يعرفون ((ألف باء)) السياسة أصلاً! فضلاً عن أن الكثيرين الذين يُدرّسون العلوم السياسية هم أصلاً غير مختصين في العلوم السياسية. والذي يُدرس في غير اختصاصه هو كالذي ليس لديه اختصاص أصلاً لأنه كما قلنا (فاقد الشيء لا يعطيه).

وعليه، فكما أن الطبيب لا يستطيع أن يمارس الطب وإجراء العمليات الجراحية إلا بعد أن يدرس الطب ويقوم بعمليات تجريبية، وإذا ما أتى شخص وحاول أن يمارس الطب دون أن يدرس الطب فإنه سيتسبب بمقتل الناس. فالإنسان عندما يتمرض يذهب إلى الطبيب وكذلك الذي يريد أن يبني بيتاً يذهب إلى مهندس. فمن باب أولى أن الذي يريد أن يمارس السياسة يجب عليه أن يدرس السياسة أو على الأقل أن يكون لديه مستشارون متخصصون، لأن مهنة السياسة هي أخطر مهنة عرفها الإنسان، والذي لا يجيد هذه المهنة من الممكن أن يتسبب في إيذاء الآخرين. فالطبيب إذا أخطأ في العملية الجراحية فإنه يتسبب بمقتل شخص واحد فقط، وإذا ما نجح في العملية الجراحية فإنه يكون قد أنقذ حياة إنسان واحد فقط. في حين أن الذي يمارس السياسة إذا أخطأ في العملية السياسية فإنه قد يتسبب بمقتل وذهاب شعب بأكمله، وكذلك في حال نجاحه في العملية السياسية فإنه سيكون قد أنقذ شعباً بأكمله وذهب به إلى برّ الأمان.

إذن فالعلوم السياسية، والسياسة بصورة عامة، هي أهم وأخطر من أي اختصاص آخر، بما في ذلك اختصاص الطب. لذلك لابد من الاهتمام بالعلوم السياسية كونها من أهم العلوم التي تنهض بها الأمم والمجتمعات، فلو ألقينا نظرة إلى الدول المتقدمة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي يوجد فيها أكثر من (50) عالم في السياسة وأكثر من (2500) مركز دراسات مختص في العلوم السياسة من مجموع (4000) مركز في جميع أنحاء العالم، سنجد أن اختصاص العلوم السياسية هو من أهم الاختصاصات التي تهتم بها هذه الدولة التي وصلت إلى مرتبة الدولة الأولى في العالم في كافة الاختصاصات، لأن كل تقدم في أي مجال يحتاج إلى قرار سياسي ناجح وناضج ورشيد. ولأن هذا الاختصاص هو الذي يقود الاختصاصات الأخرى من خلال أن صانع القرار الذي يجب أن يكون لديه إلمام كافي بالعلوم السياسية هو الذي يصنع النهضة إذا استطاع التعامل بحكمة سياسية في قيادة الدولة والمجتمع. فهلا اتعظنا واهتممنا بهذا الاختصاص الذي يكاد يكون قد انتهى من الناحية العملية في بلداننا العربية.

إذا كانت الرياضيات هي لغة الكون فإن السياسة هي لغة الانسان، وإذا كان الطب يعالج أفراداً فقط، فإن السياسة تعالج أمماً وشعوب.

المؤلف: مهند الراوي

فلسطين

أنا مهد شعب عظيم
أنا صرخة طفل يتيم
حكاية زمن جسيم
أرض الحق والدين
كلمة جالت لسنين
أنا دماء جنود ومناصرين
أنا اندفاع وجنون المغامرين
لغز ومتاهة للمستعمرين
درع لللاجيئين ومرصد للمحتلين
أنا بيوت رسمها الشوق والحنين
أنا دموع المناصرين ولوعة المهاجرين
قضية أعجزت أشقائي المسلمين
رمزي المسجد الأقصى الكريم
غزة رفح وشوار الثائرين
أنا أُدعى فلسطين.

المؤلف: إيناس الطرهوني

واقع الأحلام

لم أعد أخاف الحياة ولا الموت ففي الحياة حلم وفي الممات نسيان،
والحلم والنسيان متشابهان... نحن نعيش الحياة ولا ندرك المستقبل،
ونسعى لتحقيق أهدافنا ولا نعلم المجهول،  نتبع أهواءنا وننسى المعلوم،
نركض وراء الحب ولا نعرف المستور. كلها أوهام ابتكرناها لنكمل الحياة،
ونبتعد عن اليأس والإحباط، نتمسك بها حتى لا نمل ولا نستسلم... تفاؤلنا
هو مقودنا، و إصرارنا هو فراملنا، وحياتنا هي محركنا.. هكذا هي الحياة،
تعلمنا وتخذلنا، تضعفنا وتقوينا، تربكنا وتساعدنا، هي عملية عكسية كالحب والكراهية.

حياتنا نختصرُها في كتابة كلمات حزينة وجميلة،
كتابات مبعثرة ومهمشة.
كل منا يصف حياته بطريقته الخاصة، إما بالبكاء أو بالكتابة أو بالكتمان.
كل منا ينتظر أشياء جديدة تنسينا تعب الزمان -صغيرا أم كبيرا كان. كل لديه
زحام داخلي وصراع أليم يستتر وراء تلك الابتسامة الصفراء.
نرى واقعا أليما في عالم ضيق مليء بالسلبيات،
عالم صنعه الأغنياء على حساب الفقراء، يحكمه القوي ويموت فيه الضعيف،
عالم مادي دون نزاع، تحركه الأوهام والمعتقدات.

نريد حياة جميلة ومريحة تعيد لنا ابتسامتنا الرقيقة،
تأخذنا إلى مدينة الأحلام السعيدة،
وتنير لنا دروبنا البعيدة،
تخلصنا من تلك الآهات والآلام.

حقيقتنا شيء وأحلامنا شيء أخر وياليتهما يمتزجان لتكون حياتنا أروع.

المؤلف: سندة بوڨرّة

رائحة روح...


"حديثي عن عطر فطري يعرّف بالنفس ينشأ فيها ومعها... وليس عن عطور صناعية هي كالأقنعة والفخاخ تنصب للعابرين.."
نستدلّ على الروح بالرائحة.. لا يمكننا لمس الروح لكننا نقدر على استنشاقها... على الأقل.
"شمعناها إنسان يتخلق من غير ريحة؟ معناها مخلوق من غير روح؟ نحكي.. على الرائحة الغريزية الطبيعية" التي تميز كل جسد بشري عن الآخر..... ولما تحاول إخفاء روائحنا أو أرواحنا عن طريق العطور.. ألا يكفي الماء...؟ أنحس أن أرواحنا.. ليست عطرة بما فية الكفاية... ألهذا يكاد البعض يغتسل بالعطر...؟ يخفي هويته... الصدأ الذي ملأ الروح... الذنوب والندوب...
"واعلاش" في البحر تصبح رائحة الأجساد صادمة للحواس؟...
أظن لأن في البحر فقط تتعرى الروح...

المؤلف: الغجرية

حمزة بن دلّاج: بطل حقيقي أم صناعة الإعلام العربي

اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات العربية خبر زلزل الدنيا ولم يبقَ عربيٌّ على وجه البسيطة لم يسمع به ويفخر بخبر كهذا الخبر منذ 2013: إيقاف
تعليق الإعلام العربي (انتبه هراء): حمزة بن دلّاج من أكبر 10 هاكرز في العالم اخترق أكثر من 200 مؤسسة بنكية وسرق منها 4 مليار دولار وتبرع بالأموال لجمعيات فلسطينية وجمعيات في أفريقيا السوداء ودمر مواقع إسرائيلة و... و... وصدر فيه أخيرا حكم بالإعدام.
الحقيقة: حمزة بن دلّاج كان على اتّصال بمطوّر البوتنات"SpyEye" الروسي "Alexander Andreyevich Panin" الذي استعمله ليخترق حرفاء من 253 مؤسسة بنكيّة. حمزة بن دلّاج ما كان إلا "سمسارا" يقوم بتسويق هذا البرنامج بأثمان تتراوح من 8000 إلى 15000 دولار. والحكومة الأمريكية بدورها تطرد هذا النوع من اللصوص وهو أمر عادي وليس لخطورته المزعومة.. إلا أننا كعرب نعشق أدوار البطولة اللامتناهية..
العرب عموما يحبون أدوار البطولة في كل شي حتى وإن كان البطل لصًّا مساهما في تخريب النظام المصرفي العالمي، لماذا لم يقم البلغريون بتمجيد البلغاري الذي مسك مع حمزة؟ لأنه لص..
العرب يعانون من إزدواجية في التفكير -غاية في الغرابة- أولا لم يفهموا أن اللص لص ولو سرق مال فرعون ولابد أن ينال جزاءه، ولا يكفي هذا بل لمجرد أنه جزائري نسبت إليه أعمال خيرية لجمعيات فلسطينية..
باختصار مازلنا لا نعلم كيف نقرأ الخبر ومن أين نأخذه.. يا أخي تريثوا قبل لعب أدوار البطولة..
وبالنسبة للمصدر:
http://krebsonsecurity.com/tag/hamza-bendelladj/
http://www.funinformatique.com/le-proces-du-hacker-algerien-hamza-bendelladj-fixe-au-5-octobre/
https://lemontrealdz.wordpress.com/2014/01/29/etats-unis-un-co-accuse-du-hacker-hamza-bendelladj-plaide-coupable/


المؤلف: غازي نهيدي

هندسة كلمات...

تقفين على حافة تل، علا حرفه... تنظرين من بعيد... إلى الكلمات الملتصقة بخضرة المروج.. ومن بعيد أيضا تختارين شكل الكلمات التي سترسمين بها قدرك. تنتقين خمس كلمات هي قدرك المحتوم.. بين الموت والحياة يأتي الحب والمال والبنون. تخطين المسار من ركام كلمات القبيلة قيل أنها قدر المرأة المكتوب منذ أزل غير معدود.
ها أنت نجمة... نجمة على مرج أخضر. ترقصين على إيقاع هندسة الكلمات.... تنفخ الريح في ثوبك الأبيض.. فتصبحين أشبه بزهرة برية تدور! وتدور... ترتعش الكلمات.. القدر المختوم!؟ تتلاشى منك ثم تمور... تلاحقينها... تصبح هندسة الرقص أكثر تعقيدا... فكيف للزهرة الدوارة أن ترقص وسط النجوم... تنحرفين عن المسار المرسوم.. الفستان الأبيض يخفق كسرب حمام يمتد ليحضن النجوم.
في غمرة الرقص المحموم، يحترق طرف من فستانك المتمرد... نارية الطباع هذه النجوم: تفزعين.. تسقطين.. تتألمين.. تثورين على قدر تثورين على قدر النجمة الملعون. تلعنين القدر خمسا عدد الكلمات في المرج المهجور. ...تضيق المدارات حولك... لامكان لزهرة راقصة في هذا المرج المسحور.. الكلمات تتلاشى حروفا مشتتة على أديم المرج الأخضر... يسترسل الرقص سريعا... دوارا عنيفا يرحل بك إلى الأعالي... ضاق عنك المرج أيتها الزهرة الدوارة الراقصة في المرج الأخضر... خانتك الكلمات... كلّ كلمات القبيلة... ضاقت الأرض وليس لك إلاّ القمر موطنا...
تقفزين.. خارج القدر الأخضر... إلى دائرة القمر. كلها هندسة.. لكن هندسة الدوائر لن تحرق الفستان الأبيض الدوار على عكس هندسة النجمة المسنون. تختارين القمر موطنا...
و هكذا جرت العادة... عبر العصور...

المؤلف: الغجرية

التفكير المستقبلي

كان التفكير في المستقبل أحد أهم الهواجس التي شغلت فكر الإنسان منذ بداية ظهوره على سطح الأرض في العصور المبكرة جدا وخلال كل مراحل التاريخ. فقد كان تفكير الإنسان يرصد دائما الأحداث التي تدور حوله، ويعمل على استشراف التغيرات المستقبلية الناجمة في معظم الأحيان عن أنشطته هو نفسه، في مختلف مجالات الحياة، ويستعين بالمستجدات التي تلازم ظهور هذه التغيرات في إحداث تغيرات ومستجدات أخرى وهكذا.
إذ إن محاولات معرفة المستقبل، قديمة قدم الإنسان ذاته، لكن الإشكاليات المطروحة في وقتنا الحاضر هي غموض المصطلحات والمفاهيم -مصدر كل خلط وتشويش في الطرح والشرح والتفسير. وحتى الآن ما زال الشك والتردد يخامر العديد من العلماء والباحثين، فيما يتعلق بفعالية الدراسات المستقبلية، وعملية استشراف المستقبل. وهل هو علم قائم بذاته، بالرغم من أنه مازال في مرحلة الطفولة؟

ما دام أن المستقبل ليس قدرا محتوما، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون صورة واحدة فريدة من نوعها. فأمام كل فرد، أو مجموعة، أو مدينة، أو مجتمع أو مجموعة من الدول أو حتى المجتمع الدولي برمته، في أي لحظة معطاة من تاريخهم ثمة احتمالات متعددة للمستقبل يتعين عليهم الكشف عنها ومحاولة رسم المعالم الأساسية لكل منها.

ضمن هذا الحيز كثير من الناس يبحثون عن عوامل معرفة الحاضر لرؤية وفهم وبناء المستقبل، على خلاف ما جاء به موضوع التنبؤ، كطرح تقليدي كلاسيكي يوصف أحيانا بأنه ينفصل عن الواقع المعاش. بالرغم من هذا يبقى التنظير للمستقبل هو العمل الذي يرتكز بالأساس على استيعاب ومعرفة الحاضر، ومن ثم، التوقع الآلي الذي يعني المعرفة العلمية للمستقبل، الذي يقوم علي المنطق الواحد، من معطيات ومعلومات إحصائية، توصف أحيانا بأنها محدودة - لماذا؟ لأن العملية ترتكز أساسا على الخيال، والتخيل، وآلية التصور.

وفي الوقت الحاضر ما أحوجنا نحن العرب في مؤسساتنا العلمية، وفى مراكز صنع القرار، أن نستخدم هذا المنهج فى دراساتنا وأبحاثنا، حتى نستطيع أن نحدد مساراتنا واتجاهاتنا، وحتى نتقي -قدر المستطاع- سلبيات ما نتعرض إليه فى حاضرنا.

إن العلاج الحقيقي هو أن نمأسِس هذا العلم، ونؤسس مراكز للبحوث والدراسات الاستراتيجية والمستقبلية. وأن نفرض توظيف هذا العلم وتطبيقاته ممزوجاً بإرادة حقيقية صادقة، لكونه أفضل علاج مضاد للمشاريع اللحظية والآنية، وأنجع استرشاد لمشاريع مستقبلية لكافة أوجه الحياة، وكي تدوم إلى عقود زمنية قادمة تخدم أجيالا نحو مستقبل واعد.

إذ باتت الدراسات المستقبلية من الأولويات، بمعنى أنها صارت ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها؛ إذ لم تعد مجالاً من مجالات السجالات الفكرية أو الرفاهية الثقافية أو التسلية الذهنية فى الدول المتقدمة وحدها. بل إنها باتت ضرورية للدول كافة، على اختلاف حظوظها من التقدم أو التخلف ومن الغنى أو الفقر. وإن كانت تتطلب بالضرورة قدراً من الخيال والقدرة الذاتية على التصور المسبق لما هو غير موجود أو غير معروف الآن، إلا أن أنشطتها -على حد قول "إبراهيم عيسوي"- "تختلف نوعياً عن الأنشطة التى تقع في حقل الخيال العلمي أو فى ميدان التنجيم والرجم بالغيب".

ويفترض نشوء الطلب على هذا النوع من الدراسات وجود مجتمع أو على الأقل وسط اجتماعي واسع يقدر أهمية العلم، ويؤمن بالعقلانية، ويثمن ضرورة أن تقوم السياسة العامة على أساس من المعرفة الصحيحة بالواقع واحتمالات التطور في المستقبل، لذا فإنه يتيح للقائمين على هذه الدراسات كافة الظروف والتسهيلات التي تتيح لهم القيام بعملهم على خير وجه.
وسيأتي المستقبل حتما، فإما أن نصنعه بأنفسنا ونذهب إليه، وإما أن يصنعه لنا الآخرون ويأتينا جاهزا خارجاً عن إرادتنا.

المؤلف: مهند حميد الراوي

أحتضن النور

وقفت.. عيني إلى الأرض أتأهب للنزول
يدي مضمومتان إلي، بحنان تتحسسان نبضي الهادئ..
هواء عليل يملأ رئتي ونسماته تحرك ثوبي وتلامس وجهي..
أحس أنني في السماء بين الغيوم، أطفو على بساط من الإستبرق الفضي..
مع كل زفير يخف وزني ويعلو ارتفاعي أكثر فأكثر..
ثم انحنيت حتى أمسكت ركبتي بإطمئنان واستوى ظهري.. فإمتد بصري إلى أصابع قدمي متساوية في صف واحد..
وازدادت راحتي وخف حملي..
وشعرت أنني أقترب أكثر..
ثم رفعت رأسي سرورا ورددت بصري إلى الأرض حيث انثنيت لأضع أنفي على طرف البساط الطائر في خوف وشوق معا متمازجان.. وبسطت كفي حذو أذني بثبات، وانثنت أصابع قدمي طوعا في اتجاه أصابع يدي، متناظران.. وارتد بصري نحو أنفي..
وقلبي ما عاد ملكي.. دموعي تنهمر..
لكأني أحتضن النور..
يا الله..

المؤلف: مريم الشول

لعشقـِك رَوْنَـقٌ


تشبثت بيـدك.. فانتُشلت من نذرْي.. واختفى كمـّك.. في حلم تبعثرْ.. ونفـض غَبرة طقسي.. لأثمل بحبك دهرا.. ثم أنهار بهجرانك
أرضـا.. عشقت همسـك.. نشق نفسـي.. والتمست سحرك.. نورا..
أشرق على رمشي.. اختطفت في حوزة بوحـك.. وقلبي ينفجر هزا ودقا.. لعينيـك التي تطفوا بأبجدية حبـّي.. انتشلتني من عتمتي إلى جنة.. لم أجدك فيها إلى جـواري.. ولا زلت أنسج الحروف..
وألهـو بجدائل الكلمات، لأنزق لك عشقـا، وأتفنـّن في حبك.. أنشف شـذاك بوحي.. فزفـّت فلسفتي على رايـة الحِداد، وشق روْنقها إلى نصفيـن.. عندما اقتلعت بهرجتك.. هاجسي..
لحظة ما أطبقـّت حروفك.. على وجداني.. وجرفت صدداً.. أطغى روحـى.. فكبلـّت هديـلك.. على شرْنقة شرْقية.. وعلقتـها.. على أسوارْ روميو وجولييت.. تتبجح بنغمـك..
نثرْت لك اهتمامي.. توليبا أزرقا.. يداعب وجنتيـك.. و يهز رمش عينـك.. التي تطفو بصدق.. يختلس التردد من وفاضـي.. بينما تمـدح ثرثرتي..
وتبجل قلمي.. وقد تآكل إهمالك قلبي.. على رفوف الشوق.. ضقت بغبائك ذرْعا..

المؤلف: آمنة الدريدي

ثقافتي

ثقافتي رقص على أنغام أغنيتي،
وأغنيتي آه تعبر عن ألمي،
وألمي الكبير يخبر عن جرحي،
وجرحي العميق سبب معاناتي،
كبرت معاناتي بكثرة جروحي،
فزادت آلامي وتنوعت أنغامي،
وبتنوع الأنغام، تلونت رقصاتي،
فغدت ثقافتي أغنى الثقافات،
عزفت من ألمي أجمل الألحان،
ورقصت على وقعها لأنسى آلامي،
فصفق الجمهور معجبا بلوحاتي،
ما لاحظ أن ألوانها دمائي،
رسمتها بيدي بريشة أحزاني،
هل أصبح الناس يرون الفن في ألمي؟!
ويعجبهم من الألوان خاصة لون دمي؟!
وترتسم ابتساماتهم إن زادت أحزاني؟!
تعفنت جراحي ولن أقوى على الرقص،
وقد بح صوتي ولن تسمعوا أنغامي،
وقد جفّ دمي فلا ألوان للرسم،

فهل ستجرحون غيري لتستمتعوا بالفن؟!؟!؟!

المؤلف: إيمان لعمش

الوعي بالخديعة

تقول صديقتي أن بإمكاني الوثوق بها في كل شيء، وأن عليّ أن أفضفض عن همي ولا أكتمه فيضرني، تقول أن الحياة أجمل من أن نحزن ومن أن نتضايق لأسباب زائلة..
أحب صديقتي، صانعة بسمتي، وأحب طفولتها وبراءتها وحضنها الحنون الواسع،.
لم أخبر صديقتي أني كلما عرفت أكثر كلما صدمتني الحقيقة أكثر، لأننا عشنا ومازلنا نعيش تحت قبة الزيف والتحريف والطمس، لم أستطع أن أخبرها أننا نلبس جلابيب الأولين الذين سنّوا لنا مناهج حياة وتفكير مضبوطة ومحدودة ليست من الإسلام بشيء، لم أستطع لأنها قد لا تصدقني.. لأنها يجب أن تكتشف ذلك بنفسها..
تدرك صديقتي، أن أهلي إن علموا أن من أسباب همي ما أطالعه في الكتب سأحرم منها، لذلك هي تحاول في كل مرة إقناع نفسها وإقناعي بأنه متأتّى من مصدر آخر..
المطالعة تفتح آفاقا لا يسمح لك الواقع الممنهج بدخولها تحت مسمى الهرطقة والخروج عن الملة و..و..
صديقتي تعرف هذه الحقيقة، لكنها مثلي لا تجد الكلمات المعبرة عنها، فإنها، تلك المطالعات، أغلبها تنير العقل الذي أبَوْا إلا أن يحبسوه في ظلمة أفكارهم وحدها كأنهم استبدلوا دين الله بفهمهم فاستعبدوا الناس الذين خلقوا أحرارا!
أنا وصديقتي علمنا القرآن أن نتفكّر ولا نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، علمنا أن نأخذ ما وافق الفطرة ونترك ما خالفها.. أن "نتفكر" و"نتدبر" و"نعقل" لا أن نأخذ الأشياء مسلّمة دون تمحيص!
أنا وصديقتي تألمنا من ولولات مُقدّسي المفكرين ومقدّسي المشايخ والمفتين،... لا أحد مُقدّس، لا أحد معصوم، ولا تاريخ يمكن أن نثق به.. التاريخ تاريخ.. نطّلع عليه لمجرد أن نقرأ ما دوّنه الأوّلون ونحن لا نثق بما كتبوا فهو لم يسلم من التحريف، أليس المنتصر هو الذي يكتب التاريخ حسب هواه؟! ..
تقول صديقتي، أن حديثنا هذا لا يجدر به أن يكون منشورا في صفحتي، لأنه قد يلقى اعتراضا.. وإني أحب إن كنت على خطأ أن أعدّل المسار، ما نحن في الأرض إلا باحثون عن الحقيقة في متاهة من الانقسامات والصراعات والادعاءات والخديعة..

(ربي إني مسّني الضرُّ وأنت أرحم الراحمين)


المؤلف: مريم الشول

Fear of life

I have always looked forward with wide open eyes
I have always thought that I should build MY own world
A child asking: “why great ambitions must always die
As soon as they are raised? Are they so hard to afford?”

I sought hopes between poems’ lines,
Onto the books and underneath people’s stories.
Under smiles, I was hurt by misleading lies.
After reading fantasies, my pen wrote my worries

I grew old but I’ve never given up the fight.
I witnessed babies' eyes turning into stones.
Yet, I spent my nights under the moon light,
Writing to my star that cried and mourned along.

I found out soon that reality bites our vulnerable bodies:
Those who surrender are merely sand that destiny crashes.
Those who can’t dream are walking zombies.
And those who do no longer care, are no better than ashes.

My life was worth a candle that lights up my heart,
Even though I knew that what I know would cost my sanity,
I cared less, because my dreams are all I have so far
And nothing but my hope can make me less lonely.

I struggled alone and learnt by myself that destiny makes
Fountains from sad tears we shed all the way.
It’s a pity to know that, in her spare time, destiny bakes
Our broken hearts and laughs as she sees our dismay.

I cried the day I learnt that she holds our dreams in a bowl
And shakes them, then, hurls them in the wind. 
So when they hit our heads, it's harsher than thunderbolt!
We strive wildly to heal such irrevocable wounds.

To no avail, some try to reconcile with their destinies but time
Does not allow. Only the Devil can trade body against soul.
Those who bargain think they’re so smart but soon, they find
They bargained for nothing more than spiritless souls.

Not for sale are our lives neither are our bitter tears.
They can’t be rent because we possess them only for a while.
We try to escape, sometimes we dream of better fears
Oppressed by anguish we do best when we exile.

Born with fear, young we acquire lack of trust.
A baby cries as soon as he breathes the cruel air.
As we grow old, we give up our hopes so fast
And adjust slowly in our world "fairly unfair”.

Sometimes, I can’t even share my burden with anyone.
Out of pride, only my diary knows my secrets.
Those that I thought friends; the wind blew them like the sand
And alone I found myself but this is no defect.

For me, every battle, even not successful is never an over through,
And yet every tear drop is a testimonial of life.
Though badly we’re hurt, we shouldn’t mourn eternally our sorrow
Because upon every tear, rises a flower not a knife.

And every whisper of a morning is a promise of a new day.
With deaf souls, we’re not able to hear.
All joy seems illusive with faith being buried far away.
And sometimes we’re so numb that we don’t even care.

And life goes on carrying in her store surprises for us all.
We expect the worse and get scared if the best happens.
Fear made us slaves so we didn’t fear any more the rise or fall
Because our tears will shed as soon as the night breaks.

The moon coves mute weeps and heals deep wounds:
It’s a dark angel that wipes people’s pain away.
It listens to their cries at the depth of the night,
Giving consolation to their bruised days.

And as we go, no one remembers what they owe,
And everyone forgets to pay duties.
So destiny reminds to make sure they know
That no one can mess with the devil’s properties.

But still, they play not knowing that they’re slaves
Of anguish that eats them alive.
Slaves of loss, they grief and mourn in sorrow waves
And their ships onto darkness dive.

No more fear when we’re living hell.
At least we can finally stop worrying about tomorrow!
Since we already feel its filthy smell
We bury our tears under the heavy snow.

سَأرجعُ طفلاً


سَأرجعُ طفلاً
ألبَس ‫‏صَندلي‬ بالمقلوب
وأمضي بين كروم العنب
وأمسك غص زيتونٍ
أداعبه
يداعبني
تخدعنا براءتنا
بأنّ الوطنَ محميٌّ
وأنّ جيوش أمّتنا
رجالُ الله في
الأرض
وأنّ أعلام أوطاني
رموزُ العزّ والفخرِفكنّا عند رؤيتها
نقاتل بعضنا بعضا
لنقف أمامَها فخراً
نذلل هاماتنا قصراً
لنحفظ شرف أوطاني
حينَ كبرتُ
ورأيتُ ذلّ أمتنا
رحتُ أقاسي الآلامَ
وأصعدُ على كل ساريةٍ
أحطّم شرفَ أوطاني
أمسك تلكُم الأعلام
وأصنع منها قمصانا
نقدّمها إلى الفقراءِ
ونحلفُ بعدها باللهِ
بأنّ أعلامنا شرفٌ
تغطي عورة الفقراءِ
وتمسح عارَ من خانوا

المؤلف: رامي قواريق

غرقتُ بين موجاتِ رموشَكِ

كرقص ريشة على عود مرسيل
كليلٍ دافئ في قصيدة درويش
مرّت "لين" بقربِه وهو منهمِكٌ في بعض الأشغال، سمع صوت خطواتِها الخفيفة فرفع رأسه نحوهَا
إذ به يتعثّر برمشها
رمشِها الذي لا يُقاوم دفَعهُ إلى عزمِها على قصيدة!
رفضت دعوته في البداية وقبلت أن تسمعه بالنّهاية
تعالي واسمعي.. ولا تسمعي!
فقصيدتي بحور، وأنا أشعر أنّكِ محترفة غرق
تنسكب من عيناكِ أشعّةٌ سحريّة تنير درب كلماتِي
وجهك قمر قصيدتي
هل تقبلين دعوتي إلى عشاء حبري؟
فأقلامي لم تعُد أقلامًا وأوراقي سراب ويدي ناشفة
ليتني استطعتُ أن أتجَاهل رمشَكِ
فقد تُهتُ في حديقة أهدابكِ
أخذتُ أتبع اتَجاه نسماتها لعلّها ترشدني إلى مقعَدِ عشقِكِ، عسى أن أجِدَكِ تمكثين عليه، فيمتلئ كوني بذبذبات روحكِ وأناقة وجودكِ.
 "لين" وهل ستَقبلينَ بجلوسي إلى جانبكِ أم أنّكِ سترحلين؟ وأظلّ لي..

المؤلف: وئام مسعود

الجمعة، 21 أغسطس 2015

لذلكَ عليك أن تقرأ...

1- تقرأ لأنكَ تستطيع أن تقرأ: فكثير من الناس اليوم -حول العالم- يعانون من الأمية، فأنت حينما تقرأ فهذا يعني أنكَ تتميز بنعمة تملكها ولا تنتبه لها، بينما غيركَ يتمناها بل يتوسل لو امتلك جزءًا منها إلا أن الظروف حالت بينه وبين التعلم، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
2- فهم الماضي: الماضي ذهبَ ولن يعود إذ لا توجد وسيلة اليوم يمكن لها أن تعيد لنا الماضي سوى الكتاب، حينها نستحضر الماضي بقراءة كتب التاريخ، عندها سنفهم الماضي ونفيد من تجاربه ونقتبس من قوانينه ونغوص في تفاصيله التي من الممكن أو يقيناً ستكون تجربة لنا من أجل تجنب أخطائه وبالتالي الاستفادة من ايجابياته، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
3- تغذية العقل: لكل شيء في حياتنا غذاء يتغذى عليه، فمثلما أن للجسد غذاء كالأكل والشرب، وللروح غذاء كالعبادة، كذلكَ للعقل غذاء أيضاً ألا وهو القراءة، ومثلما أن الجسد يموت أو يمرض بانقطاعه عن الأكل، والروح كذلكَ تقلق بانقطاعها عن العبادة، كذلكَ الحال بالنسبة للعقل، فهو الآخر يتلف ويذبل، وقد يموت أحياناً بانقطاعه عن القراءة، فالقراءة هي حياة العقل، فأنت تقرأ من أجل أن يحيا عقلكَ... لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
4- لقاء أناس يصعب عليكَ اللقاء بهم أو يكاد يكون مستحيلا لقاؤهم: خاصة الذين ماتوا، فقراءة الكتاب تجعلكَ تلتقي بمفكرين وكتَاب وتجالسهم بأفكارهم وتحاورهم في آرائهم وتناقشهم في طروحاتهم وتؤيد أو تنتقد نظرياتهم، وكذلكَ الحال بالنسبة للشعراء والأدباء والساسيين والقادة والعظماء في كل مجالات الحياة، وذلكَ من أجل أن تستفيد منهم وتنهل من خبرتهم وتجاربهم وتكون تلميذا بين أياديهم، عسى أن تكون عظيماً مثلهم في يوم من الأيام، فالتلميذ الذكي من الممكن أن يكون كأستاذه وقد يفوقه، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
5- من أجل التخطيط للمستقبل: كُن على يقين أن باستطاعتكَ أن تصنع مستقبلكَ وحتى مستقبل الآخرين، مثلما استطاع غيركَ أن يصنع مستقبله ومستقبل دولته وأمته، وهذا لا يأتي إلا من خلال القراءة وخاصة الكتب التي تهتم بالتخطيط الاستراتيجي والدراسات المستقبلية، فالمستقبل مجهول لمن يعيش في الماضي فقط، لكنه معلوم لمن يذهب إليه، وغامض لمن يخافه، لكنه واضح لمن يقتحمه، فالمستقبل صناعة بشرية وليس قدرا محتوما، لذلكَ عليكَ أن تقرأ...
6- المتعة في أوقات الفراغ : صدقَ من قال : ((وخيرُ جليسٍ في الانامِ كتاب)) فهو الجليس الذي لا يُمل منه، والقراءة هي المتعة الأجمل في الحياة التي كلما انتهيتَ من كتاب تتمنى لو أنه لم ينته من شدة استمتاعكَ به، إذ كلما انتهيتُ من كتاب شعرتُ بالاغتراب، فإذا أردتَ أن تكون رفيقاً للمتعة في حياتكَ فما عليكَ إلا أن يكون الكتاب رفيقكَ أينما حللت أو ارتحلتْ، فالقراءة تزيد حياتكَ متعةً وبهاءً، لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
7- من أجل الإبداع : كل الأشياء العظيمة التي تشاهدها حولكَ الآن والتي كانت في الماضي أو حتى التي ستكون في المستقبل فإن أصلها فكرة بسيطة وجدت في عقل إنسان ثم دونتْ في ورقة ثم في كتاب، ثم أصبحت شيئاً عظيماً حينما خرجتْ للواقع، لذا فأن كل الافكار العظيمة ستجدها بين صفحات الكتب، وحينما تقرأ عن الأفكار العظيمة يقيناً ستنتج أفكاراً عظيمة وتبدع بها، فأول طرق الإبداع هي القراءة... لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
8- اقرأ لكي تكتب... سيأتي يوم من الأيام تكتب خلاصة التجارب التي استفدتها من القراءة... ستكتب ما تعلمته من التنقيب بين صفحات الكتب... ستكتب لأنه سيأتي بعدكَ الآخرون يقرؤون ما كتبته. لذلكَ عليكَ أن تقرأ.
9- لأنه أريد أن يكون لي بصمة في الحياة ... لكي يكون لأسمي مكانته بعد أن يموت جسدي... فكثير من الناس اليوم ماتوا أجساداً لكن أسمائهم لم تمتْ وإنما خُلدتْ بسبب الانجازات التي تركوها خلفهم... وتلكَ الانجازات لم تكن موجودة لو لا القراءة والتعلم. لذا عليك أن تقرأ...
10- لأني طموح وعندي أهداف وغايات في الحياة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال القراءة والتعلم وبذل المزيد من الجهد... لذا عليك أن تقرأ...
11- لكي أدخل في قول الله تعالى: ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))... لذا فإن الله سبحانه وتعالى قد ميز الذين يعلمون عن الذين لا يعلمون... وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((فضل العالم على الجاهل كفضلي على أدناكم)) لذا عليك أن تقرأ...
12- لأن أول أمر في الإسلام هو إقرأ... وهو أمر على الوجوب كما يقول العلماء... أي على كل مسلم أن يقرأ مثلما يصلي ويصوم... وكما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله : ((لو كانت هناك كلمة أفضل من إقرأ لبدأ الله بها الوحي)) لأنها الكلمة التي تقام بها الأمم وتبنى بها الدول وترتقي من خلالها الحضارات. لذا عليك أن تقرأ...
13- عمري محدود بزمن معين... لذا فإن القراءة تعطيني عمراً ثانياً بل أعماراً أعيشها بين صفحات الكتب... أقلب صفحات التاريخ كي أفهم الحاضر من أجل بناء المستقبل. لذا عليك أن تقرأ...
14- سأموت... لكن الكتاب الذي أقرأه لن يموت بموتي... والكتاب الذي سأكتبه لن يموت بموتي... بل سيحيا بعد موتي... وسيكون ظلي في الارض من بعدي. لذا عليك أن تقرأ... 
15- أقرأ لأحيا... لأن العقل سيموت إذا لم أقرأ... فغذاء العقل هي القراءة... لذا عليك أن تقرأ...
16- إقرأ لأن هناك حياة أجمل بين صفحات الكتب تغني عن حياة الناس. لذا عليك أن تقرأ..
17- إقرأ من أجل أن تكون عظيماً... فالعظمة ليست فقط للفاتحين ... أحياناً يكون فتح كتاب أفضل وأنفع من فتح البلدان... لأن من يعجز عن فتح الكتب سيعجز عن فتح البلدان... وحتى إن استطاع فتح البلدان دون فتح الكتب... فإن معاملته للبلد الذي سيفتح ستكون مختلفة. إذ كلما كان أكثر قراءةً وأكثر اطلاعاً كلما كان أقدر على التعامل بعقلية حضارية مع سكان البلد التي سيفتحها... ومن هنا تكمن عظمة الإنسان في فتح الكتاب. لذا عليك أن تقرأ...
18- إقرأ من أجل توسيع العقل... كلما قرأ الانسان كلما توسع عقله... فعقل الإنسان مثل الجسد ينمو ويكبر... وكلما كانت التغذية جيدة كلما كان النمو أفضل وأسرع... لذا فإن غذاء العقل هو القراءة والمعرفة. لذا عليك أن تقرأ...
19- إقرأ من أجل الشهرة... من يقرأ أكثر يكون أكثر قدرة على الشهرة وتسويق الذات. لذا عليك أن تقرأ...
20- القراءة تجعلك مميزا عن الآخرين... فالذي يقرأ يستطيع أن يفهم الحياة أكثر من الآخرين وبالتالي سيكون متقدماً على أقرانه في المجتمع الذي يعيش فيه... إذ من المستحيل أن يساوي المجتمع بين من يقرأ ومن لا يعرف القراءة أو أنه يعرف القراءة لكنه لا يقرأ... لذا عليك أن تقرأ...
21- القراءة تجعل منكَ مثقفاً... والثقافة تجعلك إنساناً مختلفاً عن الآخرين، أكثر تميزاً... لذا عليك أن تقرأ...
22- القراءة تجعلكَ أكثر وعياً... لأن الوعي يأتي بنوعية المعلومات التي تقرأها... في البداية النوعية لا تهم وإنما هي الكمية... فالكمية حتماً ستؤدي إلى النوعية وبالتالي إلى الوعي الفكري... لذا عليك أن تقرأ...
23- القراءة تجعلك أكثر معرفة... أكثر المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان والتي من الممكن أن تغير حياته هي من الكتاب... الكتاب هو أساس المعرفة الحقيقية... لأن بقية وسائل المعرفة لا تعطيك العلم بقدر ما تعطيك معلومات عابرة... أما الكتاب فهو الوحيد القادر على إعطائك المعلومة وبالتالي العلم والمعرفة... لذا عليك أن تقرأ...
24- القراءة هي أساس النهضة الحديثة في هذا العصر... إن سلاح المستقبل هو العلم... لذا إن أردت أن تكون قوياً في المستقبل ومحصناً من كل ما يحيط بك... ما عليك إلا أن تتسلح بسلاح العلم... لذا عليك أن تقرأ...
25- القراءة تعطيكَ الأمل في الحياة... إذ أن مثبطات الحياة كثيرة... لكن يأتي الكتاب ليعطيك الأمل في التغيير والعمل الجاد من أجل مستقبل أفضل... أحياناً كتاب واحد قد يغير حياتك إلى الأفضل... لذا عليك أن تقرأ...
26- القراءة تعطيكَ الهمة... وتبعد عنكَ الكسل... لأنك حينما تقرأ حتماً ستعيش مع أصحاب الهمم العالية... فالكسولون لا يفتحون الكتب ولا يرقدون فيها وإنما في الفراش... لذا عليك أن تقرأ...
27- القراءة هي مفتاح النجاح... كلما قرأت أكثر كلما ارتقيت في سلم النجاح... فكلمة فوق كلمة تكون جملة... وجملة مع جملة تكون فقرة... وفقرة مع فقرة تكون صفحة... وصفحة مع صفحة تكون فصلا... وفصل مع فصل يكون كتابا... وكتاب مع كتاب يكون نجاحا. لذا عليك أن تقرأ...
28- القراءة حياة... لكي تكون إنسانا يفهم الحياة يجب أن تكون القراءة حياة... لأن هناك أشياء لن يخبرك بها أحد ولن تعلمها لك الحياة مهما مررت بتجاربها... ولن تجدها سوى في الكتب... لذا عليك أن تقرأ...
29- القراءة ليست هواية... يجب أن لا تنظر إلى القراءة على أنها مجرد هواية... لأن الهوايات نقوم بها من أجل قتل الفراغ بمعنى أنها شيء ثانوي في حياتنا وليست أساسيا... أما القراءة فيجب أن تكون منهج حياة.
30- القراءة ليست ترفا فكريا وإنما هي ضرورة حياتية... مثلما أن الجسد يبلى حينما ينقطع الانسان عن الاكل... كذلك العقل يضمر ويتلف وقد يموت في حال انقطاعه عن القراءة... لذا عليك أن تقرأ.
31- القراءة تجعلك أكثر قدرة على فهم مشاعر الآخرين... اذ اثبتت الدراسات أن الإنسان كلما كان يقرأ أكثر في حياته كلما أصبح يفهم مشاعر الآخرين من حوله بسهولة وهدوء حتى وإن كانت قراءته في مواضيع عشوائية، فالشخص الذي يحب المطالعة والقراءة يكون أكثر عقلانية في أفعاله ويلتزم بالحكمة والصمت في العديد من المواقف.
32- القراءة تعني الحرية... الذين يقرأون يميلون إلى تبني الحرية ومواجهة الظلم والظالمين والمستبدين ومواجهة الأنظمة الدكتاتورية والقمعية لأنهم أكثر الناس وعياً بما يدور في رؤسهم وما يحاك من مؤامرات ضد الشعوب... لذا فهم الأقدر على كشف عورات الحكام وتعريتهم أمام شعوبهم... إذ أن الشعوب التي تقرأ من الصعب أن يتحكم فيها الطغاة
33- القراءة تجعلك تركز على الحل أكثر من التركيز على المشكلة... لأنه بالتأكيد أنك قرأت من قبل أو ستقرأ في المستقبل عن حلول وتجارب لآخرين قد وقعوا في نفس المشكلة التي وقعت فيها.
34- القراءة تجعلك تختار الأصدقاء الإيجابيين المحيطين بك... وفي هذه الحالة سيكون لديك مجموعة من الأصدقاء القراءة أيضاً مثلكَ تماماً... وهذا سيجعلك أكثر إيجابية في الحياة لأنهم سيكونون على درجة عالية من الثقافة في الحياة وبالتالي فإن نقاشاتكم وحواراتكم ستكون ذات فكر راقي ومستنير ونهضوي...
35- القراءة تجعلك أكثر إيجابية وأقل سلبية... لأنك حتماً ستعيش مع العظماء... كُن على يقين أن من يقرأ فهو أحد ثلاثة أمور: إما أن يكون عظيماً... أو أنه سيكون يوماً ما عظيماً... أو أنه يقرأ لعظيم... لذا عليك أن تقرأ...
36- مهما قيدوك يبقى الكتاب يعطيك حرية لن تجدها في أي مكان آخر في هذا العالم... وأخيراً... إقرأ لأنك تريد أن تقرأ... إقرأ ... وكُن على يقين أن القراءة ستغير حياتك إلى الأفضل... ما عليك سوى أن تفتح الكتاب وتبدأ بالقراءة. القراءة حياة.
المؤلف: مهند الراوي

الحسد، حقيقته (ومن شر حاسد إذا حسد)

مما هو معروف من تعريف العلماء للحسد أنه تمنِّ زوال النعمة عن الغير. فمن التعريف يُفهم أن الحسد هو تمنٍّ فقط، فما هو تفسير {[ومن شر حاسد إذا حسد]}؟؟
إن الحسد يُحدث تفاعلات في نفسية الإنسان تدفعه لمحاوله أذى المحسود وبهذه الحالة يكون شر الحاسد هو الفعل (أو شر يدفعه للفعل) الذي يقوم به في محاولة لأذى الشخص المحسود كالتآمر عليه، وليس الشر عن طريق العين التي تدمر وتحطم بمجرد استخدامها.
وسأسرد هنا قصتين من القرآن يحفظهما الجميع:
1- قصة نبي الله يوسف عليه السلام مع إخوته التي ابتدأت بالحسد وانتهت بالأفعال الشنيعة: حسد إخوة يوسف جعلهم يرمون به في الجب بعد تراجعهم عن قتله. لماذا لم يكن هناك تأثير لعين أو لنظرة خارقه في هذا الحسد، لماذا لم نرَ سوى تأثير الأفعال؟
كان الأسهل على إخوة يوسف أن يحسدوا أخاهم بأعينهم، أليست "العين حق"، و"لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين"، و"العين حق لتورد الرجل القبر والجمل القدر"، فما الذي منع حدوث شيء ليوسف من العين؟ أم أن المقصود بشر الحاسد هو شر أفعاله؟
قال تعالى: {[إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّى رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِى سَاجِدِينَ * قَالَ يَابُنَىَّ لا تَقْصُصْ رء يَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ]}. (يوسف –4 ، 5)
2- قصة ابنيْ آدم عليه السلام: إن كان قابيل قد حسد هابيل، فلماذا لم يُذكر شيء عن تأثير الحسد؟ لم يذكر القرآن سوى ذلك الفعل الشنيع -القتل- الذي جاء بتأثير الحسد؟
قال تعالى: {[إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الأخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ]} (المائدة: 27).

هذه الأمثلة القرآنية تُفهمنا أن شر الحاسد المذكور في الآية هو شر أفعاله، وليس كما أفهمونا أن المقصود من الآية شر العين الحاسدة.
في قوله تعالى {[ومن شر حاسد إذا حسد]}، فقد نسب الله الشر إلى الحاسد لا إلى الحسد نفسه. وكما قلنا فإن المقصود بالشر هنا شر الأفعال لذلك فإن الحسد يؤثر على نفسية الحاسد فيؤذي المحسود.
وأورد هنا نص كلام الإمام الطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير في تفسير آية ومن شر حاسد إذا حسد:
((والحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير مع تمني زوالها عنه لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة أو على مشاركته الحاسد فيها.
فقد يغلب الحسد صبر الحاسد وأناته فيحمله على إيصال الأذى للمحسود بإتلاف أسباب نعمته أو إهلاكها رأسا. وقد كان الحسد أول أسباب الجنايات في الدنيا، إذ حسد أحد ابني آدم أخاه على أن قبل قربانه ولم يقبل قربان الآخر، كما قصه الله تعالى في سورة العقود.
وتقييد الاستعاذة من شره بوقت إذا حسد لأنه حينئذ يندفع إلى عمل الشر بالمحسود حين يجيش الحسد في نفسه فتتحرك له الحيل والنوايا لإلحاق الضر به.
ولما كان الحسد يستلزم كون المحسود في حالة حسنة، كثر في كلام العرب الكناية عن السيد بالمحسود، وبعكسه الكناية عن سيئ الحال بالحاسد، وعليه قول أبي الأسود:
حسدوا الفتى أن لم ينالوا سعيه      فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها      حسدا وبغضا إنه لمشوم
وقول بشار بن برد:
إن يحسدوني فإني غير لائمهم     قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا
فدام لي ولهم ما بي وما بهم        ومات أكثرنا غيظا بما يجد
إلى هنا ينتهي حديثنا عن الحسد دينيا وسنذكر ما يمكن أن نفسر به شيوع فكرة الحسد في ضوء علم الاجتماع.

إن مشاكل الحياة كمشاكل العمل والدراسة وغيرها تجعل الإنسان على استعداد تامّ للإيمان بشيء خارق يفسر له جميع مشاكله.
فالاعتقاد بأن هناك أشخاص يحسدون بمجرد نظرهم إلى الشيء ...الخ من الخرافات التي يصدقها الإنسان ما هي إلا أوهام.
إن حدوث بعض المشاكل للأشخاص الذين يخافون من الحسد ينطبق عليهم قانون الجذب الذي يقول: ما تفكر به يعود إليك من نفس النوع.
ويؤكد هذا المبدأ ما جاء عن الرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بقوله: تفاءلوا بالخير تجدوه.
إن الاعتقاد الشائع لدى العوام عن الحسد ليس فيه قاعدة محددة، ولنفترض أنّ شخصا يخاف أن يُحسد إعجابا بإنجازاته، فعندما تحدث له مشكلة في العمل يقول أن فلان من الناس حسده فإن لم تحدث له مشكلة في العمل فإنه ينتظر حدوث أي مشكلة له في أي مجال في الحياة حتى يكون له حجة أينما حصل التأثير. كما أن موضوع الحسد ليس فيه قاعدة فيما يخص الوقت فربما يحدث آنيا أو بعد أيام أو شهور أو حتى سنين، لذلك خرافة الحسد دائما ناجحة لأننا يمكن أن نشكلها كيفما نشاء وبكل الحالات هي صحيحة بحسب الاعتقاد السائد عن الحسد.
ومن أسباب تصديق الناس للحسد هو تداول بعض القصص التي تؤكده والتي بسببها أصبح الاعتقاد الشائع والسائد بخصوص الحسد هو الذي نعرفه اليوم.
ونحن لا نجزم بأن كل هذه القصص كاذبة ومختلقه قد يكون بعضها صحيحا فيكون الموضوع ليس إلا صدفه تحدث في بعض المرات وبعضها الأخر مختلقا، والمشكلة أن جميع الناس يظنون أنهم محسودون في كل الأوقات، وفي بعض الأوقات تصدق توقعاتهم لأن الإنسان معرض للمشاكل في حياته وهذا أمر طبيعي، غير أنهم ينسون كل الأشياء التي لم يحسدوا عليها ويتذكرون ذلك القليل الذي كان حدوثه صدفه بحتة، لأن الاعتقاد بأنك محسود على الدوام سوف يصدق في بعض الأوقات عندما تحدث لك مشاكل (وهذا ليس أمرا غريبا بل هي سنة الحياة)، فإنك ستعتقد جازما بأن ما حصل كان بفعل الحسد، وليس أدل على صحة هذا الرأي من أن أغلب الأوقات لا يتحقق الاعتقاد بالحسد.
ذكر الأستاذ أحمد أمين في كتابة قصة الفلسفة الحديثة في الجزء الأول صفحة 64 قصة جميلة أن رجلا دخل إلى معبد فعرض عليه السدنة عشرات اللوحات التي علقها فيه من أنجاهم الله من الغرق استجابة لدعائهم ونذورهم ثم سُئل الرجل ألا يعترف بعد هذه الأدلة كلها بنفع النذور؟ فأجاب ولكن أين لوحات أولئك الذين غرقوا في البحر على الرغم من نذورهم؟
الآن وبعد كل ما ذُكر أود أن أسوق قصة شخصيةً حصلت معي وهي التي حملتني على التفكير في موضوع الحسد وتبني هذه الفكرة: حدث معي في إحدى المرات أن أحد أصدقائي قال لي أن عينه مدمِّرة وتحسد وجاء بدليل لإثبات حسده والدليل هو أنه قبل يومين رأى سيارة فأعجبته وما هي إلا دقائق وإذا بهذه السيارة تصطدم بأخرى فكانت هذه القصة هي دليله على أنه يحسد وفي نفس اللحظة تبادر إلى ذهني سؤال (خصوصا وأن هذا الشخص مولع بالسيارات وربما تعجبه يوميا خمسة سيارات كمعدل أي أنه في حياته أعجب بآلاف السيارات) لماذا يتم التركيز على سيارة واحدة اصطدمت من بين آلاف السيارات التي أعجبته من قبل، لماذا لا نستند إلى أنه شخص لا يحسد لأن سيارة واحدة فقط اصطدمت من بين آلاف السيارات؟ الجواب هو الفكرة السائدة عن الحسد.
فلا يوجد شيء اسمه عين وحسد يؤثر على المحسود ما هي إلا أوهام قمنا باختلاقها ربما لمواساة أنفسنا لفشلنا أو ربما بسبب حب الإنسان للخوارق والخرافات.

المؤلف: علي الهاشمي

اعترافٌ يُدمي القلبَ


عندما كان للعقل هوى يهواه..
كان لا يمل من لحظة تمرّ على عقارب ساعته..
كان يتنفس اشتياقاً...
و يحيا مدمناً..
كان وكان وكان..
إلى أن أصبح عقلي في حالةٍ واهنة
لا عينٌ تدمع..
و لا صدر يتنفس...
إلاّ قلبا يخرّ وجعاً وأنينا....
ولسائلٍ أن يسأل..
لما..
ماذا حدث..؟؟
إجابتي ستكون مختزلة..
فلقد تواطأ الألم مع صاحبه
سُحقتُ بين أرجلهم..
أحسست وكأني لست أهلاً لأن أحب..
أن أعيش تلك اللحظة
أن أشيّد قصري...
قصر العشق و الغرام..
فأنا ماعدت أنا كما أنا
وجدتُ و مازلت أجد كل قلبٍ، عقلٍ مرّ على ركنٍ من أركان جزيئات حياتي إلا وأشبعني أنينا...
غدوتُ غريقا في بحر الهجران بعدما سُقيتُ من بحر الغرام أو تراه هُيّء لي أنه كذلك..
لكنه كان و مازال بحراً كبيراً من الأوهام..
أصبحت لا أكن للحب ثقة لا كبيرة و لا صغيرة ..
لا مبصرة أو عمياء..
ماهي بعبارات تشاؤم ..
بل هذه أحرف من صنع البشر وليس كمثلهم من البشر..
إنه نوعٌ خاص..
عن حواء أتحدث..
لن أتهم ولن أوجه إصبعي إلى أي واحدةٍ منهن..
بل أنا..
أنا هو الأحق والأجدر بأن يشار إليه..
إلى قلبه..
عقله وروحه..
عندما تسحب جنود قلبك
و تترك بهو قصرك
و تظن أنك آمن مستكين بين أنفاسٍ بشرية ظننت أنت وحدك لا أحد غيرك أنها مأمنك الوحيد
إذ بها تقلب الموازين و تعلن عليك حرباً باردة
أساسها الخذلان و المجافاة
فمن الملام هنا..
أنا أم هي..
أنا أم هن...
مَن...

المؤلف: هشام ذويب